التبويبات الأساسية

أقيمت في نقابة المهندسين في طرابلس، بدعوة من الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، وغرفة التجارة والصناعة في طرابلس ندوة تحت عنوان ″طريق الحرير ودوره في تنمية منطقة الشمال″، تحدث فيها كل من سفير الصين الشعبية في لبنان وانغ كه جيان، النائب سمير الجسر، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، والنائب هادي حبيش كما تحدث نقيب المهندسين بسام زيادة، ومدير العلاقات في الجمعية العربية ـ الصينية عصام المرعبي، والمهندس نبيل الاسعد. وحضرها فاعليات وزارية ونيابية وديبلوماسية وبلدية واقتصادية وإجتماعية .
إستهل الرئيس دبوسي كلمته الى بالإشارة إننا " نلتقي في هذه الندوة شريكاً يمتلك تجربة ناجحة ويحتل المرتبة الأولى على صعيد النمو وهو دولة الصين الشعبية التي أطلقت مبادرة طريق وحزام الحرير، وهي تمثل طريقاً جديدة وثقافة جديدة وإقتصاداً جديداً خاصةً وأن الصين بلد تمتد جذوره الحضارية في عمق التاريخ وبات في المرحلة الراهنة منذ 70 عاماً يعيش ظروفاً مختلفة على كل الصعد".

وقال:" نريد أن نتناول مسيرة الصين ودور لبنان من طرابلس الكبرى في العلاقة مع الصين حيث مضت ست 6 سنوات على إطلاق مبادرة طريق وحزام الحرير التي ترتبط بها الجمهورية اللبنانية من خلال مذكرة تفاهم جرى توقيعها مع الصين مما يحفظ الموقع اللبناني على هذه الطريق".

وتساءل:هل نكتفي فقط بالتوقيع؟ وهل بات لدى أصدقائنا في الصين، حكومة وشعباً قناعة بالشراكة معنا؟ وهل نحن شركاء بالفعل مع هذه الدولة العظيمة التي تطال شراكتها 65 بلداً في العالم"؟

وأجاب :" كي نجد الأجوبة على هذه التساؤلات، لا بد لنا من إلقاء نظرة على مرافقنا اللبنانية الإقتصادية العامة من بيروت الى طرابلس، فمرفأ بيروت له قدرة على إستقبال مليون وستماية ألف حاوية سنويا، ومرفأ طرابلس له قدرة على إستيعاب مايتي ألف حاوية سنوياً مهما زاد من أرصفة وطور من خدماته اللوجيستية، والتي يمكن ان تصل في المستقبل الى مليون حاوية سنوياً. وهكذا يكون مجموع قدرات مرفأي بيروت وطرابلس، ومع كافة الأعمال الناجمة عن قرض البنك الإسلامي للتنمية ما يوازي مليونين وستماية ألف حاوية فقط لا غير ، وهذا الواقع يدفعنا الى الإعتراف بأن هذين المرفأين، في وضعهما الحالي، لا يفيان بالغرض المنشود".

وتابع:" بعد دراستنا في غرفة طرابلس والشمال وشملت الواقع من الناقورة الى أقاصي الحدود الشمالية في محافظة عكار، وجدنا أن المنطقة الوحيدة التي تشكل محوراً جاذباً والتي يمكن أن تفضي الى اطلاق أضخم مشروع إجتماعي إستثماري وطني عربي إقليمي دولي في لبنان هو من طرابلس الكبرى".

ولفت:" يقضي بتوسعة مرفأ طرابلس على طول واجهة بحرية مملوكة من الدولة اللبنانية تمتد من ميناء طرابلس وصولاً الى القليعات في عكار (وهو خط بحري بطول 20 كلم وردم 500 متر في البحر فتصبح مساحته عشرة ملايين وأربعماية وإثنين وخمسين متراً مربعاً وهو "مرفأ لوجيستياً يقدم كل أنواع الخدمات التي تتلاءم مع البيئة البحرية التجارية والصناعية والخدماتية والسياحية ، وجدواه جاذبة للإستثمار الكبير. أما مطار القليعات (مطار الرئيس رينيه معوض) فإن مساحته الحالية تبلغ ثلاثة ملايين متر مربع وهو واقعيا مرفق متواضع، ولكن يمكن توسعته عبر سلسلة إستملاكات لأراض شاسعة محيطة به، ممنوع تشييد الأبنية عليها، فتصبح مساحته بعد الإستملاكات عشرة ملايين وأربعماية وإثنين وخمسين متراً مربعاً علماً أنه يبعد فقط 6 كلم عن الحدود اللبنانية – السورية (العريضة) و13 كلم عن العبودية،ويتمتع بمواصفات تشابه المطارات الدولية كمطار بيئي وذكي، إضافة الى إمكان إنشاء منطقة إقتصادية خاصة تنعم بملايين الأمتار المربعة وتتواجد بالقرب من المرفأ والمطار".

وتسائل ايضاً:" إذا كنا نريد الشراكة مع الصين فاننا نحتاج الى مشاريع عملاقة تتناسب مع الصين كبلد عملاق وفي الوقت نفسه توفر عشرات الآلاف من فرص العمل. ونحن أمام خطة واعدة لجذب الإستثمارات الصينية وتتمثل بعرض إفتراضي أولي لمخطط توجيهي خاص بتوسعة المرفأ، كما لدينا دراسة جدوى أساسية تناولت مطار القليعات لجعله مطاراً دولياً بأبعاده التقنية والخدماتية وبمحاذاة الواجهة البحرية سكة للحديد يتجدد دورها بشكل يختلف عما كانت عليه في الماضي".

وأكد:" صحيح أن لدينا مشاريع صغيرة ومتوسطة ومن ضمن أعمالنا وإهتماماتنا، وهي تلقى الدعم المشكور من الإتحاد الأوروبي ومن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ولكن كل هذه البرامج الصغيرة والمتوسطة ليست سوى مسكنات لا تصنع التغيير المطلوب".

وأعلن قائلاً:" ها نحن قد بتنا أمام خطة متكاملة جاذبة للمنطقة وجاذبة للصين التي لديها كل الإستعدادات للشراكة والتنفيذ لأية صيغة تضعها الدولة اللبنانية ممثلة بدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري. ونحن في غرفة طرابلس والشمال، حينما تبلورت لدينا فكرة مشروع التوسعة طلبنا من سعادة سفير الصين الصديق العزيز على قلوب كل الذين يعرفونه. ونحن فخورون ومحظوظون بمعرفة هذه الشخصية الإنسانية الثقافية الديبلوماسية الإقتصادية الدولية. وقد لاقى مشروعنا إستحساناً لديه، فبحثنا ودرسنا معه بشراكة حقيقية إنطلاقا من مسؤوليتنا بالإضاءة على جواذب الإستثمارات من طرابلس الكبرى، والتي تتمثل بالقدرة على إطلاق مشروع إنساني هو بمثابة خطة إستراتيجية متكاملة تتناسب مع خطط وإستراتيجيات العملاق الصيني".

وختم:" إن هذا المشروع بحجم وطن، يحقق الدور المرتقب لطرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، وما نتقدم به هو حزمة مشاريع إستثمارية كبيرة تضع لبنان من طرابلس الكبرى على خارطة إقتصاديات العالم وتوفر الآلاف من فرص العمل وتقطع الطريق على كل مظاهر العنف والتطرف وتؤهلنا للتغلب من خلالها على كافة نقاط الضعف في مجتمعنا الذي يتوثب نحو الأمن والأمان والتقدم والإستقرار والإزدهار ما يعيد الى لبنان القدرة على لعب دوره المحوري في محيطه والعالم".

صورة editor2

editor2