التبويبات الأساسية

أقامت جمعية "الإرشاد والإصلاح" الخيرية الإسلامية، حفل عشائها السنوي بعنوان "وقفة تترك أثرا" في قاعة الفيحاء في الميناء، في حضور سامي رضا ممثلا الوزير محمد كبارة، النائب سمير الجسر، مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، العقيد عبد الله مواس ممثلا رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي،نائب رئيس بلدية طرابلس خالد الولي الشيخ حسام سباط، عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا فواز العمر، وحشد من رجال الدين والمدعوين.

في الإفتتاح آي من القرآن الكريم من الشيخ وائل دهيبي، فالنشيد الوطني فكلمة تقديم من المهندس وسيم منقارة.

زمرلي

وألقى رئيس لجنة طرابلس في الجمعية وائل زمرلي كلمة فعرض موجزا من الانشطة الدعوية للجمعية ومنها تعليم القرآن والحديث والمحاضرات الدينية والدورات التدريبية للناشئة والأنشطة الثقافية والترفيهية.

وقال: "نتطلع إلى زيادة وتنوع في برامجنا وأعمالنا لتطال شريحة أوسع من مجتمعنا وترميم مركز العلامة حسين الجسر ليشكل محضنا إيمانيا وتربويا وترفيهيا".

محيو

ثم تحدث رئيس الجمعية جمال محيو، فأشار إلى ميادين عمل الجمعية الدعوي والخيري والإجتماعي والتربوي على إمتداد أربعة وثلاثين عاما أثمرت 12 مركزا في الشمال والجنوب وجبل لبنان والبقاع وبيروت، وتوقف عند الإنجازات والخدمات والتقديمات.

وأعلن إطلاق الموقع الرسمي للجمعية على الإنترنت وإستخدام أحدث تقنيات البرمجة لنشر الأخبار والأنشطة العامة، وكذلك إطلاق شعار (وقفة تترك أثرا) بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك والسعي لنشر قيم ومبادىء كادت أن تنسى، مبيناأهمية دعم الجمعية لتمكينها من متابعة مسيرتها الدعوية.

الشعار

وألقى المفتي الشعار كلمة "أمل" في مستهلها من الله: "أن يجعل قلوبنا أنقى من الثلج وأن يبلغنا رمضان وهو راض عنا، وان يعيننا على حسن صيامه وحسن قيامه وحسن تلاوة كتابه وأن نحسن العودة إلى سنة نبيه المصطفى".

وقال: "هذا موعد سنوي مبارك لا يجد الإنسان فيه من عذر لعدم المشاركة، لثقتنا بالجمعية ورجالاتها وسيداتها وإطارها العام بني على التقوى وأسس عليه، لذلك أجد نفسي ملزما بالحضور، والمشاركة في مثل هذا العمل عمل ديني وواجب ديني وإجتماعي لأن مضمون الجمعية وأعمالها مستقى من رسالة الإسلام، التعليم والعلم ومنازل العلماء وفضل العلم على العبادة، ثم الدعوة إلى الله تعالى مهمة الأنبياء والمرسلين ثم العمل الإجتماعي والخيري والثقافي والفكري، ولا أجد حرجا أن أقول كذلك الوعي الوطني الذي يجعلنا نستوعب بلدنا ووطننا وكيفية التعامل مع الآخرين".

أضاف: "كل ذلك من مضامين رسالة الإسلام، ومن عيون كتاب الله عز وجل، وبعد كل الذي ذكر وسمعناه أجد لزاما علينا أن نشارك وأن ندعم وان نبارك العمل وأن نشد من الأزر وأن نأخذ بيد إخواننا وأن ندفعهم إلى الأمام وان نشعرهم أنهم ليسوا وحدهم أبدا على الساحة، وإنما لهم من الأخوة وأفاضل المدينة رجالا وسيدات من يشد على أيديهم ويبارك عملهم ويدعوا لهم بالخير والتوفيق".

وتابع: "يخطىء من يعتقد أننا بحاجة إلى نوع واحد من العمل، لكن أن يعمل كل إنسان في إطار تخصصه وفي إطار عطائه ونجاحاته، ربما يكون الأولى وأن تضم الجمعية كفاءات عالية وتخصصات لافتة وأن تحتضن مثل هذه الأعمال، لعل هذا من توفيق الله عز وجل".

وقال: "لا يتقدم شيء على الإطلاق في مفهومي الديني على العلم وأصوله وفروعه وقواعده وأبعاده ومراميه، إلا لأن الدعوة إلى الله عز وجل تكاد تنسى في كثير من الأحيان، وتكاد لا تعطى من الأوقات إلا النذر اليسير، هي التي تترجم علمنا وهي التي تبرهن وتترجم واقعنا الإسلامي ولذلك فإني أعتبر أن الدعوة إلى الله عز وجل وان التواصل مع الناس وان إحتضان الناس وإستيعابهم في حلقات التعليم والذكر والفكر والتدبر والتفكر والعلاقة مع الأسر، والعلاقة مع السيدات والنساء والشابات جانب مهم، سبقنا كثيرون كادوا أن يستوعبوا مساحات عريضة وهم لا يتناولون الإسلام ببعده الإنساني، وبمضمونه الدعوي، وبإشراقته وسماحته التي كان النبي خير مثل ونموذجا لهم".

وتابع: "يجب أن يدرك الناس أننا دعاة إلى الله، وأننا بعيدون عن الجدل وعن الخصومة، الداعية إلى الله عز وجل اشبه بالطبيب يحرص على قلوب الناس وعلى مشاعرهم وعواطفهم، يفقه من حديث النبي ان لا يمعن في الجدل حتى ولو كان محقا، والدعاة ينبغي ان لا يتوصلوا في دعوتهم إلى الله عز وجل إلى درجة الجدل والخصومة مع الناس، نحن مهمتنا أن نذكر، أن نبلغ، أن نبين أن نستوعب الناس، لكن ليس علينا أبدا أن نحمل الناس على رأينا، وأن نلاحق الناس حتى تضيق صدورهم بنا، ونحن نظن أن إقامة حجتنا عليهم هو أمر شرعي، أبدا، إنما عليك البلاغ فذكر إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر هذا فقه دعوتنا إلى الله عز وجل".

وأردف قائلا: "ينبغي ان نحرص على قلوب الناس، على هيبتهم، على كرامات الناس، ينبغي ان نحرص على منازلهم وعلى مكانتهم وان نخاطب الناس بما ينبغي لأن النبي امرنا أن ننزل الناس منازلهم، الداعية إلى الله عز وجل أشبه ما يكون بالطبيب يداوي حتى عندما يقوم بإجراء عملية جراحية من أجل الإستئصال دون أن يؤلم وأن يحرج وإنما من اجل ان يمسح عن المريض بمبضع الشفاء والعافية، ولا يمكن على الإطلاق ان أغفل عن قضية العلم أبدا، أشرف المنازل، أعلى انواع العبادات هي العلم، لكن الدعوة إلى الله عز وجل هي الترجمة الحقيقية الفعلية، نحن نتعلم حتى نعلم".

وقال: "حذار الف مرة أن نخاصم أبناء بلدنا وأن نخاصم أبناء المسلمين وان نتباغض لمجرد إختلافنا في الرأي، حذار نبينا كان ينسب أهل الوثنية إليه، يقول اللهم إغفر لقومي، يارب هؤلاء قومي، وهؤلاء هم وثنيون، مشركون، يعبدون غير الله، ومع هذا كان يخاف عليهم الهلاك إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله، وقد أخرج الله من أصلابهم من يوحد الله. عكرمة إبن من؟ خالد بن الوليد إبن من؟ كل هؤلاء خرجوا من أصلاب اولئك، نحن قوم ندعو إلى الله والدعوة إلى الله لا تعرف معنى للخصومة أبدا، المهم أو لا نفعل خطأ، وأن لا نتعمد الخطأ، وأن نعود عن الخطأ إذا علمنا، هذه صفات الدعاة، وأهل العلم وأهل الله".

وختم الشعار: "انا مع العلم، أنا مع الأفكار ومع الأوراق ولكني قبل ذلك وبعده مع أولئك الذين يترجمون اثر العبادات في حياتهم إلى سلوك، إلى حياة،إلى منهج، نصلي، نصوم، نزكي، نحج نعتمر، كل ذلك من أجل أن نكسب قلبا خاضعا وطبعا لينا، الدعاة إلى الله عز وجل هؤلاء كمياه المطر حيثما أصاب الماء ارضا أنبتت، هكذا ينبغي ان نكون نحن، في دعوتنا إلى الله عز وجل وفي حبنا وعلاقتنا ببقية إخواننا وأبناء بلدنا".

صورة editor11

editor11