التبويبات الأساسية

يستعدّ العالم في هذه الليلة للاحتفال بحلول عيد الميلاد، على الرّغم من الآلام والمآسي والحروب التي تعيشها شعوب الأرض، ليبزغ فجر ميلاد السيّد المسيح مبشّراً بولادة جديدة من رحم الظلام، لعالم ملؤه السلام والمحبّة والتواضع والإيمان.

ويستعدّ المؤمنون في العالم للإحتفال بميلاد السيّد المسيح، حيث يُنتظر أن يتوجّه البابا فرنسيس، مساء اليوم، بخطاب من الفاتيكان إلى حوالى 1.3 مليار مسيحي كاثوليكي في العالم.

وتستقبل مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح في فلسطين، مئات المسيحيين لإطلاق الاحتفالات بعيد الميلاد. وتستعدّ المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة منذ أسابيع، لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم، سينضمون إلى العديد من الفلسطينيين المسيحيين في المدينة.

ومنذ الإثنين، اكتظّت الساحة الواقعة مقابل كنيسة "المهد" بحشد كبير يضم العديد من الأطفال الذين ارتدوا لباس "بابا نويل"، بينما كان سياح يقومون بالتقاط الصور أمام شجرة لعيد الميلاد يبلغ ارتفاعها 15 متراً.

واستعادت لوحات الفسيفساء التاريخية داخل الكنيسة رونقها قبل عيد الميلاد المجيد مع انتهاء أعمال الترميم فيها. وفي أقل من 15 شهراً، تم تنظيف 125 متراً مربعاً من أصل 2000 متر مربع من لوحات الفسيفساء الأصلية التي وضعت بين عامي 1154 و1169، أمّا البقية فقد زالت بسبب تقادمها أو نقص صيانتها أو الرطوبة أو الزلازل والحروب.

ويترأس المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبّر الرسولي لبطريركية القدس للاتين، القداس في كنيسة القديسة "كاترينا" المحاذية لكنيسة "المهد". وسيحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس القدّاس.

ويفترض أن يحضر القدس أيضاً مسيحيون من قطاع غزة، لكن عددهم سيكون أقل من السنوات الماضية، إذ أنّ إسرائيل لم تمنح سوى عدد قليل من تصاريح الدخول إلى الضفة الغربية المحتلة.

وقال الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إنّ إسرائيل سمحت لنحو 200 شخص فقط بمغادرة قطاع غزة لهذه المناسبة، من أصل 950 قدموا طلبات للذهاب إلى بيت لحم.

وقال أبو نصار لوكالة "فرانس برس": "على الرغم من كل التحديات والصعوبات والألم والمشاكل التي تواجهنا، ما زال لدينا أمل في الله والشعوب".

وفي لبنان، الذي يحتفل بحلول الميلاد وسط أجواء استثنائية، أقيم عشاءٌ ميلادي في وسط ساحة الشهداء في بيروت، بمبادرة فردية، وبمشاركة أكثر من 100 متطوّع ومتطوّعة، قدّموا العشاء للمواطنين، على أضواء شجرة الميلاد التي رفعت بجانب جامع "محمّد الأمين"، لتشكّل رسالة الأخوّة والتعايش التي يتميّز بها لبنان بين مختلف أبنائه المسلمين والمسيحين.

ويأمل اللبنانيون الذين يعيشون انتفاضة على أوضاعهم الصعبة منذ أكثر من 65 يوماً، أن يكون هذا العيد فرصة للإنتقال نحو ظروف أفضل، ويصلّون على نية خلاص لبنان من أزماته، ومتأمّلين بأن يحمل لهم عيدا الميلاد ورأس السنة بشرى سارّة لتحقيق تطلّعاتهم وأمنياتهم.

صورة editor14

editor14