التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، أبناء الجالية اللبنانية في لندن خلال حفل استقبال اقامه السفير اللبناني في لندن رامي مرتضى على شرفه في مبنى السفارة، وحضره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وأعضاء الوفد اللبناني المرافق وحشد كبير من أبناء الجالية.
مرتضى
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم القى السفير مرتضى كلمة رحب فيها بالرئيس الحريري والوفد المرافق وقال: "تقومون بزيارة استثنائية الى لندن بدأت نتائجها تظهر قبل ان تنتهي. لقد شاركتم بمنتدى الاستثمار اللبناني البريطاني واعدتم من خلاله التأكيد على المضي في مسيرة النهوض الاقتصادي في لبنان، وعلى مسار "سيدر" وعلى ما التزمت به الحكومة اللبنانية تحت قيادتكم. وقد حصلتم على إعادة تأكيد لالتزامات المؤسسات المالية الدولية خلال الاجتماعات الماراتونية المتتالية التي عقدتموها اليوم.
كما ان نتائج زيارتكم بدأت تظهر أيضا من خلال اقبال المؤسسات المالية وتأكيدها على الشراكة اللبنانية البريطانية، وما توفره من فرص، وقد تكون ابرز نتائج هذه الزيارة هي الإعلان عن 30 مليون جنيه إسترليني إضافي احتفاء بهذه الزيارة، إضافة الى تخفيف قيود السفر الى لبنان. كما ان نتائج أخرى ستظهر تباعا من قبل القطاع الخاص في المرحلة المقبلة.
لدينا هنا جالية نموذجية تتميز بالطاقات الكبيرة الكامنة وانتم ومعالي الوزير جبران باسيل تولون الاغتراب اهتماما خاصا".
كلمة الرئيس الحريري
من ناحيته تحدث الرئيس الحريري الى أبناء الجالية وقال: "اشكر سعادة السفير على الجهد الكبير الذي بذله في هذا المؤتمر المهم جدا بالنسبة للبنان وللاقتصاد اللبناني، وقد كان الهدف من انعقاده استكمال الخطوات المطلوبة في مؤتمر "سيدر".
انتم جالية لبنانية موجودة هنا، ولكننا نريدكم ان تعودوا الى بلدكم. نعم هناك الكثير من الأمور التي يجب إيجاد حل لها في لبنان، و"سيدر" هو الوسيلة التي ستمكننا من تجاوز الوضع الاقتصادي الذي نمر فيه حاليا، ونقوم بالإصلاحات التي يجب علينا القيام بها، لأن لبنان لا يمكن ان يستمر بأسلوب العمل نفسه الذي كان يتبعه من عشر سنوات او اكثر. لدينا قوانين عمرها اكثر من خمسين عاما، لذا يجب علينا ان نطور انفسنا خاصة وان القطاع الخاص اليوم مختلف كليا عما كان عليه في السابق.
كما اود ان اطمئنكم الى انه صحيح اننا نستغرق بعض الوقت أحيانا في تشكيل الحكومة، ولكن هذه التعقيدات تشهدها احيانا معظم الديموقراطيات في العالم. ولكن هذا لا يعني اننا متوقفون عن العمل، بل اننا نعمل كما ترون وقد انعقد هذا الموتمر على الرغم من عدم تشكيل الحكومة، وقد اتينا لنظهر الوجه الحقيقي للبنان الذي نريده نحن وتريدونه انتم، الصورة التي تعطي الامل وتؤمن الاحترام المطلوب للمواطن.
نحن نريد ان نصل الى هذا الامر وانا سأعمل ليل نهار من اجل ذلك، ومن اجل تطوير بلدنا، كما ان فخامة الرئيس ميشال عون حريص جدا على ان ننفذ كل بنود "سيدر" مع الإصلاحات التي يتضمنها، ودولة الرئيس نبيه بري أيضا، وجميعنا نشكل فريقا واحدا لتطبيق "سيدر".
اشكر مجيئكم اليوم وانتم جالية نفتخر بها، وانا اشكر جميع اللبنانيين، واللبنانيات خاصة لأن دور المرأة بالنسبة لي يجب ان يكون فعالا في لبنان فهي تشكل 54 بالمئة من الشعب اللبناني.
وتابع : "لا شك اننا مررنا في أوقات صعبة جدا في لبنان، من الفراغ الرئاسي، الى اجراء الانتخابات النيابية بعد عشر سنوات على عدم اجرائها، وإقرار موازنات بعد غياب لاكثر من 12 عاما.
ان الاجماع الذي نحظى به في لبنان كان ضروريا جدا لتحقيق هذه الإنجازات، ولذلك انا مصمم على تشكيل حكومة وحدة وطنية. تسمعون أحيانا بوجود خلافات، وهذه خلافات سياسية مشروعة في أي نظام ديموقراطي، وانا أحاول ان انطلق من حسن النية اكثر منه من سوء النية في أي طرح يتم التداول به في البلد. لا شك اننا كلبنانيين يجب ان نعمل معا، اكان في لبنان او خارجه.
في لبنان هناك عدة أحزاب لكل منها مصالحه، ولكن يبقى الأساس هو مصلحة لبنان.انتم كجالية، والى أي فريق سياسي انتميتم، يجب ان يبقى هدفكم مصلحة لبنان بغض النظر عن الأشخاص الموجودين في الحكم. يجب علينا ان نضع خلافاتنا جانبا ونركز على مصلحة البلد. الموضوع ليس طائفيا او مذهبيا، فكلنا نريد لبنان ونريد ان نعيش تحت سمائه، فالوطن لكل اللبنانيين، ولا يختلف احد من أبنائه حول المطالب الحيوية لاعادة النهوض به.
سنستكمل العمل على تشكيل الحكومة بعد عودتي الى لبنان وانا متفائل، ورئيس الجمهورية يقوم باتصالات مهمة، وانا اجري اتصالات مع الوزير جبران باسيل وجميعنا يتعاون لحل هذه المشكلة، وسأجري لدى عودتي لقاءات عدة مع بعض الافرقاء السياسيين لحل هذه المسالة.