التبويبات الأساسية

كتب ابراهيم الأمين في صحيفة الأخبار تحت عنوان "الحريري.. نسخة جديدة أيضاً!" وقال: "يحرص سعد الحريري على تذكير مجالسيه بأن سعد الذي يعرفونه قد تغيّر. هذا الكلام لم يقله بعد الانتخابات فقط. بل قاله مراراً وتكراراً منذ أزمة اعتقاله في السعودية الخريف الماضي. وصار واضحاً لغالبية من يعرفونه ويتصلون به أنه بات شخصاً آخر. التغيّر عند الحريري لا يمكن توقعه على شكل انقلاب في السلوك والخيارات وآليات العمل. هو نوع من التغير البطيء، الذي يتحول تدريجياً الى خطوات. وما اكتشفه الحريري نفسه من قدرات لديه، خلال أزمة الاعتقال، لم يظهر أمام كل من حوله، ما جعل بعض قراراته الأخيرة مفاجئاً أو حتى صادماً لكثيرين، من كيفية اختيارالمرشحين على لوائحه الانتخابية، الى كيفية حصوله على تمويل حملته الانتخابية، الى قراراته التنظيمية المستمرة منذ انتهاء الانتخابات، الى علاقاته السياسية في البلاد والخارج.

وتابع: "مع إعلان نتائج الانتخابات، تغيرت ملامحه، وفترة السماح التي انتزعها لنفسه، خلال فترة الإعداد للانتخابات، انتهت بصورة كاملة ليل السادس من أيار. أول اتصالات التهنئة التي وردته من الخارج، ذكّرته بأنه بات يقف أمام تعهدات والتزامات يجب الوفاء بها، وتتعلق بأمور كثيرة، من بينها تغيير طاقمه القيادي، وإعادة الحرارة الى علاقات سياسية سابقة، وفتح صنبور المياه الباردة على مسارات سياسية أخرى، وأن الوقت الذي يتطلبه هذا التغيير ليس طويلاً جداً. وهو ما فهمه الحريري نفسه، مبادراً الى سلسلة من الخطوات التي ستظهر على صورتها النهائية بعد أشهر وليس بعد أسابيع، وفي الجانب السياسي، سمع الحريري كلاماً سعودياً وفرنسياً وأميركياً واضحاً، بأن المعركة ضد حزب الله مستمرة. لكن هذه العواصم لن تدفع الرجل الى مواجهات خاسرة، وهي تعرف مسبقاً أنه لن يذهب بعيداً في تلبية جميع مطالبها، مستنداً الى أنه لا يوجد في لبنان من يقدر على القيام بهذه المهمة، ومرتاحاً الى أن الانتخابات أجهزت على القوى والشخصيات التي تدّعي قدرتها على القيام بهذه المهمة.

لكن العنوان غير المرئي المطروح أمام الحريري يتعلق بما يسميه الخليجيون والغربيون "احتمالات قوية بحصول انتخابات رئاسية مبكرة". وفي هذا السياق، فهم الحريري جيداً أن حلفاءه من الخارج يهتمون كثيراً لأمر جعجع، ولو أنهم لم يتجاهلوا الحظوظ القوية لسليمان فرنجية. لكن هؤلاء يريدون أن يحسم الحريري موقفه باكراً، بعدم السير الى جانب باسيل. وهي مهمة دقيقة، بعدما كان الحريري قال عدة مرات للسعوديين وللفرنسيين والأميركيين، إن من الافضل الرهان على باسيل وعدم تضييع الوقت مع الآخرين.

صورة editor11

editor11