قال عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار، في بيان، مساء اليوم، لمناسبة الذكرى ال 16 لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري: "نستذكر الكثير الكثير من خصال ومزايا، فرادة ومواقف، تحلى بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن لا يمكن لبضعة أسطر أن تكفي لسردها. فرادة الشهيد في كونه رجلا أبى أن يستسلم لنيران القذائف وأزيز الرصاص في الحرب الاهلية، التي عصفت بالوطن، فكرس وقته لمد جسور التواصل والتحاور بين المتحاربين لوجستيا وإنسانيا، وقليل يعلم أنه في وقت كانت التلفونات، متوقفة أسس سنترالا دوليا في بيروت، سمح بالإتصال الفوري بينه وبين كل قادة وزعماء الأحزاب والقوى، إستعمل مرارا لترتيب وقف للنار والنقاش في أفكار حلول وصولا إلى إعداد وترتيب مستلزمات وظروف أساسية كان لا بد منها لإنهاء حرب كلفت الوطن مئات ألاف الشهداء والجرحى والمعوقين والمفقودين، ودمار وتخريب بناه التحتية والإقتصادية والإجتماعية".
وأضاف: "فرادة الرئيس الشهيد كانت في سعيه طيلة سنوات الحرب، بأشكال ووسائل وطرق مختلفة، إلى ترتيب أفكار وأوراق حلول سياسية تنهي القتال وتضع حدا له، من جنيف الى لوزان إلى مدن وأمكنة أخرى وإنتهاء بالطائف، بهدف إعادة بناء الدولة القوية بوحدة شعبها وقدرة مؤسساتها. وهنا على سبيل المثال نستذكر دعمه الجيش كمؤسسة خلال الحرب خاصة بعد شح تمويله، فقدم مساعدات شهرية للجيش لضمان إستمراريته كحجر أساس لما بعد الحرب. ومن جهة أخرى تكفل بتعليم عشرات الألاف من الطلاب اللبنانيين، من دون تفرقة، من مختلف الطوائف والمناطق في أرقى الجامعات المحلية والعالمية ليرفدوا وطنهم وأهلهم حين تضع الحرب وزرها".
وقال: "نستذكر ورشة إعمار لم يشهدها ولم يشبهها سرعة وإتقانا أي وطن آخر عانى ما عاناه لبنان، فتكامل بناء البشر والحجر في مشاريع وبنى تحتية صحية وصروح تربوية وعلمية وبنى سياحية وإجتماعية. وبالرغم من الكم الهائل من العراقيل التي وضعت أمامه بدفع محلي أو خارجي او الإثنين معا، نستذكر إصرارا من الشهيد على وضع مشاريع وإقتراحات تشريعات ترعى مؤسسات وهيئات ترفد الدولة بقدرات وإمكانات تؤمن خدمات مميزة للمواطن في العديد من القطاعات. نستذكر صولاته وجولاته لتوظيف كل علاقاته وإمكاناته للنهضة بالوطن وتأمين أطر وأسس إستقراره وأمنه الإجتماعي وتطوره سمعة وقدرة وإقتصادا ومنع التعدي على أهله وأرضه".
واضاف: "مسيرة رفيق الحريري تحوي صفحات ناصعة لن ينساها اللبنانيون والعالم، من أعمال وأفعال وليس فقط مواقف شكلت رؤية ومشروع رفيق الحريري لقيامة لبنان ورخاء شعبه وبناء دولته السيدة الحرة الديمقرطية المستقلة. هذا ما خسرناه وهذا ما أراده المجرمون في إغتيال رفيق الحريري. أرادوا إغتيال الوطن وتسهيل إستتباعه وبلعه. للشهيد ورفاقه الرحمة وجنان الخلد والخزي والعار للقتلة ومن وراءهم. لكن قسما بدماء الشهيد ورفاقه وكل من سقط شهيدا على هذا الدرب سنكون بجانب الرئيس سعد الحريري بالمرصاد لحماية الوطن بكل مكوناته وشرائحه تحقيقا لرؤية وحلم الشهيد الرئيس رفيق الحريري".