أكد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه أن فرنسا تهتم للبنان وقلقة وتشعر بخيبة الأمل لأن سياسة الحكومة منذ سنوات فشلت في تحقيق النتائج التي كانت متوقعة.
وقال فوشيه لبرنامج "عشرين 30" عبر الـ LBCI: "منذ ثلاث سنوات وأنا أدعو إلى الحاجة للإصلاح إنما لم نحرز تقدما كبيرا في هذا الإتجاه ولبنان اليوم يحصد النتائج، فكم مرة أمضيت الوقت مع السياسيين لأبلغهم بما يجب أن يفعلوه وبضرورة المضي قدما وسريعا. هذه حالة طوارئ، حالة طوارئ، حالة طوارئ... أكرر دائما ذات الحديث".
وأضاف فوشيه: "تحدثنا بعد مؤتمر سيدر عن أزمة الكهرباء والسياسة المالية وسياسة الميزانية ولم يتم إتخاذ أي خطوة حاسمة في هذا الإتجاه وهناك حدود للتحلي بالصبر".
ولفت الى أن "الميزانية العامة سيئة جداً ويجب تحديدها، لهذا السبب طلبنا من لبنان وشجعناه للتعاون مع صندوق النقد الدولي، والمفاوضات لا تحرز تقدما بسبب أمور أولوية كتوضيححالة الحسابات والخسائر المالية فليس من خلال المحاسبة الإبداعية وغير المتكافئة يمكن المضي قدما".
وعن المخاوف التي كان تم التعبير عنها قبل بضعة أشهر لمكان عدم احرتام صندوق النقد الدولي سيادة لبنان، شدد فوشيه على أن ذلك لن يحصل.
ورأى أن "الجمود المؤسساتي والخلاف السياسي الداخلي يضعان حجر عثرة أمام المضي قدما في لبنان، أما أسباب السياسة الخارجية أو الأقليمية هي في النهاية ثانوية مقارنة مع الحصار الداخلي".
وشرح أن صندوق النقد الدولي صبور ووضع عددا من الشروطعلى طاولة المفاوضات وينتظر موقفا لبنانيا موحدا، وما سيقدمه للبنان لن يحل الأزمة المالية برمتها ولكنه عودة إلى المسار الصحيح يحيث سيكون قادرا بعدها على معالجة مسائل أخرى لاستعادة وضعه المالي والمفتاح لهذه الأمور هو الإصلاحات، كما قال.
ورأى السفير الفرنسي أن الامور تسير ببطء شديد على الصعيد الإقتصادي والمالي وأيضا على صعيد السلطة والقضاء.
وفي ملف أزمة الكهرباء، رأى فوشيه أن "قطاع الكهرباء مسؤول عن 40 % من العجز المالي والدين العام اللبناني"، لافتا الى أن "تعيين أعضاء مجلس إدارة جددا ليس الإصلاح المطلوب بل ببساطة الصيانة وآلية العمل"
وتابع:" بالنسبة للاصلاحات، يجب بذل مجهود أكبر في إصلاحاتالسياسة المالية وسياسة الموازنة فالنفقات باهظة للغاية وهناك تدابير يمكن اتخاذها على صعيد الأسواق العامة والإصلاح القضائي والإصلاح على صعيد السرية المصرفية".
وعن مؤتمر سيدر، كشف فوشيه أنه لم يُدفن قط لكنه يعتمد على برنامج بالتعاون مع صندوق النقد الدولي وفي حال تطبيق الإصلاحات ستكون اعادة احياء مؤتمر سيدر سريعة جدا.
وردّاً على سؤال إن كانت فرنسا والإتحاد الأوروبي سيمررانمساعدات إنسانية طارئة للبنان، أجاب: "نعم نبحث في الأمر اما الجيش فقد جددت فرنسا التزامها بدعمها له."
اما بالنسبة الى المساعدة الفرنسية للمدارس التي كان أعلن عنها، شرح فوشيه: "قررنا دعم المدارس التي تشكل نواة حضورنا العلماني في لبنان والمساعدة ستكون مباشرة من خلالالمدارس التي ستتعاون مع السفارة الفرنسية وهناك إجراء آخر وهو إنشاء "صندوق بيرسوناز" لدعم المدارس المسيحية في الشرق الأدنى والأوسط وسيحصل لبنان على حصة".
وتطرقت المقابلة مع السفير الفرنسي الى ثورة 17 تشرين حيث اعتبر فوشيه أنها كانت عفوية تماما، قائلا: "أعتقد أن المطالب قد طرحت وتم الحصول على عدد معين من النتائج وسيستمرون بالتعبير عن المطالب يوميا".وشدد على ضرورة تحييد لبناننفسه عن الصراعات الإقليمية التي قد تفاقم وضعه الداخلي.
وعن موضوع مساعدة الصين للبنان واستثمارها فيه، عبّر فوشيه عن رأي فرنسا، بالقول: "لا ننبذ الصين ويمكنها أن تساهم بشكل طبيعي في تطوير لبنان من دون أن يسبب لنا ذلك أي صعوبات".
وتوجه فوشيه للفرنسيين المقيمين في لبنان، قائلا لهم: "لا تغادروا إبقوا هنا واستمروا في الحفاظ على حبكم للبنان وأنقلوه إلى الجانب الفرنسي وفرنسا هي منزلكم".
وفي كلمة اخيرة للسفير الفرنسي عن العلاقة مع لبنان، قال: "قد نتجادل أحيانا ولكن بشكل عام ما حفظته أن بلادي تحب لبنان إنها الدولة الوحيدة التي تحب لبنان لنفسه وليس لسبب آخر".