أمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري "ان تزول الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة"، وقال: "ايماني بان كل الافرقاء السياسيين يعرفون التحديات التي تواجهنا، أكانت اقليمية او امنية او اقتصادية او بيئية. ويجب علينا ان نتواضع قليلا ونفكر اكثر بالبلد، لان الوضع الاقتصادي بحاجة الى عناية، ونحن لدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر "سيدر" للنهوض بالبلد".
كلام الرئيس الحريري جاء خلال مأدبة عشاء اقامها المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" سمير الخطيب، في دارته في بلدة مزبود باقليم الخروب، على شرف سفير دولة الإمارات المتحدة في لبنان حمد الشامسي، حضرها الرئيس الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، وزراء البيئة والإتصالات والثقافة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب وجمال الجراح وغطاس الخوري، سفيرا المملكة العربية السعودية وليد البخاري ومصر نزيه النجاري، النائب بلال عبد الله ممثلا رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رئيس غرف التجارة والصناعة محمد شقير وعدد من شخصيات وفاعليات المنطقة .
الخطيب
بداية تحدث الخطيب فقال: "يشرفني ان ارحب بكم في بيتكم، في لقاء عائلي بين اخوة واحباء، فنحن ابناء عائلة وطنية واحدة، وهكذا يجب ان نكون ونبقى في لبنان ومع أشقائنا في الدول العربية، التي طالما شكلت سندا لنا وكانت دائما الى جانب لبنان، ولا سيما في الظلمات والمحطات الصعبة، ولعل مؤتمر الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية، شكل اهم المحطات المفصلية في تاريخ لبنان الحديث، كانت الامارات العربية المتحدة الشقيقة والى جانب المملكة العربية السعودية بلد الخير في طليعة داعمي لبنان في السراء والضراء".
وأضاف: "اود ان اتقدم بالشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة على وقوفه الى جانب اخوانه اللبنانيين دائما، والى رئيس مؤسسة خليفة بن زايد للاعمال الانسانية الشيخ منصور بن زايد على كل ما قدمته المؤسسة من مشاريع انسانية وانمائية على كافة الاراضي اللبنانية".
وتابع: "اذا كان لقاؤنا اليوم تكريما لصديق عزيز هو سفير دولة الامارات العربية في لبنان الدكتور حمد الشامسي، فانما هو تكريم للأخوة العرب بكل وجوهها وعرفانا بالجميل لهذه الدولة الشقيقة، وللامانة علي ان اشير هنا الى ان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل بي قبل نحو سنتين متمنيا ان تتولى شركة "خطيب وعلمي" اعداد الدراسات والاشراف على حسن تنفيذ المشاريع في كل المناطق اللبنانية دون تمييز من خلال مساعدات كان من الساعين اليها وقدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية، وكان لاقليم الخروب نصيب من هذه المشاريع، وقد دشن السفير اليوم بعضا منها ووضع حجر الاساس للبعض الاخر. وفي هذه الظروف السياسية الصعبة التي يمر بها لبنان ليس لنا سوى التمني بالتوفيق للرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة في اقرب وقت".
وختم "لقد مر لبنان بظروف اصعب من تلك التي نمر بها، وتمكن من تجاوزها، ونحن على يقين بانه قادر بحكمته على تجاوز كل الصعاب لتشكيل الحكومة العتيدة".
الشامسي
وتحدث السفير الشامسي فقال: "اليوم افتتحنا بعص المشاريع ووضعنا حجر الاساس لمشاريع اخرى ومررنا على مشاريع قيد التنفيذ وهذا امر مستمر، والشهر القادم سنكون في البقاع عند الوزير جمال الجراح وسنكون في عكار. كل التقدير والمحبة للبنان، والامارات لديها رسالة محبة وتسامح لهذا البلد ونكن كل احترام وتقدير لكل من حضر، الشكر للمهندس سمير الخطيب".
الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فشكر الخطيب على اللقاء وقال: "وجودنا هنا نشعر وكأننا في بيتنا، في هذا الاقليم، الذي لطالما كان وفيا لمسيرة المرحوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل. سنكمل مع وليد بك بهذا المشوار، لأن هذه العلاقة، علاقة تاريخية، أكانت مع الوالد الشهيد، أو معي أو مع تيمور، فنحن ان شاء الله على مسيرة المرحوم الوالد، "لا منترك البيك، ولا البيك بيتركنا".
وأضاف: "نشكر سعادة سفير دولة الامارات على هذه المكرمة التي أعطتها لهذه المنطقة الطيبة، وهي تستأهل وتستحق الكثير من المشاريع كما المناطق اللبنانية الاخرى. وأنتم لم تقصروا ولطالما وقفت الإمارات والمملكة العربية السعودية معنا في كل المراحل، في السراء والضراء، في أيام الحرب وفي أيام السلم. ووقفتم معنا عندما كان اللبنانيون مختلفين بين بعضهم البعض، وعندما كان اللبنانيون متصالحين، فشكرا للعمل الذي تقومون به، وشكرا أيضا على ما ستقومون به في المناطق الأخرى، في البقاع وعكار والجنوب وكل لبنان، انتم لم تقصروا، وإن شاء الله سنبقى نعمل مع بعضنا. وأشكر الجميع بهذه المناسبة على حضورهم اليوم في منزل شقيقنا سمير الخطيب، لأن ميزة سمير الخطيب أنه يجمعنا كلنا عندما نكون مختلفين".
وختم الحريري: "ان ميزة لبنان عن اي بلد آخر اننا نتخاصم بالنهار، ونتصافى بالليل ونتكلم مع بعضنا، فإن شاء الله هذه الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة تزول كلها، لأن إيماني ان كل الأفرقاء السياسيين يعرفون التحديات التي تواجهنا، أكانت إقليمية أو أمنية أو إقتصادية أو بيئية، فكلها تحديات كبيرة ويجب علينا ان نتواضع قليلا ونفكر أكثر بالبلد، لان الوضع الإقتصادي بحاجة الى عناية ونحن لدينا فرصة تاريخية. لقد أقر مؤتمر "سيدر" 12 مليار ونصف لمساعدة لبنان بمشاريع أساسية يمكن أن نقوم بها، أكان للجيش او قوى الأمن او الأمن العام وأمن الدولة، وأيضا في "سيدر" هناك مساعدات كبيرة، فالعالم يريد مساعدتنا، فيجب علينا كلبنانيين ان نساعد أنفسنا".
وفي الختام قدم الرئيس الحريري والخطيب درعا تذكارية عربون محبة وتقدير.