وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، اعتبرت فيهما ان الخسائر البشرية والمادية التي سببتها ضربات التحالف الدولي "لا تقل نهائيا عن نتائج الجرائم التي ارتكبها "داعش" بحق الأبرياء من المدنيين السوريين، ناهيك عن استهداف طائرات هذا "التحالف" للبنى التحتية من جسور وآبار نفط وغاز وسدود ومحطات كهربائية ومائية ومبان عامة وخاصة في سوريا".
أضافت: "لا يحتاج المراقب المتابع لهذه الغارات الإجرامية من طيران هذا "التحالف" غير المشروع، لكشف أن الأهداف الحقيقية لهذا "التحالف" وما يقوم به لا ينسجم اطلاقا مع ما يدعيه من حرب على "داعش" والمجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى".
وتابعت إن "من يريد محاربة "داعش" لا يستهدف المدنيين والبنى التحتية ولا قوات الجيش العربي السوري، كما حدث في الهجوم الذي شنته طائرات هذا "التحالف" على موقع للجيش العربي السوري في جبل الثردة في ديرالزور، وعلى قوات هذا الجيش التي كانت تحارب تنظيم "داعش" في منطقة التنف الحدودية بين سوريا والعراق".
وأردفت إن "الجمهورية العربية السورية تكرر إدانتها لما يقوم به هذا التحالف غير المشروع من قتل للمدنيين وتدمير البنى التحتية السورية. وتطالب الدول الأعضاء في هذا "التحالف" بالتوقف عن انتهاك القانون الدولي ووقف الاعتداءات التي يقوم بها على سيادة واستقلال سوريا، حيث أكدت جميع قرارات مجلس الأمن ضرورة احترام كل الدول لسيادة سوريا وحرمة أراضيها".
أضافت: "لقد انكشفت أهداف هذا "التحالف" الحقيقية والتي لا علاقة لها بالحرب على "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وأن الهدف الأكيد لهذا "التحالف" هو استنزاف سوريا وإطالة أمد الأزمة فيها، وإضعاف جيشها في مواجهته للارهاب، وعرقلة التوصل إلى حل سياسي للأزمة".
وأعلنت ان سوريا "تطالب مجلس الأمن مرة أخرى بإدانة انتهاكات هذا "التحالف" غير المشروع، وخاصة قيامه بالاعتداء على حياة المدنيين السوريين من نساء وأطفال. كما تحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على عدم الإصغاء لممثلي دول هذا "التحالف" الذين امتهنوا قلب الحقائق في جلسات مجلس الأمن وفي محافل أخرى، بهدف التغطية على جرائم تحالفهم المشين الذي لا هم له سوى قتل المدنيين وتدمير مصادر عيشهم".
وشددت الوزارة في رسالتيها على أن "المجازر المستمرة من طائرات هذا التحالف، لم تعد أمرا يمكن السكوت عنه، لأنها تتناقض مع ادعاءات دول هذا "التحالف" حول احترامها للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان ومقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة".
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" ان "التحالف الدولي" كان قد "ارتكب جريمة مروعة جديدة في مدينة الرقة مساء الجمعة الماضي، حيث قامت طائراته بقصف مبنى الجميلي المؤلف من ستة طوابق ما تسبب باستشهاد أكثر من 43 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال وإصابة آخرين بجروح ووقوع دمار كبير في المبنى".
وأشارت "سانا" إلى أن التحالف "أقر في بيان رسمي أصدره أمس بأن ما لا يقل عن 484 مدنيا قتلوا بسبب الضربات التي نفذها طيران هذا "التحالف" في سوريا والعراق خلال الفترة القصيرة الماضية"، مضيفة "ومن المعروف أن قوات هذا "التحالف" قد ارتكبت العديد من جرائم الحرب بحق المدنيين السوريين والعراقيين، وأن الأرقام تشير إلى أن عدد الضحايا هو أكبر بكثير مما اعترفت به بيانات هذا "التحالف"، وليس صحيحا أن يسمي هذا "التحالف" غير المشروع هذه الضحايا الكثيرة بأنها "أضرار جانبية" لأن كل المعطيات تشير إلى أن هذه الضربات كانت تتم بشكل دقيق ومدروس وبأحدث الطائرات التي تستخدمها دول هذا "التحالف" في عملياتها العسكرية".