التبويبات الأساسية

عقد سفير لبنان في الجزائر الدكتور محمد حسن لقاء إعلاميا في مقر السفارة في العاصمة الجزائرية سلط خلاله الضوء على تداعيات انفجار بيروت.
بداية، تقدم حسن "بأحر التعازي وصادق المواساة إلى الأسر المنكوبة وإلى جميع أهلنا في لبنان الحبيب"، ناقلا "نيابة عن حكومة وشعب لبنان، أسمى عبارات الشكر والعرفان والإمتنان للجزائر الشقيقة، حكومة وشعبا، على ما جادت به أياديهم الكريمة بالخير وأنفسهم العظيمة بالعطاء تضامنا مع لبنان إثر الفاجعة التي ألمت به، حيث كانت الجزائر وكما عهدناها في طليعة الدول التي وقفت بجانب لبنان في محنته".
وتناول "الفاجعة التي شهدتها عروس البحر الأبيض المتوسط بيروت الكبيرة والضخمة بالمعنى الإنساني والوطني وبكل المعايير"، لافتا الى "حجم الخسائر البشرية والمادية".

وقال: "إن لبنان يعاني، يا للأسف، وضعا اقتصاديا صعبا للغاية، فهو يمر حاليا بأسوأ أزمة مالية لم يعرف لها مثيل من قبل، جراء تراكم العديد من المعطيات، أهمها تراجع إحتياطات البنك المركزي، تقلص تحويلات المغتربين، عدم إيفاء المانحين الدوليين بالتزاماتهم لأسباب وحجج عدة، أضف إلى ذلك جائحة فيروس كورونا التي فاقمت الأزمة، حيث ساهمت بشكل كبير في إنكماش القطاع السياحي وإنحساره، والذي يعد قطاعا حيويا في لبنان، بسبب الإغلاق المفروض على البلاد، كما هو الحال بسائر دول العالم، والذي نجم عنه إقفال الفنادق والمطاعم والأسواق التجارية، وكذا المصانع وخطوط الإنتاج جراء عدم التمكن من إستيراد المواد الأولية. كما أن النزاعات والصراعات الدائرة في المنطقة أثرت بشكل أو بآخر على الوضع في لبنان، حيث كان لها إرتدادات سلبية على الوضع العام وشكلت عبئا إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا، مما أدى إلى تأزم الأوضاع وتفاقمها".

أضاف: "إن لقاءنا بكم اليوم جمعه الألم الذي يعتصر لبنان، لبنان التاريخ، لبنان الحضارات وملتقاها، لبنان التعدد الثقافي والديني، لبنان الحرف والأبجدية، لبنان الإنفتاح والفكر، هذا الألم الذي نتمنى أن يزول بوقفة أبنائه وأشقائه وأصدقائه، فأملنا في الغد كبير، وعسى أن تكون ذكرى المائة سنة على إعلان قيام دولة "لبنان الكبير"، محطة نستخلص منها العبر ونأمل منها التغيير نحو غد أفضل ومشرق لجنة الشرق ودرته لبنان، وإستخلاص العبر لا يكون فقط عبر الحروب والأزمات والصمود، بل أيضا عبر المضي قدما على درب الإزدهار بالإنتاج الإقتصادي والسياسي والدبلوماسي حتى يعود لبنان لتبوء مكانته التي يستحقها بين الأمم.
ومن هذه المحطة الجديدة التي يحذو بها لبنان نحو مئويته الثانية، نأمل نحن أبناؤه وأن يستعيد لبنان عافيته ويضمد جراحه، سائلين الله أن يمنح لبنان غدا أجمل ومستقبلا أفضل".

وشدد على "دور اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، على نجاحاتهم وتألقهم في مختلف المجالات وعلى أعلى المستويات"، وقال: "من هنا نتطلع ونتمنى أن يستفيد لبنان من خبرات أبنائه المعرفية المتعددة المجالات، إذ يحذونا أمل كبير وحلم أكبر في أن يسترجع مكانته المتقدمة ودوره التاريخي الهام في المنطقة، حيث يعد ولا يزال همزة وصل بين الشرق والغرب".

وقال: "كما لا يخفى عليكم، فإن إستعادة بريق لؤلؤة الشرق بيروت يتطلب الكثير من الجهود المحلية والدولية العاجلة، وهذا ما يدعوني ومن منطلق صلابة الروابط الأخوية المتجذرة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وبحكم التاريخ والقواسم المشتركة التي تجمعنا، وعلى قدر هول الكارثة ومخلفاتها الضخمة، أن أتوجه من هذا المنبر بنداء خاص إلى الجهات الرسمية الجزائرية وإلى كافة أبناء الجزائر الخيرين، وبالأخص الشركات الجزائرية ورجال الأعمال، لمساعدة لبنان في الوقوف مجددا على سكة النمو والإزدهار بالمساهمة في إعادة الإعمار بشتى الوسائل المتاحة ومن خلال الخبرات الجزائرية المشهود لها، أو من خلال المساهمة بالإمكانات الواسعة للجزائر في مجالات الطاقة وموادها الأولية، والصناعات الحديدية والزجاجية والهياكل والإهراءات".

وفي الختام، شكر حسن المشاركين وقدر "للأشقاء الجزائريين وقفتهم إلى جانب بلاد الأرز وتضامنهم معه في أصعب أحواله".

صورة editor3

editor3