التبويبات الأساسية

أحيت منطقة كسروان في حزب "القوات اللبنانية"، الذكرى الثامنة والعشرين لتفجير كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل، بقداس في الكنيسة ترأسه رئيس دير سيدة النجاة الأب مارون مدور وعاونه فيه الأب إيلي خياط وخدمته جوقة الكنيسة، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس الحزب، رئيس بلدية زوق مكايل الياس بعينو، منسقي منطقة كسروان في الحزب شربل زغيب وجبيل هادي مرهج، رئيس جهاز الشهداء والمصابين في الحزب شربل أبي عقل وعدد من أهالي الشهداء ومحازبي القوات.

بعد القداس، ألقى الدكاش كلمة قال فيها: "منذ 28 سنة وجرح سيدة النجاة لم يندمل. لا تزال دماء الشهداء التي انسكبت على مذبح الكنيسة تستصرخ الضمائر وتطالب بالعدالة. ولأن العدالة لم تتحقق ولم يحاسب المجرم، تكررت الجريمة، وأنضم شهداء انفجار بيروت في 4 آب الى شهداء سيدة النجاة بالمطالبة بالعدالة. نقول لهم إن العدالة آتية، ومهما تأخرت ستأتي. وما دام لا يموت حق وراءه مطالب، فحقنا بالحقيقة والعدالة لن يموت. ذكرى تفجير سيدة النجاة محفورة بوجداننا، ليس فقط لأن يد الإجرام لم تتردد في تفجر كنيسة، إنما أيضا لأنها كانت بداية درب الجلجلة للقوات. أسروا الحكيم، طاردوا الرفاق، اعتقلونا، عذبونا، صورونا مجرمين وشياطين، واستقووا بالمحتل ليلغوننا من الوجود. صمدنا وبقينا. صمدنا مع دقة كل جرس كنيسة، مع دمعة كل أم شهيد، مع كل صرخة حرية سيادة واستقلال. وهناك في المعتقل صمد قائد حكيم 11 سنة متكلا على سيدة النجاة وعلى قديسي لبنان، وعلى أبطال أمثالكم وأمثال الكثيرين من أهلكم وجيرانكم، لم ينكروا القوات قبل صياح الديك".

أضاف: "صلينا وناضلنا. قاومنا بكل الطرق بالإيمان والعمل. بالسياسة والصمود. بالانفتاح والوقوف تحت عباءة الكنيسة وبكركي والبطريرك الأيقونة مار نصرالله بطرس صفير. انتصرنا وكسرنا الطوق، وخرجنا الى الحرية من تحت صخور جبالنا، من كل كنيسة ودير، من تاريخ من المقاومة لم ينكسر، من عنفوان لم ينهزم، من ايمان لم يتزعزع ان لبنان يشبهنا، لبنان الحرية والحداثة والانفتاح. لبنان الذي يقدس الحياة، ويعمل ليكون فيه متسع لكل أحلام الشباب وطموحاتهم. ومن يملك مشروعا آخر، مشروع حرب وموت وفقر وعدائية متواصلة كمشروع حزب الله، أقول له بوضوح: ليس هذا لبنان الذي نريده. لن نتحدث مثلك لنقول لك إبحث عن حل آخر وبلد آخر. سأقول لك: إرجع الى لبنان، فكر كيف يمكن أن تخدم بلدك بالعلم والعمل والتطور والانفتاح وتقبل الآخر. فكر كيف يمكن أن نؤمن حياة كريمة للشباب، عوض أن نرسلهم الى الموت المجاني ليكونوا أدوات بالمشروع الإيراني".

وتابع: "لا تزال ذكرى تفجير سيدة النجاة توجعنا. ولا يمكننا ونحن نستذكر الضحايا الأبرياء الا أن نشعر بالظلم والقهر. وخصوصا انه، قبل أيام قليلة توفي الأباتي أنطوان صفير الذي كان على المذبح لحظة الانفجار وتحمل أوجاعا كثيرة، إلا أن أكبر أوجاعه أنه أغمض عينيه عن هذه الدنيا ولم يلق القبض على المجرم ولم تتحقق العدالة. لكنني واثق بأن الأباتي صفير سيكون شاهدا على العدالة السماوية وسيصلي لنا لتحقيقها على الأرض".

وقال: "من 28 سنة الى اليوم لم تتغير العقلية. ما زالوا مصرين على إلغاء القوات من المعادلة الوطنية. فئة تريد إلغاءنا لأننا صلبين بالوقوف في وجهها ونريد أن نمنع تحويل لبنان الى ساحة وصندوق بريد تستعمله ايران لمصالحها، غير آبهين بإرجاعنا الى عصور العتمة والفقر والتخلف عوض أن نمشي نحو المستقبل بثقة. فئة أخرى تريد إلغاءنا لأن مجرد وجودنا، يظهر مدى صغرهم وصغر طموحاتهم ومصالحهم وحساباتهم وكلها على حساب الوطن. لهم جميعا نقول: نحن أبناء قضية وإيمان، نحن أمناء على دماء الشهداء، نحن حراس الجمهورية و10452 كلم مربع، نحن... قوات لبنانية".

وختم: "العدالة آتية فلا تيأسوا. وان لم يذهبوا اليوم الى السجن فهم حكما الى مزبلة التاريخ وايديهم ملوثة بالدم والفساد، وعلى ضميرهم مسؤولية افقار بلد وشعب. إرفعوا رؤوسكم لأنكم لا تشبهونهم. أنتم لبنان المستقبل الذي يجب أن يشبهكم. لبنان الذي يعيش بسلام وأمن وازدهار. لبنان الحرية والكرامة وفرص العمل والحداثة. لبنان العدالة واحترام القانون والمؤسسات. لبنان الذي يتسع لكل أبنائه. لبنان الحلم الذي سنحققه وإياكم. المجد والخلود لشهداء سيدة النجاة. عاشت القوات اللبنانية. عاش لبنان".

بعد القداس وضع الدكاش إكليلا على نصب شهداء التفجير في ساحة الكنيسة والذي أعيد ترميمه بعد أن تعرض للتحطيم من مجهولين. وأكد الدكاش "إعادة ترميمه من جديد مهما حاولوا تخريبه".

صورة editor

editor