- القرق: التقنية المتطورة كالبلوك تشين والذكاء الاصطناعي تقود التحول في التجارة العالمية وينبغي علينا مواكبة هذا التحول لنحافظ على النمو المستدام
- القرق: الإمارات تمتلك رؤية واضحة للمستقبل واستراتيجيات لتسخير التقنية لخدمة مسيرتها التنموية وخلق المزيد من الوظائف وتحقيق النمو الاقتصادي
- القرق: نشهد تغيرات متسارعة في البيئة والتكنولوجيا وعادات الناس وأذواقهم والتكاليف العالمية للأعمال ينبغي التأقلم معها ومواجهتها
- إطلاق كتاب السيرة الذاتية للقرق في هونغ كونغ بحضور متميز من فعاليات مجتمع الأعمال الآسيوي
أشارت سعادة الدكتورة رجاء عيسى القرق، رئيس مجلس سيدات أعمال دبي والمدير التنفيذي في "مجموعة عيسى صالح القرق" إلى أن تنامي شريحة الشباب المثقف الذي يعتمد التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المبتكرة، وخصوصاً بين الإناث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيدفع بالنمو المستقبلي ويساهم بخلق مزيد من فرص الوظائف في المنطقة، لافتةً إلى ان اعتماد التقنية المبتكرة مثل البلوك تشين والذكاء الإصطناعي يقود التحول في التجارة العالمية عبر تعزيز كفاءة المعاملات التجارية العابرة للحدود، وإزالة عوائق التجارة، مؤكدةً ان الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها حالياً هي المستقبل للنمو المقبل، وينبغي مواكبة هذا التحول للوصول إلى تنمية مستدامة.
وأضافت سعادتها خلال مشاركتها على رأس وفد ضم أعضاء من مجلس إدارة سيدات أعمال دبي في ندوة حملت عنوان " الاستثمار العالمي في الاقتصاد الجديد" ضمن نشاطات المنتدى المالي الآسيوي الثاني عشر الذي انطلقت فعالياته في هونغ كونغ خلال الفترة 14-15 يناير الجاري، أن دولة الإمارت العربية المتحدة وإمارة دبي على وجه الخصوص تبرز كوجهة متميزة في المنطقة مع توقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع الناتج الإجمالي المحلي للدولة من 2.9% في 2018 إلى 3.7% في العام الجاري مع استمرار أعمال تطوير البنية التحتية المرتبطة بمشاريع معرض اكسبو العالمي 2020 دبي، مشيرةً في هذا المجال إلى ان مؤشرات التجارة الخارجية لدبي وخطط التحفيز الاقتصادي التي كشفت عنها الإمارة مؤخراً، لا تساهم بتعزيز التجارة العالمية فقط، بل ترسخ من مكانة دبي كوجهة استثمارية بارزة.
وتوقعت القرق استمرار التحول في القوة الاقتصادية من الغرب إلى الشرق في العام 2019، مع بروز العديد من الأسواق ذات الفرص المجزية في القارة اللاتينية وأفريقيا، حيث تركز دبي على التوسع الخارجي فيها نظراً لوجود العديد من المؤشرات الاقتصادية الواعدة مثل نمو الطبقة الوسطى وزيادة انفاق المستهلك، مشيرةً إلى أن استراتيجية دبي السياحية 2022-2025 واعتماد استراتيجية التنوع الاقتصادي مع التركيز على التعليم والرعاية الصحية، مصحوبة مع أهداف دولة الإمارات بخلق قطاع اقتصادي جديد كل ثلاث سنوات سيلعب دوراً رئيسياً في الاستعداد للمستقبل وتحقيق نمو في الناتج الإجمالي المحلي وتوفير مزيد من الوظائف، ولذلك فإن الإمارات تمتلك في الواقع رؤية واضحة للمستقبل واستراتيجيات تعمل لتسخير التقنية الحديثة وأدواتها لخدمة مسيرتها التنموية وتحقيق النمو الاقتصادي.
وحول التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، لفتت سعادة الدكتورة رجاء القرق إلى أن الفئة السكانية الكبيرة في العمر ستشكل تحديات وفرصاً للعالم في الآن ذاته نتيجة التغيرات الديمغرافية واختلاف الأولويات لهذه الفئة العمرية، حيث تبرز فرص تجارية للمتقاعدين وكبار السن في الدول المتقدمة، في حين ان هذه الفئة العمرية ستكون بحاجة إلى الفئات الأصغر منها سناً لتوفير احتياجاتها ومتطلباتها في الاقتصادات النامية، مما سيؤثر على مجالات أخرى كالإنفاق العام والرعاية الطبية والبنية التحتية وأنماط إنفاق المستهلك، حيث دعت القرق الشركات إلى التركيز على نقاط قوتها وميزتها التنافسية خصوصاً مع التغيرات المتسارعة في البيئة والتكنولوجيا وعادات الناس وأذواقهم والتكاليف العالمية للأعمال.
وفي ردها على سؤال حول تأثير التكنولوجيا كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والروبوتات على الاقتصاد ومحفزات النمو، لفتت القرق إلى أن الأفكار القائلة بأن التقنيات الحديثة ستساهم في خسارة الوظائف بشكل كبير هي أفكار ليست في محلها، لأنها ترى ان المستقبل القائم على التقنية هو مستقبل واعد في مجال فرص الأعمال وخلق الوظائف لأنه يتطلب تعاوناً مع العنصر البشري لتشغيل وإدارة هذه التقنيات، مما سيزيد الطلب على الخبراء المتخصصين بهذه المجالات والتقنيات، حيث أن هذه الوظائف لم تكن مطلوبة في السابق، ومع ازدياد الطلب عليها، فإن مجالات إضافية للعمل باتت متاحة، مدللة على ذلك بالأتمتة التي يتم تطبيقها بنجاح بالتعاون مع الكوادر البشرية التي تدير عمليات الأتمتة في مختلف الصناعات والمجالات.
ولفتت القرق إلى انه يجب النظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة لجعل الأعمال أكثر فعالية وكفاءة بالتعاون مع العنصر البشري، مشيرة إلى ان أتمتة العمليات الروبوتية والمساعِدات الافتراضية والطائرات المسيرة هي تقنيات ستعزز الكفاءة عبر تولي مهام روتينية مكررة ولن تؤثر على الكادر البشري، مؤكدةً أن الروبوتات ستغير من مستقبل الرعاية الطبية ولم يتم تصميمها لتأخذ مكان وعمل اختصاصي الرعاية الطبية، بل لتجعل ممارستهم لأعمالهم أسهل.
ونصحت القرق الشركات بإعتبار المتغيرات العالمية فرصاً وليس تحديات، والتركيز على طريقة تقديمها أو توفيرها للخدمات بطريقة مختلفة، وتلبية متطلبات عملائها واحتياجاتهم بشكل يضمن لها ميزة تنافسية عبر ضمان جودة الخدمات والبضائع، داعية إلى التسلح بالابتكار والإبداع والاستعداد للمرحلة القادمة من المتغيرات الاقتصادية العالمية.
وشددت سعادة القرق أمام أكثر من 120 من صناع القرار وقادة عالم المال والأعمال، وأكثر من 3000 مشاركاً في المنتدى، على أهمية مفهوم الاستدامة المؤسسية لتحقيق الأهداف المؤسسية، لأن تطبيق هذا المفهوم لا يغطي فقط مجالات نمو الأسواق ومكاسب الإنتاجية وبيئة التشغيل المستقرة، مضيفة ان الاستدامة المؤسسية تعني أيضاً تقليل المخاطر وتعزيز التوفير في المصاريف والاستثمار في الابتكار والتفاعل مع العملاء والموظفين والمجتمع بأكمله.
وناقشت الندوة التي شاركت بها القرق التحديات والفرص الاستثمارية في القطاع المالي المتغير ضمن الاقتصاد الجديد الذي تهيمن عليه الشركات الناشئة والمؤسسات التقنية، حيث شاركها في الجلسة النقاشية كل من ريموند تشاو، رئيس آسيا والمحيط الهادىء في شركة "بي دبليو سي" ورئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي لمجموعة أكسا، وجون فلينت، الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ"اتش إس بي سي" القابضة، ونابويوكي هيرانو، الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة ميتسوبيشي المالية، وميشيل ليس، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة زيوريخ للتأمين.
ويعتبر المنتدى المالي الآسيوي أحد أبرز منتديات عالم المال والأعمال، حيث تنظم الدورة الثانية عشر منه تحت عنوان "خلق مستقبل مستدام وشامل" خلال الفترة 14-15 يناير الجاري في هونغ كونغ بتنظيم من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومجلس تطوير التجارة في هونغ كونغ وسط مشاركة بارزة من قادة الأعمال في العالم.
وأطلقت القرق خلال تواجدها في هونغ كونغ كتاب سيرتها الذاتية، الذي يروي قصة حياتها الاستثنائية، والتحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها، حيث يستعرض الكتاب الذي أطلق رسمياً قبل حوالي الشهر في دبي، تجربة القرق الشخصية في عالم الأعمال، وكيفية مواجهتها للصعوبات والتحديات، حيث يعتبر الكتاب أول سيرة ذاتية لسيدة أعمال إماراتية، ويسلط الكتاب الضوء كذلك على نمو إمارة دبي. حيث جاء اصدار الكتاب ايضاً بالتزامن مع تصنيف مجلة فوربس الأميركية العريقة أخيراً لها ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم، لتكون واحدة من ثلاث سيدات أعمال عربيات فقط في اللائحة، والإماراتية الوحيدة في قائمة هذا العام، وفق التصنيف السنوي الذي أصدرته المجلة.
وحضر حفل إطلاق كتاب "رجاء القرق- السيرة الذاتية" حشد من كبار الشخصيات المالية والاقتصادية في هونغ كونغ، الذين أشادوا بإنجازات المرأة الإماراتية وتجربتها الرائدة في الاقتصاد وريادة الأعمال.