شدد سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى لبنان د. حمد سعيد الشامسي على أن "الإمارات باتت تجسّد نموذجاً فريداً من نوعه يحتذى به على مستوى العالم، بعدما تحولت المرأة الإماراتية إلى شريك في مسيرة التنمية ومربية للأجيال، وتعد جزءاً لا يتجزأ من رؤية الدولة لاستشراف المستقبل"، لافتاً إلى أن "ذلك جاء نتيجة لنهج وفكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ورؤيته الحكيمة في الاعتماد على المرأة كعضو هام ورئيسي في بناء الوطن والدولة".
ونوه، في تصريح اعلامي بمناسبة يوم المرأة الاماراتية والذي يقام هذا العام تحت شعار "المرأة على نهج زايد": "بالدعم اللامتناهي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ودورها الكبير وهي التي لطالما شكلت سنداً وعوناً كبيراً حيث وفرت جميع الإمكانات اللازمة من أجل تعزيز مسيرة المرأة ونقلها إلى أفضل المراحل والمراكز."
وقال: "بظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "حفظه الله"، شهدنا جهود متعاظمة لتحفيز المرأة الإماراتية وتحقيق نقلة نوعية من مرحلة الدعم إلى مرحلة التمكين، فأثمرت خلال فترة زمنية قصيرة نخبة من القيادات النسائية، ووضعن بصمة مميزة من خلال إنجازاتهن حتى وصلن للعالمية".
وأوضح أن "تجربة دولة الإمارات في تمكين المرأة شكلت محل إشادة واعتراف إقليمي ودولي، ولعل من أبرز ما يدل على ذلك تصدر الدولة مراتب متقدمة في عدد من المؤشرات الحيوية المتعلقة بدعم المرأة، فقد حلت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في مجال حقوق المرأة، والأولى في تمكين المرأة، قيادياً وبرلمانياً، وتصدر مؤشر احترام المرأة على المستوى العالمي في مجالات الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، كما تصدرت العالم في مؤشر التحاق المرأة بالتعليم العالي، وهذا كله لم يكن ممكناً لولا الدعم الكبير الذي قدمته قيادتنا الرشيدة للمرأة الإماراتية."
وأشار السفير الشامسي إلى أن "المرأة الإماراتية حققت إنجازات استثنائية، وأصبحت شريكة للرجل في عملية التنمية التي تشهدها الدولة، فقد بلغت نسبة تمثيل النساء 15% في المؤسسات الحكومية، وبلغ عدد عضوات المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الـ 16 تسع عضوات، يشكلن ما نسبته 22.5% من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 40 عضواً؛ كما تشكل المرأة 27% من التشكيل الوزاري الجديد للحكومة عام 2016، بينهم 8 وزيرات من بينهم أصغر وزيرة في العالم تبلغ من العمر 23 عاماً".
وتابع: "لم تقتصر الجهود على تمكين المرأة فحسب، بل تم التأكيد أن المرأة عنصر أساسي ومحوري يجب التعامل مع احتياجاتها في قطاعات العمل والاقتصاد باعتبارها مورداً بشرياً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التنمية، وصولاً إلى نهضة عالمية.. ومن هنا باتت تشغل المرأة حالياً نسبة 30% من العاملين في السلك الدبلوماسي، بينهن عدد من السفيرات اللواتي يمثلن الدولة في الخارج".
وأشاد بـ"التقدم اللافت الذي تم تحقيقه على صعيد سد الفجوة بين الجنسين في التحصيل العلمي للفتيات في مراحل التعليم الأساسي والجامعي، حيث تبلغ نسبة الفتيات أكثر من 70% من خريجي الجامعات. وفي المجال الاقتصادي، تمثل المرأة 46.6% من إجمالي القوى العاملة، حيث تشغل 66% من وظائف القطاع العام منها 30 % في مراكز صنع القرار. ويبلغ عدد سيدات الأعمال 23,000 ألف سيدة، يدرن مشاريع قيمتها حوالي 15 مليار دولار".
وختم سفير الإمارات بالحديث عن خطط واستراتيجيات المرحلة المستقبلية كـ"مبادرة "1000 قائدة"، التي ستوفر التدريب وفرص التمكين للنساء، لشحذ مهاراتهن وقدراتهن ليصبحن قادة في الجيل الحالي والأجيال المقبلة. إلى جانب إطلاق خطط الحكومة الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021، والتي تهدف إلى تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كافة المجالات والقطاعات، وتوسيع نطاق إنجازاتها وتعزيز مكاننها في المحافل الإقليمية والدولية".