كل عام في مثل هذه الأوقات تضرب العاصفة المدارية شبه الجزيرة العربية جنوبا وتتأثر بها بشكل مباشر غالبية المناطق الساحلية المطلة على سلطنة عمان وأجزاء من مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة وأجزاء من المملكة العربية السعودية.
وبالطبع التأثير الكبير الذي تتعرض له السلطنة نتيجة هذه العاصفة يشكل كارثة على سكان «الولايات» العمانية التي تتعرض للسيول والأمطار الغزيرة والرياح الشديدة نتيجة هذه العواصف التي تبدأ على شكل «إعصار مداري» يعصف بكل المناطق التي تواجهه، وغالبا ما يكون هذا الإعصار حالة طبيعية مما يسبب كوارث نتيجة قوة الرياح.
سلطنة عمان الشقيقة تقع في مواجهة هذه الحالات المدارية الطبيعية كل عام، لكن كما تقول الأخبار والأرصاد الجوية ان الحالة عندما تدخل إلى اليابسة تقل درجة خطورتها ويصبح «الإعصار» عاصفة مدارية، وهنا يمكن تفادي الخطورة والكارثة نتيجة الاستعدادات والاستنفار الذي تعلنه جميع القطاعات المدنية والعسكرية والصحية وغيرها في سلطنة عمان لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية.
لقد شاهدنا ما أصاب إخوتنا وأقاربنا في سلطنة عمان نتيجة هذا الإعصار المداري المدمر وكيف واجهته السلطنة باقتدار وجهود رجالها وأبنائها دونما استعانتها بمساعدات خارجية.
وهنا نقول إن الواجب علينا في دول مجلس التعاون تشكيل جهاز يعنى بمثل هذه الظواهر الطبيعية يكون مدعوما بجهود كل دول المجلس المادية والبشرية لمواجهة مثل هذه الحالة والظاهرة الطبيعية بكل أوجه الدعم ويكون هذا الجهاز الوطني «راصدا» لكل الحالات والظواهر الطبيعية التي تعصف بدول مجلس التعاون، وذلك حتى يكتسب كل الذين يعملون في هذا المجال خبرات في المعلومات وفي المواجهات والعمليات الميدانية، وحتى نكون جميعا على استعداد لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية في المستقبل.
نسأل الله السلامة لإخوتنا وأشقائنا في السلطنة وكل الدول الخليجية التي تأثرت بالعاصفة المدارية «شاهين» ورحم الله من لقوا حتفهم ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين.