التبويبات الأساسية

أقام رئيس أساقفة بيروت ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره العشاء السنوي للمركز الكاثوليكي للاعلام، دعما لنشاط المركز في فندق "ريجنسي بالاس" أدما صالة الجاد، حضره وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، المونسنيور ايفان سانتوس ممثلا السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتري، رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة أنطوان مراد، النائب البطريركي المطران رفيق الورشا، العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب المحررين الياس عون، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، العميد منير عقيقي ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية، رؤساء بلديات ومهتمون.

إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية ربيكا أبو ناضر بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم كلمة، جدد فيها "العهد والوعد في الحفاظ على الأمانة ألا وهي: إعلان الحقيقة دون سواها في رسالتنا الإعلامية بعيدا عما يسمى بالأخبار المضللة أو المشبوهة والمرهونة بكسب الإعلانات على حساب الموضوعية، لا بل أكثر من ذلك فقد يصل الأمر بالبعض وتحت ستار الحرية الإعلامية بأن ينتهك الكرامات ويهين المقدسات ويفاخر بأعماله هذه تحت عنوان عريض إسمه الحرية المشوهة والمشوهة"، لافتا الى "أننا نعيش اليوم على مفترق خطير مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي، التي من المفترض أن تقصر المسافات وتعلن الحقيقة دون سواها، لكن مع الأسف شكلت هذه الوسائل تحديا يوميا بين الحرية والحقيقة والأخبار الكاذبة والمهينة من جهة أخرى، فالكنيسة مؤتمنة على الحرية كيف لا؟ والمسيح حررنا وعلمنا كيف تصان الحريات، وعليه من موقعنا نحن حراس الكنيسة، لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تهان مقدساتنا ورموزنا الدينية المسيحية عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي تحت عنوان حرية التعبير".

وأكد أبو كسم "أن الحرية عندما تنحرف عن مسارها لتطال كرامة الآخرين، تصبح إذ ذاك جرما يحاسب عليه القانون"، مناشدا الزملاء الإعلاميين "حراس الكلمة وشهود الحقيقة ألا يدعوا أحدا يشوه صورتهم كسلطة رابعة والحفاظ من خلال رسالتهم النبيلة على القيم الإنسانية والأخلاقية، ويضعوا حدا لكل أشكال التفلت والتجني وتزوير الوقائع خدمة لمصالح خارجية أو منافع رخيصة، فالإعلام هو رسالة قبل كل شيء ولبنان أيضا رسالة، فلنشبك الأيدي لنحمي الإعلام ولبنان".

مطر

وتوجه المطران مطر بدوره إلى البطريرك الراعي بالقول: "صوت نبوي تطلقونه في لبنان وخارجه من أجل لبنان والمنطقة تذكروننا يا صاحب الغبطة بالتفاعل الذي كان قائما في العهد القديم لبني ملوك اسرائيل وأنبيائها، الملك يحكم بإسم الله، لكنه قد ينسى ربه أيضا، فالنبي عند ذاك يذكره بربه وبالقيم التي يحافظ عليها أو يجب أن يحافظ عليها، وهكذا الأنبياء الذين هم بقرب الملك يضمنون الحرية والحقيقة والخير للمجتمع بأسره، نشكر لغبطتكم هذا الصوت الحر الرباني المعمر المثقف، وننوه أيضا بمعالي وزير الإعلام المميز ملحم الرياشي الذي عندما دخل إلى وزارته قال لن تسمى بعد اليوم وزارة الإعلام كأن إنسانا يعلم آخر والآخر لا علاقة له مع الحقيقة. الوزير قال لتسمى وزارة الحوار والتواصل، فشكرا معالي الوزير الرياشي على هذه اللفتة، وبعد ذلك قارنتم الكلمة بالعمل وأنطلقتم نحو حوار وطني ادى إلى مصالحة أساسية في الصف المسيحي، فشكرا على كل ما فعلتم مع من عاونوكم وكانوا إلى جانبكم في هذا السبيل، ونطلب بإلحاح ألا نعود إلى الوراء بل أن نكمل المسيرة ليضم هذا الحوار ليس فقط المسيحيين بل كل اللبنانيين، وأن نتحول إلى عائلة واحدة ونتقاسم الخبز معا والحرية والحياة، وربما كان علينا أن نتعدى مجرد الشراكة بيننا الشراكة المادية هي بتقاسم للخيرات والمنافع، ما يتطلب الشراكة الحقة هي المحبة والأخوة. نحن في لبنان أخوة، الأخ يعطي أخاه ويعطي أكثر من اللزوم عند اللزوم، بينما الشريك يريد حصته وحده، ويجب أن ننظر للأخوة بعين الإعتبار لعل لبنان يصل إلى شاطىء الآمان".

وتحدث مطر عن تقرير منبثق من المنتدى الإقتصادي العالمي في سويسرا الذي تحدث عن ارقام في مجالات عدة في لبنان: في مجال اللااخلاقية والفساد رقم لبنان 137 وفي أداء القطاع العام 124 وفي تأمين الكهرباء 134 وفي البنى التحتية 130 وفي الدين العام 135، أما في مجال التعليم فرقمه 23؟ "فهل يعقل أن يضرب القطاع الخاص سيدنا البطريرك الذي تدافعون عنه دفاعا مستميتا وهو الوحيد صحته جيدة في لبنان، أضع هذه الأرقام في ضمائرنا جميعا لعلنا نهتدي إلى سواء السبيل، فبلدنا تأخر كثيرا وكثيرا وعلينا أن نتعب ونضحي جميعا حتى نخلص لبنان ونصل به إلى بر الآمان".

الراعي

وحيا الراعي في مستهل كلمته بإسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الوزير الرياشي والحضور وقال: "توقفنا وفرحنا عندما ذكر المطران مطر أن مجال العلم والثقافة في لبنان متقدم، لكنني كدت أمسك قلبي بيدي لو صنف تقرير المنتدى الإقتصادي لبنان على المستويين السياسي والديموقراطي، ونشكر الله على عدم تصنيفهم"، مضيفا "نحن اليوم في عيد إرتفاع الصليب، ماذا يعني لنا هذا العيد في لبنان، وقد بلغنا مرحلة من الإنحطاط كبيرة، الرب يسوع رفع على الصليب وقبل أن يرتفع بقليل قال: إذا رفعت عن الأرض إجتذبت إلي الجميع، لقد رفع عريانا لا يملك شيئا من الدنيا، ولذلك كسب الدنيا كلها، فيعلمنا الرب يسوع أن القوة ليست في ما نملك بل في ما نحن فيه وعليه. وفي موضوع آخر قال إذا نازعك أحد على قميصك أترك له أيضا رداءك كله؟ هل يعني هذا الكلام خنوعا كلا؟ هل هو ضعف كلا بل هو عظمة، لا أحد يستطيع أن يأخذ شخصية الإنسان فشخصيته ليست في ثيابه ولا في سلطته ووظيفته بل في قلبه وعقله، يستطيعون أن يأخذوا كل شيء لكن لا أحد يستطيع أن يأخذ شخصية الإنسان، هذا هو المدخل للخروج من أزمة عدم تأليف الحكومة، إذا بقي كل فريق يريد أن يأخذ كل شيء ويحرم غيره، 4 أشهر والعالم كله يتفرج علينا ويمسك قلبه بيده يعرفون أن الوضع في لبنان يتراجع، وهو على شفير الهاوية، والأدهى ان الكل يتكلم نفس الكلام وليسوا معنيين إلا بالأحجام والحصص، إذا كان الحل أن يأخذوا فليأخذوا كل شيء ويحكموا لنخلص لأن الوطن سيقع علينا جميعا".

وتابع: "القديس فرنسيس الأسيزي كان يحن على الفقراء، خلع كل ثيابه وقال أنا اليوم أغنى إنسان لأنني إنسان حر، ولا أملك شيئا، هذا هو معنى إرتفاع الصليب، نعيش اليوم مرحلة إنحطاط سياسي، وإذا لم يتنازل الأفرقاء لبعضهم البعض فلن تولد الحكومة"، معربا عن أسفه "لعدم وجود تواصل وحوار بين الأفرقاء، والتواصل اليوم قائم على تبادل الإساءات والإهانات، كنا نخاطب الإعلاميين أيها الأخوة أنتم أنبياء الحقيقة قولوا الحقيقة وأبتعدوا عن الكذب، وندعو الإعلاميين إلى لعب دور الإطفائي وعدم نقل الكلام المسيء والهدام الذي يسمم الأجواء ويسمعه كل العالم".

وحيا الوزير الرياشي ل"دعوته الدائمة إلى الحوار والتواصل" داعيا الى "أن ندرك خطورة الإعلام ونتوقف عن الكلام الذي يخرب ويهدم".

الرياشي

وعلق الوزير الرياشي في كلمته على كلام البطريرك الراعي حول المصالحة المسيحية المسيحية والمصالحة الوطنية وقال: "المصالحة المسيحية ربما تعرضت لتشويهات واساءات وللتغيير، لكننا مؤمنون وسنستمر لأن معلمنا الذي فوق قال لنا: "طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم لأجلي، فهم كاذبون فافرحوا وابتهجوا لأن أجركم عظيم في السماء، فقد تعلمنا شجاعة السلام بفضل المصالحة وبهذه الشجاعة ونهجها سنتابع ولن نتوقف وبعضهم اساء واستغل وبعضهم الآخر حاول تسخيف المصالحة، لكننا مؤمنون أن هذه المصالحة هي بمثابة حماية الوجود سواء المسيحي الحر أو الوجود اللبناني الحر في لبنان وفي هذا المشرق، المسيحيون لم يدافعوا يوما عن المسيحيين كمسيحيين إنما دافعوا عن الحرية والأحرار، سواء كانوا مسيحيين او مسلمين وملحدين لم يسألوا عن دين أحد حينما دافعوا واستشهدوا لأجل الحرية، فالحرية ولبنان صنوان والإعلام في لبنان له رسالة واحدة ووحيدة وهي رسالة الحرية هذه الرسالة هي مسؤولية كل الإعلاميين من دون إستثناء ورسالة كل الناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي".

أضاف: "نقول ونؤكد على شيء واحد، نحن نرفض رفضا قاطعا توقيف أي إعلامي أو سجنه ولكننا في المقابل نرفض إعتماد الشتيمة والإساءة إلى آداب المخاطبة في لغة التخاطب والإنتقاد والتواصل مع الآخر، هناك لغة تهين القيم اللبنانية التي أنشئنا عليها سواء في المدارس الرسمية أو في مدارسنا الكاثوليكية، هذه اللغة لم نتعلمها في هذه المدارس لنكملها عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو عبر الإعلام، هذه الحرية وهذه اللغة التي نتخاطب بها بشكل مهذب وراق وننتقد ولا نفتقد إلى أي كلمة تنتقد الآخر وتضع النقاط على الحروف وتعارض ولا تمالىء لكنها تتكلم بإحترام ولا شيء آخر إلا الاحترام"، معلنا "أنه تم الإتفاق منذ يومين مع لجنة الإدارة والعدل أن يضاف قانون الآداب الإعلامية إلى قانون الإعلام لمحاسبة من يخرج عن أصول التخاطب وأدابه وغير ذلك لتبقى الحرية مصانة وعلى إسم لبنان".

وحول كلام البطريرك الراعي عن الرداء قال الوزير الرياشي: "نحن قدمنا القميص وقدمنا الرداء، ولن نبخل بأي شيء على لبنان لأنه في يوم من الأيام قدم أخوة لنا واباء وأجداد القميص والرداء والدماء أيضا".

ولفت إلى أنه "سيسلم من سيخلفه في وزارة الإعلام مفاتيح الحل الموضوعة في أدراج الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ليس فقط لتغيير إسم الوزارة بل لتصبح وزارة التواصل والحوار ويصبح المجلس الوطني الذي نستحدثه ونطوره مجلسا جامعا لكل وسائل الإعلام ليس فقط للمرئي والمسموع، وهناك أيضا في أدراج مجلس الوزراء إنجازان مهمان الأول هو إعادة هيكلة وزارة الإعلام وهذا مهم جدا لتصبح حقيقة وزارة التواصل والحوار ومنصة منفتحة لكل مشاكل العالم، نحن معنيون مباشرة بنقابة المحررين الحديثة التي تقف على باب مجلس الوزراء وتنتظر أن تحال على مجلس النواب لكي تصبح نقابة معاصرة".

أضاف الرياشي: "نحمل اربعة هموم أساسية: التعاقد مع وسائل الإعلام أو أي مؤسسة يعمل فيها صحافي فلا يغادر إعلامي حين يصبح في سن التقاعد، التعاضد المهني والصحي الذي يحمي الإعلاميين ويحمي أهلهم وأبناءهم من أي شر أو ضرر، وهناك الحصانة النقابية التي تمنع أي رجل أمن أو قاض من مساءلة أي أعلامي وإستدعائه من دون مراجعة النقابتين، هذه هي النقابة التي نحلم بها وما أطلبه من كل الإعلاميين أن يقاتلوا من أجل مستقبلهم المهني".

وفي الختام، كرمت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للاعلام الوزير الرياشي وقدم الراعي ومطر وأبو كسم درعا تقديرية. كما تم تكريم المدير العام الراحل لإذاعة "لبنان الحر" مكاريوس سلامة وتسلم الدرع نجلاه الياس وغبريال وأيضا الإعلاميان حبيب يونس وبسام براك والمخرج في محطة "أم تي في" فرنسوا زيادة والمخرجة كريمة أبو جودة.

بعدها قطع البطريرك الراعي والوزير الرياشي والمطران مطر قالب حلوى للمناسبة.

صورة editor11

editor11