التبويبات الأساسية

أعد العدة وحمل معه زوادة مليئة بالنشاطات والزيارات التي من شأنها تعزيز الروابط الاغترابية، منذ ان تم انتخابه رئيسا للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ، وضع نصب عينيه هدفا واحداً هو إعادة اللحمة للإغتراب وبث روح جديدة فيه بعد ان فقد بريقه وهويته وحماسه.

اتى من غانا ليشارك في مؤتمر الطاقة الاغترابية بدعوة من وزارة الخارجية والمغتربين، لكن المشاركة لم تقتصر فقط على المؤتمر لأن ما كان في جعبة الرئيس شكيب رمال كبير بقيمته المعنوية والفكرية.

زيارة مطرانية الروم الكاثوليك في صيدا

بعدما حضر وتابع جلسات مؤتمر الطاقة الاغترابية المنوعة وبعدما قام بزيارة الى قرية الانتشار اللبناني في البترون التي تم إفتتاحها وتضم بيوتاً اغترابية تمّ ترميمها من قبل المغتربين، بالاضافة الى متحف المغترب، بدأ الرئيس شكيب رمال جولاته الخاصة برفقة وفد اغترابي من الجامعة اللبنانية الثقافية من أوستراليا والأميركيتين وأوروبا، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي
والبداية كانت من بوابة الجنوب صيدا، مدينة العيش المشترك والتعايش الاسلامي المسيحي، اذ قام الرئيس شكيب رمال والوفد المرافق بزيارة الى مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك حيث كان باستقبالهم المطران ايلي بشارة الحداد. وقد شكر الرئيس رمال المطران حداد على حفاوة الاستقبال وتحدث عن الدور الذي لعبته الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في جمع شمل اللبنانيين وعن الاهداف التي تأسست من أجله لكن في الوقت نفسه اسف لما وصلت له الجامعة خاصة بعدما تدخلت السياسة فيها وشرذمت ابنائها في الداخل والخارج وفرقتهم ما ادى الى ضرب ابرز اهدافها النبيلة والسامية.

ووجه الرئيس رمال من الصرح الديني العريق رسالة الى جميع القيمين على الجامعة بترك الخلافات جانباً وإعادة اللحمة لها والانضواء تحت لوائها وجناحها واعادتها الى وحدتها.

بدوره رحب المطران ايلي بشارة الحداد بمبادرة الرئيس شكيب رمال والوفد المرافق وشكر لهم هذه الزيارة التي عنت له الكثير مشيداً بالدور الذي يلعبه الاغتراب اللبناني في دعم لبنان اقتصاديا وانمائيا وسياحيا واجتماعيا كما نوه بدور الجامعة الذي لعبته على مستوى العالم في جمع الطاقات اللبنانية. وروى المطران تاريخ الكنيسة ذاكراً العام الذي شيدت فيه والمنطقة بالاخص التي ترمز للعيش المشترك مشيراً أيضاً الى أن المكان الموجودة فيه هو أيضا مكان مشترك بين الروم الكاثوليك والروم الارثوذكس ولا يفصل بينهما سوى حائط في إشارة الى أهمية ورمزية صيدا في جمع كل العائلات والطوائف . وفي الختام تمنى المطران كل التوفيق للرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم متمنيا له وللوفد المرافق النجاح في مسيرتهم الاغترابية وتحقيق اهدافهم النبيلة والسامية. وكان قد رافق الوفد الكاتب والشاعر المكسيكي اللبناني حبيب شمعون الذي قدم للمطران بعضا من اصداراته الأدبية.

كما أن المطران حداد الذي يشهد له تاريخه المشرف فهو قبلا كان قد عُيّن رئيسا للمحكمة الاستئنافية للروم الكاثوليك في لبنان عام 1995 ولا يزال. وانتُخب مدبّرا في الرهبانية المخلّصيّة ورئيسا للإكليريكيّة الكبرى عام 1996. ثم أصبح رئيسا للديوان البطريركي في الربوة من عام 2001 إلى 2007 حين سيم مطرانا على أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما.

لقاء مع النائب السابق ابي نصر

ثم قام الرئيس والوفد المرافق بزيارة الى رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمه الله أبي نصر الذي تمنى ان تتوحد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وان تقوم بدورها الريادي في توثيق التواصل بين بلدان الإنتشار والوطن الأم، وذلك في إطار الأهداف الوطنية المرسومة لها منذ تأسيسها. كما عرض ابي نصر مع الرئيس رمال والوفد المرافق شؤون الإنتشار وشجونه حول تعدد الآراء في كيفية تمثيل المغتربين في المجلس النيابي وحقهم في انتخاب ممثليهم وهل يكون ذلك في الإنتخاب المباشر للنواب في مناطقهم من مقر إقامتهم أو إنتخاب 12 نائبا وفق المشروع الذي قدمه أبي نصر بهذا الصدد عندما كان نائبا أو ستة نواب بموجب قانون الإنتخاب الحالي ولا شيء يحول دون إجراء الإثنين معا". وأشار أبي نصر إلى أنه أول من دعا إلى مشاركة المنتشرين في الإنتخابات "نظرا للدور الذي يقومون به في خدمة وطنهم ومواطنيهم بدليل التحويلات المالية التي تتدفق على لبنان والخدمات الإنسانية والإجتماعية التي يقدمونها مما يستوجب أن يكونوا شركاء فاعلين في الوطن وأن تكون لهم كل الحقوق التي لكل لبناني مقيم. ونوه بـ"الجهود الكبيرة التي يقوم بها معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للإفادة من الطاقة الاغترابية وتعميق التواصل مع المنتشرين بدينامية غير معهودة من قبل".
بدوره، شكر رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أبي نصر على إستقباله، منوها بـ"الدور التشريعي الذي قام به عندما كان نائبا والمتابعة التي يوليها بعد إنتخابه على رأس الرابطة المارونية بملف الإنتشار وحقوق المنتشرين ودورهم". كذلك، نوه "بدور معالي وزير الخارجية والمغتربين الأستاذ جبران باسيل وبالجهود الجبارة التي يقوم بها لربط المغتربين مع وطنهم الأم". وأكد "السعي لتوحيد الجامعة وتفعيلها بغية الإفادة من كل الطاقات الاغترابية خدمة للبنان المقيم"، مشددا على "ضرورة التواصل والتنسيق من أجل تحقيق الأهداف المشتركة."

زيارة المركز اللبناني لدراسات الهجرة

المحطة الثالثة للرئيس شكيب رمال والوفد المرافق كانت للمركز اللبناني لدراسات الهجرة حيث تم تقديم نسخة عن "تمثال الصداقة اللبنانية- الغانيَة" الذي تمّ إزاحة الستار عنه في حزيران من عام 2012. وقد أعد رمّال نسخة عن التمثال نحتت من خشب غاني خصيصاً لوضعه في "متحف لبنان والهجرة" في جامعة سيدة اللويزة والذي تمّ إفتتاحه عام 2005. وقد تسلَمت النسخة بإسم الجامعة الدكتورة سيدر منصور عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية؛ كما قدّم رمَال نسخة أخرى من التمثال للدكتورة غيتا حوراني مديرة المركز " لمساهمتها القيمّة وخدماتها للمغتربين اللبنانيين".

واعتبر رمّال ان جامعة سيدة اللويزة بتأسيسها المركز أمّنت على تراث الأنتشار وديمومته، كما أثنى على الدور الذي يقوم به المركز في خدمة الإنتشار الأكاديمية والثقافية. ووعد بتفعيل إتفاقية التعاون بين الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وجامعة سيدة اللويزة التي أبرمت في عهد الرئيس العالمي الراحل عيد شدراوي عام 2010. كما قدّم القنصل الفخري في فانكوفر في كندا الدكتور نيقولا قهوجي بإسمه وبإسم القنصل الفخري في هاليفاكس السيد وديع فارس عن "اللجنة اللبنانية الدولية للتيتانيك" نسخة عن اللوحة التذكارية التي وضعت في مدافن مونت اوليفت في هاليفاكس أثناء قيام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عام 2018 بزرع أرزة تخليداً لذكرى اللبنانيين الذين قضوا على التيتانيك. وقال قهوجي بأن أي عمل إغترابي أكاديمي او ثقافي لا يمكنه ان ينجح دون التعاون المثمر مع المركز في جامعة سيدة اللويزة.

ثم قامت الرسامة والشاعرة السيدة جومانا ابو مطر بتقديم لوحتها "الغربة والحنين" الى المركز والتي عبّرت فيها عن صعوبة البعد عن لبنان الذي يزهر فرحاً بعودتهم. وكانت ابو مطر قد قدمت سابقاً لوحة حول اللبنانيين الذين قضوا على متن التيتانيك.

بعده قدّم الدكتور حبيب شمعون، صورة "سيدة غوادالوبي" المكرّسة قائلاً "أن سيدة غوادالوبي مكّرمة من قبل الشعب المكسيكي ومن اللبنانيين المهاجرين الى المكسيك وانه يقدّمها لكي تبارك عمل المركز المميّز في الحفاظ على ذاكرة الهجرة اللبنانية." كما قدّم نسخاً عن كتبه Negotiate Like a Phoenicia, Deal: guidelines for flawless negotiation, and Transcend: Quo Vadis Negotiator.

وكانت قد إحتفت بالحضور الذي قدم من غانا، وكندا، ونيجيريا، ومكسيكو، واوستراليا، ونيوزيلاندا، واليابان، وليبيريا، والولايات المتحدة الامريكية، والبرازيل، ولبنان، مديرة المركز الدكتورة حوراني، كما رحّبت بهم بإسم رئيس الجامعة الأب بيار نجم، العميدة الدكتورة منصور التي أثنت على تواصلهم مع المركز وعلى دعمهم لعمله الذي هو في حقيقته موّجه لهم ولإبنائهم وأحفادهم.

زيارة مكتبة بعقلين الوطنية العامة

لم يغب عن بال الرئيس شكيب رمال زيارة احد المعالم الثقافية الهامة في لبنان وهي مكتبة بعقلين الوطنية العامة التي كانت في يوم من الايام «سراي بعقلين» ومركزا للحكم المحلي ولاحقا استخدمته الدولة اللبنانية كمدرسة وكذلك مركزا لبلدية بعقلين، ومحكمة (قاض منفرد) على مراحل مختلفة، ثم أنشأت فيه مخفرا لقوى الأمن الداخلي وسجنا فرعيا حتى حزيران 1982 (تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان). تميز هذا المبنى بتصميمه المعماري البديع ما عكس صور الفن المعماري الكلاسيكي الذي اعتمده نعوم باشا، متصرّف (حاكم) جبل لبنان بين عامي 1892 و1902، في معظم «السرايات» التي شيدها كمظهر من مظاهر محبته للعمران والعمارة. وبما ان المحافظة على القيم الاثرية كان هاجسا وحافزاً لدى النائب وليد جنبلاط فعمل جاهدا لتحويل هذا المركز الى مكتبة وطنية عامة لتصبح مع الايام اهم واكبر المكتبات في لبنان لما تحويه من كتب ووثائق ثقافية وتراثية. وقد نوه الرئيس رمال بهذا الصرح الثقافي الوطني الكبير مبديا كامل استعداده وكل المغتربين لتقديم الدعم المادي والمعنوي لهكذا مشاريع خاصة ان ذلك يتقاطع مع اهداف الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم التي تسعى دائما الى نشر الفكر الثقافي اللبناني في كل دول العالم. بدوره تحدث مدير مكتبة بعقلين اهمية هذا الصرح تاريخيا والمراحل التي مر بها حتى اصبح مكتبة عامة وصرح ثقافي من اهم الصروح الموجودة في لبنان والشوف تحديداً.

زيارة بلدة نيحا وقلعتها

كذلك لم ينسى الرئيس رمال تكريم كبار الشخصيات التي اعطت لبنان وقدمت له وضحت من اجله فكان لا بد من زيارة بلدة نيحا والقلعة التاريخية الاثرية فيها التي لجأ اليها الامير فخر الدين المعني الثاني حيث قام الرئيس والوفد بزيارة الى بلدية نيحا حيث تم غرس ارزة على الطريق المؤدي الى المغارة التي كانت بمثابة الحصن للأمير فخر الدين.

خلال زيارة البلدية القى رئيس البلدية كلمة رحب فيها بالجميع مثمنا لهم هذه الزيارة المميزة مشيدا بالدور الكبير الذي يلعبه المغتربين في دعم لبنان على جميع الصعد مؤكدا ان ثروة لبنان الحقيقية تكمن في ابنائه المغتربين الذين يعتبرون صمام الامان له.

اما الرئيس شكيب رمال اكد في كلمته السريعة ان زيارة بلدة نيحا والقلعة كانت من ضمن البرنامج الذي وضعه منذ ان تسلم رئاسة الجامعة لانه لا بد من احياء ذكرى امير تاريخي كبير مثل الامير فخر الدين المعني الثاني اذ يعتبر هو الامير الفعلي الاول في لبنان وهو مؤسس لبنان الحديث، واسف الرئيس رمال كون الامير فخر الدين لم يأخذ حقه كافياً من خلال نشر سيرته التاريخية المشرفة سواء اكان في لبنان ام في الاغتراب، وبقي في كتب التاريخ فقط وتم التلهي بالزعامات السياسية الحالية وتناسوا الابطال الذين كانوا يعتبرون مجد لبنان وتاريخه. وأبدى الرئيس رمال استعداده لنشر سير ابطال لبنان التاريخية في الاغتراب ودعم اي مشروع ثقافي من شأنه التعريف بلبنان وحضارته داخلياً وخارجياً.

ختامها مسك في جزين

وكما يقول المثل ختامها مسك، فكانت جزين عروس المصايف مسك الختام، اذ قام الوفد بزيارة الى بلدية جزين ومنها أكد رمال على الدور الذي يلعبه الاغتراب والمغتربين في التنمية المستدامة خاصة في تنمية قراهم، وأشار الى أن هذه الزيارة هي لمعرفة ما تحتاج اليه عروس المصايف جزين كونها من أجمل المناطق اللبنانية وتتمتع بمناظر خلابة وطقس مميز وتعتبر من أبرز المناطق السياحية في لبنان. كذلك ابدى الرئيس الاستعداد الكامل لمساعدة جزين ودعمها على جميع الصعد طالبا من رئيس البلدية عرض المشاريع الانمائية للاطلاع عليها وتقديم المساعدة لها.

بدوره شكر رئيس البلدية الأستاذ خليل حرفوش الوفد على هذه الزيارة القيمة وتحدث عن بلدة جزين وتاريخها الريادي والسياحي وتحدث عما تعرضت له اثناء الحرب اللبنانية وكيف تم فصلها عن باقي القرى، وبقيت لفترة طويلة تحت الاحتلال ما ادى الى هجرة غالبية ابنائها، كما اثنى على الدور الذي تلعبه البلدية لاعادة ابنائها الى حضنها وذلك غالبا ما يكون بمجهود شخصي اوبمساعدة الجمعيات المدنية والدولية كي يقوموا باعادة بناء هذه البلدة اقتصاديا واجتماعيا وسياحيا. وبما ان جزين مشهورة بحرفتها اليدوية وصناعة السكاكين فقد كرم رئيس البلدية الوفد وقدم له هدايا تذكارية من حرف جزين اليدوية الصنع (صناعة السكاكين) علما ان هذه الحرفة تتجه نحو الزوال ولم يبقى سوى قلة قليلة تحترف هذه المهنة التي تحتاج الى دعم كبير ايضا.

وفي ختام الزيارة الى بلدة نيحا قام الوفد بزيارة الى مقام النبي أيوب عليه السلام

صورة editor14

editor14