برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، احتفلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية بتخريج دفعة من طلابها - دفعة المعلم بطرس البستاتي (2017 - 2018) - وذلك في قاعة المؤتمرات في مدينة رفيق الحريري الجامعية - الحدث. وحضر حفلَ التخرج عميدُ كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد أحمد رباح وممثلو الأجهزة الأمنية وعدد من المديرين والأساتذة وموظفو الجامعة اللبنانية وأهالي الطلاب.
وبعد عزف فرقة قوى الأمن الداخلي بقيادة الملازم الأول غابرييل لطفي النشيدين الوطني والجامعة، ألقى الدكتور ناصيف نعمة كلمة ترحيبية بالحضور وأثنى على اختيار اسم الدفعة باسم "المعلّم بطرس البستاني" الذي آمن بالعلم والثقافة والحرية والكرامة الإنسانية في موطن الخط والإبداع.
ثم ألقت طليعة الدورة "الطالبة زهراء شومان" كلمة الخريجين ودعت من خلالها زملاءها إلى الاستمرار في صعود درجات العلم مزوّدين بالتواضع والعطاء ومتابعة مسيرة الجهاد العلمي.
وفي كلمته، دعا الدكتور رباح الطلاب إلى السّير الحثيث على خطى المعلم بطرس البستاني وأمثاله والتمسك بالقيم التي رسختها الجامعة فيهم من وفاء في العمل واحترام أخلاقياته وأدبياته وقوانينه وتقديم الأفضل من أجل بيئة أفضل لتحقيق الازدهار الوطني على مختلف المستويات .
ولفت الدكتور رباح إلى أنّ ما تم إنجازه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية منذ ستين عامًا كثير جدّا، فهي كلية موجودة في كل المناطق اللبنانية وتعدّ الطلاب وتخرّجهم للعمل في الكثير من المؤسسات الرسمية والخاصة التي تعتمد على الخلفيات الثقافية والفكرية واللغوية والجغرافية والتاريخية والنفسية .
وأكد الدكتور رباح أن كلية الآداب لم تغلق أبوابها يومًا أمام باحث أو طالب علم وذلك بجهود أساتذتها وموظفيها وبجهود كل فرد فيها مهما كان دوره أو موقعه أو سنّه.
من جهته، ألقى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب كلمة قال فيها: نحتفل اليوم بتخرُّج طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، هذه الكلية التي بلغَت الستين من عمرِها هذا العام وما زالَت تَنْبُضُ شبابًا وتُومض عطاءً، وما شحَّ لها بَريق.
واعتبر الرئيس أيوب أن جديد هذه الدورة أنها تَحمل عنوانًا من عناوين أَرْسَت للأدب مقامه وأَغنَت تاريخَه وأَعلَت شأنَه وأوسَعَت دوائرهُ بمعارِف العلم، مؤكدًا أنّ الإسم يكفي دلالةً في لقبِ المُعلِّم الذي حملَه بطرس البستاني - مؤسّسُ أوّلِ مدرسةٍ وطنية - وصاحبُ دائرةِ المعارف، ولا غَرْوَ في هذا فهي أسرةُ البساتِنة التي أجادَتْ في اللغةِ العربيةِ وقدَّمتْ للأدبِ خدمات .
ولفت الرئيس أيوب إلى أنّ كلية الآدابِ والعلومِ الإنسانية خرّجت آلاف المُبْدِعينَ والكُتّابِ والأدباءِ والشعراء، وخطَّتْ تاريخَها بحروفٍ شقَّتْ روافدَ على صفحاتِ الدراساتِ الأدبية والإنسانية، وصنعتْ أعلامًا تَوَهَّجَت أسماؤهم في فضاءاتِ الإبداع.
وإذ أكّد أنَّ الجامعةَ اللبنانيةَ هي عمودُ هذا الوطنِ ودِرْعُه الواقي، دعا الرئيس أيوب أهلَ الجامعةِ ليكونوا أوفياءَ لها وحريصينَ على تاريخِها وسمعتِها، وليكونوا الحُماةَ الذين يدافعون عنها حينَ تُصَوَّبُ إليها السهام، وحينَ تُرْمَى بما ليسَت به من ادعاءاتٍ تُشوِّهُ رسالتَها وتُسيءُ إلى تاريخِها.
وأضاف: أمامَنا مسؤولياتٌ جِسام في تصويبِ مكامِنِ الخللِ وفي التصحيح، وشِعارنا كان دائما أنَّ النهوضَ لا يكون إلا بالتعاونِ والتعاضُد والتكاتُف، وكُلُّنا مسؤولٌ في رسمِ صورةِ الوطن .
وتوجه الرئيس أيوب إلى الخريجين بالقول: إنَّ الظروفَ التي نعيشُها اليومَ تقتضي منا جميعًا أن نكونَ من أهلِ المسؤولية، وأن نتحمَّلَها بكل استعدادٍ وثقة، لأن العِبْءَ يقعُ على عاتقِ كلِ مواطنٍ يشعر بانتمائهِ إلى هذا الوطن، فكونوا على قدْرِ المسؤوليةِ التي تنتظرُكُم بعدَ أن قطَعتم مرحلةً تؤهِّلُكم لساحةِ العمل، ولا تتوقفوا عن الاسْتِزادَةِ في طلبِ العلم، فالحياةُ سَبْقٌ وسِباق، وأَنَّى كانَ عملُكُم، حاولوا أن تُعْطوا بضميرٍ وأن تَرْسِموا الصورةَ المُثْلى لجامعتِكم التي تخرجتم منها، لقد أعطَتكُم الجامعةُ الشهادة وعليكم أن تصونوها بأدائِكم لتكونَ شهادة الناسِ فيها من خلالِكم شهادةَ حقّ.
وفي ختام الاحتفال، تمّ توزيع دروع تكريمية لطلائع الدورة وللمديرين وللعميد رباح والرئيس أيوب، ثمّ وُزعت الشهادات على الخريجين.