التبويبات الأساسية

تتجه الأنظار اليوم الى الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب في المجلس النيابي، لاستطلاع آراء الكتل النيابية حول تصورها للحكومة المقبلة، بعد الزيارات البروتوكولية التي أجرها أمس على رؤساء الحكومات السابقين، والتي أتت على وقع استمرار الاحتجاجات الرافضة لعملية التكليف في الشارع.

الاتصالات انطلقت
اذاً، ومع انتهاء الزيارات البروتوكولية تنطلق اليوم الاتصالات لرسم شكل الحكومة المقبلة، وعلمت "النهار" ان اتصالات أمس لم تبحث بعد في شكل الحكومة هل تكون تكنوقراط صافية او مطعمة السياسيين وهذا الامر متروك للاستشارات النيابية في مجلس النواب اليوم. واذا كان دياب يفضل الذهاب الى التكنوقراط، فان"حزب الله" لم يحسم موقفه بعد في انتظار جوجلة الاتصالات، أما الرئيس بري فقال امام زواره إن "المبداً العام هو تشكيل حكومة تكون انقاذية وعلى شكل حكومة طوارئ نظراً إلى المخاطر الكبرى التي تهدد البلد. والا فإننا ستتجه إلى تفليسة مالية كبيرة".

مشاورات التأليف
ورغم تجدد الاعتراضات الشعبية على التكليف، فإن المعطيات المتوافرة لـ"اللواء" تفيد ان الرئيس المكلف ماض في مهمته حتى التأليف، وفق المعايير التي حددها وهي حكومة اختصاصيين بدعم من القوى السياسية التي كلفته رسمياً خلال الاستشارات النيابية الملزمة، على ان يباشراليوم حسب المفترض مشاوراته النيابية غير الملزمة مع الكتل النيابية في المجلس النيابي.

وعلمت "اللواء" ان دياب أبلغ بعض الذين التقى بهم: انه يسعى الى إشراك كل القوى السياسية في طريقة تشكيل الحكومة، وانه معني بتنفيذ كل كلمة قالها في بيانه الذي تلاه بعد التكليف، وانه ماضٍ في مهمته ولن يرد على الاتهامات، لأنه اتٍ للعمل وليس للرد على أي طرف، وسيلمس الناس ذلك، "ومن احب المساهمة في عملية الانقاذ من خلال تسهيل تشكيل الحكومة فنرحب به ومن يرفض فهذا خياره، وانا مستمر في المهمة".

وعلمت "اللواء" أيضاً من مصادر سياسية متابعة للموضوع الحكومي، ان القوى السياسية التي سمّت دياب لتشكيل الحكومة ستقوم بتسهيل مهمة التأليف الى اقصى الحدود ولن تفرض عليه شروطا او معايير تعجيزية.

وفي حين أشارت معلومات "الأخبار" الى انه حتى الآن، لم يتمّ الحديث بعد عن شكل الحكومة العتيدة ونوعية الوزراء الذين ستضمّهم. لكن في المبدأ العام هناك اتجاه لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية، كشفت المعلومات لـ"اللواء" عن توافق بين الكتل النيابية الكبيرة على ان لا تكون الحكومة موسعة، أي الصيغة الثلاثينية، وان تكون متوسطة الحجم أو صغيرة بين الـ24 وزيراً أو 18 وزيراً، ومن وزراء اختصاصيين، وهي السمة البارزة للحكومة الجديدة، وان بقيت صيغة التكنو-سياسية قائمة بدرجة أقل مما كانت طاغية في مرحلة مشاورات التكليف التي سبقت الاستشارات الملزمة.

ثناء الثنائي الشيعي

ولفت الانتباه في هذا السياق، ثناء الثنائي الشيعي على الرئيس الحريري، لأنه، بحسب مصادر الثنائي، سلفه موقفاً ثميناً يقاس بميزان الذهب، حيث شارك في الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة وامتنع عن تسمية سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، مما ساهم في إفشال المخطط الأميركي عشية وصول مبعوثها إلى لبنان.

وكشفت هذه المصادر ان الحريري أبرم تسوية كاملة مع الثنائي الشيعي لإيصال الأمور إلى تكليف دياب، مشيرة إلى ان المفاوضات بين الحريري والثنائي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى عشية التكليف، ورست في النهاية على اتفاق مع الحريري على عدم تسمية كتلة "المستقبل" السفير نواف سلام تحديداً، في موازاة تأمين نصف تغطية لتكليف دياب من خلال المشاركة في المشاورات والامتناع عن تسمية أية شخصية سنية في مواجهته".

وقالت ان الجزء الاهم من التسوية الحكومية بين الثنائي الشيعي والحريري، كان في التزام الثنائي ولو بشكل غير مباشر بعودة الحريري مجددا الى رئاسة الحكومة سواء اذا فشل دياب في مهمة التاليف او بعد انقضاء ولاية حكومته الانقاذية، حسب توصيف المصادر، التي يرجح ان تستمر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.

اما عن ثمن التسوية الحكومية، فان الحريري ضمن موقعه في رئاسة الحكومة او على حد التعبير الحرفي للمصادر "محلو محفوظ" متى اراد العودة، في حين ان الخارج ابدى استعداده للسير بدياب مقابل تسهيل "محور الثنائي" للمفاوضات في بعض الملفات الاقليمية في العراق وسوريا واليمن، وفي هذا دلالة واضحة الى تقدم المفاوضات الايرانية مع كل من الرياض وواشنطن.

السنيورة: هذا ما نصحت به دياب
اما الرئيس فؤاد السنيورة فقال لـ"اللواء" انه نصح الرئيس المكلف باحترام الدستور واحترام مقام رئاسة الوزراء واحترام مصالح لبنان وبأعادة التوازنات الى العلاقات مع العرب. وان حل الازمة لا يكون فقط بإجراءات مالية واقتصادية على اهمية إجرائها، بل يكون ايضا وبالتوازي كمن يعالج المريض بالاشتراكات، اي ان لبنان بحاجة كمريض الاشتراكات الى الكثيرمن الاطباء والكثير من العلاجات والادوية.

واضاف السنيورة ردا على ما سؤال حول ما طرحه دياب: لقد استمع منصتاً باهتمام وانا لم اسأله كيف سيشكل الحكومة، لكني ارى شخصيا ان المهم ماهي الشروط والمعايير التي سيضعها او التي يمكن أن تكون قد فرضت عليه لتشكيل الحكومة. لكن لا شك ان امامه كمية مشكلات كبيرة. وما نشهده الان هو نتيجة تراكمات من المماحكات واللعب بمصير البلد وسوء التقدير الذي يؤدي الى سوء التدبير.

صورة editor14

editor14