عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة استثنائية في دار الفتوى، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وحضور العضو الطبيعي في المجلس الرئيس فؤاد السنيورة، وكان بحث في الشؤون الإسلامية والوطنية وتطورات تشكيل حكومة وفاق وطني، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المحامي محمد مراد قال فيه: "أكد المجلس الشرعي أن المشاورات واللقاءات بين الرئيس المكلف مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة يبدو أنها وصلت الى خواتيمها التي تبشر بولادة قريبة للحكومة، وشدد على ان التفاؤل سيبقى سيد الموقف مهما بقي من تفاصيل في توزيع الحقائب لولادة الحكومة، لكن المجلس يحذر من أي ابتزاز سياسي من البعض على صعيد تبادل الحقائب الوزارية او غير ذلك، ما يشكل عقبة جديدة يتحمل أصحابها مسؤولية ذلك مهما كانت الذرائع، الأمر الذي يوجب إصدار مراسيم تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وأي تأخير في التشكيل ينعكس سلبا على مصلحة الوطن ومصالح الناس ويتحمله كل من يحاول وضع العراقيل بغية تحقيق مكاسب إضافية آنوية له ولفريقه. من هنا ينبغي التوافق السريع لمصلحة الناس وهذا أمر واجب وطنيا وإنسانيا قبل حلول العام الجديد".
أضاف: "طالب المجلس بأن يكون البيان الوزاري في الحكومة العتيدة مبنيا على أسس واضحة المعالم لتأكيد سيادة الدولة واحترام الدستور والتطبيق الكامل لوثيقة الوفاق الوطني، أي اتفاق الطائف، والتزام القوانين وان تتحمل الحكومة والقوى السياسية مسؤولياتها الكاملة تجاه ذلك، كما يطالب المجلس بإطلاق ورشة المشاريع الإنمائية والإصلاحية لبناء دولة المؤسسات والعمل المشترك في إطار وحدة اللبنانيين والاستفادة من مؤتمر "سيدر" المعول عليه في إنعاش الوضع الاقتصادي اللبناني بالإضافة الى نتائج جهود الرئيس الحريري في لقاءاته في المؤتمرات واللقاءات التي عقدها أخيرا في لندن".
وتابع: "دعا المجلس الى التضامن الوطني بين جميع اللبنانيين والالتفاف حول دولة الرئيس سعد الحريري في الجهود التي يقوم بها، بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية للخروج من هذه الأزمة التي يعيشها لبنان لتحقيق الأهداف التي سترسمها الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري، بالتعاون مع الجميع لإرساء كلمة سواء تنقذ وطننا وتعزز وحدتنا لمواجهة الأخطار المحدقة بنا وخصوصا من العدو الإسرائيلي الذي يتربص بلبنان واللبنانيين شرا".
وختم: "هنأ المجلس اللبنانيين عامة بحلول الأعياد المجيدة، متمنيا ان يعود لبنان الى لعب دوره كما كان ساحة لقاء بين الأشقاء العرب، وهذا لا يمكن ان يكون إلا بان ينعم لبنان بالأمن والسلام والاستقرار في حكومة تنهض به وتحقق كل آمال اللبنانيين وطموحاتهم".
وفي نهاية الاجتماع، أقام دريان غداء تكريميا للمراد الذي انتخب أخيرا نقيبا لمحامي طرابلس والشمال.