يعيش لبنان الرياضي حالة تضامن من قبل الأسرة الرياضية الدولية معه، جراء الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، والذي دمر أقساما كبيرة من العاصمة اللبنانية سواء في شكل كامل ضمن حرم المرفأ، او ألحق اضرارا جسيمة في غالبية أحياء العاصمة اللبنانية، وصولا الى مناطق عدة في محافظة جبل لبنان.
حتى كتابة هذه السطور، لا معلومات عن ضحايا من رياضيين معروفين، او حتى مفقودين رياضيين، ذلك ان أعمال رفع الأنقاض لم تنتهِ بعد، ولا بيانات نهائية بأسماء المفقودين.
الا ان الثابت حصول أضرار في منشآت رياضية ومقار اتحادات وجمعيات، من تدمير جزئي، الى سقوط ألواح زجاج وتكسير كبير وتهشيم في الديكور.
أبرز المتضررين الاتحاد اللبناني للتجذيف الواقع مقره في حرم مرفأ بيروت، ضمن القاعدة البحرية للجيش اللبناني، على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار. وكذلك مقر جمعية الاعلاميين الرياضيين الواقع في شارع الأوروغواي، صعودا بمئات الأمتار من مكان الانفجار، حيث كان رئيس الجمعية ابراهيم دسوقي في المكتب، وقال لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" ان "الله ستر بمغادرة الزميل محمد فواز مراسل مجلة "فرانس فوتبول" في بيروت المكان قبل دقائق قليلة، ذلك ان الواح الزجاج والحطام غطت القاعة حيث كان يجلس لمراجعة مشروع تعمل عليه الجمعية".
مقر الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة في منطقة الدورة على المدخل الشرقي لمدينة بيروت، تعرض لأضرار مادية، وكذلك مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم في فردان تعرض لأضرار مادية جسيمة.
حكايات كثيرة عن نجاة لاعبي كرة القدم بينهما لاعبا نادي النجمة عبدالله عيش وادمون شحادة، اذ كانا في طريق العودة من ملعب النادي في المنارة (بيروت) الى محافظة الشمال، وعلى مقربة ميدانية من موقع الانفجار.
رسائل الدعم توالت على المسؤولين عن الرياضية اللبنانية، أبرزها على الصعيد الرسمي من رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد، الى رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام.
في حين تلقى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر برقيات دعم من رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة. فيما واظب كل من رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الايطالي جياني ميرلو ورئيس الاتحاد الآسيوي الكويتي سطام السهلي على الاتصال برئيس جمعية الاعلاميين الرياضيين وعدد من الزملاء.
المحاضر الاولمبي الزميل وديع عبد النور الذي كان مسعفا في الصليب الأحمر اللبناني أيام الحرب الأهلية، شارك في رفع الانقاض في مقر جمعية الاعلاميين الرياضيين، حاملا أدوات التنظيف، فعمل مع متطوعين لأكثر من ست ساعات على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وثائق اعلامية.
منزل الرئيس الراحل لجمعية المحررين الرياضيين خليل نحاس الذي كان سيتحول متحفا لأهل الاعلام الرياضي بتمويل من المجلس الأولمبي الآسيوي في منطقة المدور المقابلة مباشرة لمقر الانفجار، تعذر الوصول اليه، اذ سقطت حجارة البناء القديم على مدخله من الشارع الداخلي، فيما تصدعت واجهته البحرية المقابلة للمرفأ.
المصور الرياضي الذائع الصيت آسيويا عدنان الحاج علي كان طليعة الوافدين الى مكان الانفجار بعد دقائق من دويه، قال لـ"الوكالة الوطنية للاعلام":"لاحظت على الفور اختفاء معالم المرفأ ونشوء خليج وحوض جديدين في موقع الانفجار". الحاج علي تحدث "عن رائحة الموت المماثلة لحربي اسرائيل على لبنان في 1996 و2006"، علما انه كان طليعة المصورين الذين التقطوا صورا ميدانية لمجزرتي قانا في الحربين.
العالم الرياضي يتضامن مع لبنان، وأهل الرياضة اللبنانية يتضامنون مع مواطنيهم، وإجماع على ان لبنان سينهض من جديد، شأنه دائما، لينبعث من بين الركام.