التبويبات الأساسية

كتبت صحيفة " الشرق " تقول : لا شرقية ولا غربية، بل هناك طريق وحيد للبنان، هو طريق التمسّك بالحريات، والقطاع المصرفي الذي حقق ‏إنجازات كبيرة، حتى باتت المصارف من أهم مصارف العالم العربي‎.‎

تاريخ المصارف في لبنان تاريخ عريق، إذ كان العالم العربي كلّه يودع أمواله في لبنان، بسبب حرية الإيداعات، ‏والأهم من ذلك كله السرية المصرفية، التي لا يوجد مثيل لها في العالم، إلاّ في سويسرا. رحم الله الزعيم اللبناني ‏ريمون إدّة الذي كان دائماً حريصاً على هذه الميزة… وعلينا هنا أن نذكّر بأنّ الودائع التي أودعت في المصارف، ‏جاءت لأنّ لبنان بلد يتمتع بالحرية والنظام الديموقراطي الحر‎.‎
أمّا القول بأنّ أميركا تأخذ لبنان رهينة، فهذا الكلام أضحكني، وأقول: هل يوجد شخص في العالم يمكن أن يصدّق هذا ‏الكلام، أميركا "بطولها وعرضها" بالها في لبنان، يا للسخرية‎.‎

صحيح أنّ أميركا تؤيّد إسرائيل، وتدعمها في كل المحافل، وهذا ليس سراً. أما بالنسبة للعلاقات مع لبنان، فإنّ الجالية ‏اللبنانية في أميركا هي من أهم الجاليات، وقد وصل عدد كبير من اللبنانيين الى مراكز عالية في أهم المواقع: في ‏مجلس الشيوخ، وفي مجالات عدة منها المالية والطبية والعلمية، وفي عالم المال والاقتصاد. بالله عليكم دلوني على ‏لبناني واحد، وصل في الصين أو في روسيا أو في إيران الى أي مركز مرموق‎.‎

دلوني على الاستثمارات التي تقدمها إيران للبنان‎.‎
وهل تبنّى "الحزب العظيم" فكرة أن تدعم إيران الدولة اللبنانية، والجيش اللبناني أو أي مشروع في لبنان؟ فكما هو ‏معروف فإنّ الأموال التي ترسلها إيران الى "الحزب العظيم"، استثمرها الحزب في إرسال أفراده وعناصره الى ‏سوريا للدفاع عن كرسي بشار الأسد، وإلى اليمن من أجل دعم الحوثيين لقتل الشعب اليمني. كما تمّ إرسالهم بمهمة ‏لقلب النظام في الكويت بعد اكتشاف 10 آلاف بذلة جيش عسكرية كويتية لتنفيذ المشروع الايراني ضد الكويت‎.‎
وهناك علامات استفهام عن الدور الذي يقوم به "الحزب العظيم" في تجارة الممنوعات داخل لبنان وفي أميركا ‏الجنوبية‎.‎

السعودية فتحت أبوابها على مصراعيها لاستضافة 500 عائلة لبنانية يعيش أفرادها في السعودية، فحققوا مراكز عالية ‏واستطاعوا الحصول على ثروات كبيرة منذ 70 سنة، نذكر منهم رجل الأعمال نجيب صالحة، ودولة الرئيس حسين ‏العويني صاحب "هيك هيك"… ويكفي أنّ الشهيد الكبير رفيق الحريري دفع أجور تعليم 35 ألف طالب جامعي في ‏أميركا وأوروبا بأموال جاءت من أعماله في المملكة، فأنفقها على شعبه في لبنان‎.‎
إن بدأنا بالمقارنة، فلا توجد أي إشارة الى ما فعلته إيران، غير الدخول في اللعبة الطائفية، ومشروع ولاية الفقيه، ‏ومشروع الملالي، والمهدي المنتظر. كما دخلنا في لعبة الفُرْس، وشيعة العرب‎.‎
نعود الى لبنان وإلى المأزق المالي والاقتصادي الذي وصلنا إليه، ففي كل يوم يأتي مسؤول، أو مُنَظّر ليقول إنّ ‏المودعين والبنوك حققوا أرباحاً كبيرة من الفوائد وعليهم أن يسدّدوا هم خسائر الدولة‎.‎

يا جماعة، هذا كلام باطل لأنه لا توجد خسائر بمعنى الخسائر، بل توجد ديون متوجبة على الدولة أخذتها لتدفع رواتب ‏ومصاريف غير مبرّرة، أهمها هدر الكهرباء التي كلفت الخزينة اللبنانية 47 مليار دولار بين عامي 2010 و2020، ‏فمن المسؤول عن هذا الهدر؟ ألَيْس من تسلم وزارة الطاقة ورفض الصندوق الكويتي الذي عرض دفع مليار ‏وخمسماية مليون دولار، فرفضها الوزير جبران باسيل، وأصرّ على الإستدانة من البنوك والودائع المبلغ المذكور ‏آنفاً… لماذا رفض أن نستغني عن الفيول ونستبدله بالغاز لنوفر ملياراً وخمسماية مليون دولار سنوياً؟

أخيراً، ومنذ 3 سنوات استطاع الرئيس سعد الحريري أن يحصل على قروض بقيمة 11 مليار دولار، من مؤتمر ‏‏"سيدر"، الذي عقد في باريس وحضرته 40 دولة و25 منظمة دولية، كان شرطهم الأول تعيين هيئة ناظمة ‏للكهرباء، وتشكيل مجلس إدارة كهرباء، ضاعت جراء الخلافات بين الوزير جبران باسيل ووزراء "القوات اللبنانية‎".‎
كنت لا أريد أن أرد على مدير عام وزارة المال آلان بيفاني، ولكن استوقفني أولاً اتهامه للبنوك، وهنا أسأله: ما علاقة ‏البنوك بالدين؟ أوَليْست الخسائر أموالاً استدانتها الدولة، عن طريق كتاب من وزير المال الى حاكم مصرف لبنان، ‏يطلب منه تأمين المبالغ وإصدار سندات خزينة وسندات يورو بوند

كذلك، يقول المدير المستقيل: إنّ أموالاً خرجت من لبنان، وبما أنه مسؤول مالي، فلماذا لا يفضح أسماء الذين هرّبوا ‏أموالاً الى خارج لبنان‎.‎
وأسأله أيضاً أنه جلس 20 سنة مديراً عاماً لوزارة المال، ولم يقل أي كلمة، فلماذا سكوته؟ ولماذا يتهم من دون أي ‏مستند، وهل يحق له أن يتهم من دون مستندات؟

صورة editor3

editor3