أعاد الغلاء المعيشي وتدهور الأوضاع المعيشية، تزامناً مع الجنون في ارتفاع سعر صرف الدولار، التحركات الإحتجاجية إلى الواجهة من جديد، بعد نحو شهر من الحجر المنزلي جرّاء فيروس كورونا، إذ لم يعد بمقدور اللبنانيين تحمّل عبء التراجع في القدرة الشرائية. وقد واصل المحتجون تحرّكاتهم من قطع للطرقات وإشعال الإطارات والهجوم على المصارف، لاعتبارهم أنّها تحتجز أموالهم التي جنَوْها في السنوات الماضية.
ولم يخلُ المشهد من بعض المناوشات والتدافع بين المحتجين والقوى الأمنية، في مشهد تكرر في أكثر من منطقة، فيما عمد عدد من المحتجين على مهاجمة الصرافين الذي شرعت القوى الأمنية بحملة لقمع الذين لا يملكون رخصة تخوّلهم ممارسة أعمال الصرافة، وكذلك الصرافين الذين لا يتقيدون بتعميم حاكم مصرف لبنان، لناحية التقيد بحد أقصى لسعر بيع الدولار لا يتعدى 3200 ليرة لبنانية.
وفي إطار الحد من استغلال الظروف الصعبة التي تعصف بلبنان، تمّ تسيير دوريات في مناطق لبنانية مختلفة، لمراقبة التلاعب بالصرف ورصد المخالفين. وعملاً بإشارة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، فقد تمّ إقفال عدد من محال الصيرفة وختمها بالشمع الأحمر، مع توقيف صرافين مخالفين، فيما تواصل القوى الأمنية الإجراءات لتوقيف باقي المخالفين.
وفي الهرمل، قطعت مجموعة من الشبان الطريق الدولية وسط بلدة العين في البقاع الشمالي، احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار وأسعار السلع الإستهلاكية، ومنعوا عبور السيارات التى تحولت إلى طرق فرعية. وقد حضرت إلى المكان دورية للجيش وعملت على حفظ الأمن ومنع الاعتداء، على الأملاك العامة والخاصة.
كما أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق الدولية شتورا - المصنع عند مفرق المرج - بر الياس، بالحجارة والإطارات المشتعلة لبعض الوقت، عملت قوة من الجيش على إعادة فتحها.
وفي صيدا، وفي إطار مواصلة التحرّكات، عمد عدد من الشبان إلى رشق مبنى مصرف لبنان - فرع صيدا بالحجارة. كذلك نفّذ ناشطون في حراك مدينة صيدا وقفة إحتجاجية أمام سوق الحسبة - جنوب المدينة، رفضاً لغلاءالاسعار مع ارتفاع سعر صرف الدولار. وحملوا لافتات دونت عليها عبارة "تعبنا من جشع التجار حتى صحن الفتوش صار بدو قرض لنحصل عليه".