التبويبات الأساسية

أقام "اللقاء الوطني في إقليم الخروب"، في مطعم "تلة البحر" في الدبية، حفل إفطاره السنوي التكريمي لأعضائه، وحضره النائبان: بلال عبد الله ومحمد الحجار، ممثل النائب نعمه طعمه طوني انطونيوس، الوزير السابق طارق الخطيب، المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" المهندس سمير الخطيب، مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الدكتور ناصر زيدان، رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد، رئيس اللقاء الوطني الدكتور عامر مشموشي، الرئيس الأسبق لإتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور والرئيس السابق محمد حبنجر وأعضاء اللقاء.

البستاني
وكان استهل الإفطار بالنشيد الوطني وقوفا، ثم ألقى نائب رئيس اللقاء الدكتور مارون البستاني كلمة فرحب فيها بالحضور، وقال: "لقد بات تقليدا أن نلتقي أعضاء اللقاء الوطني مع أصدقاء أعزاء في هذا الشهر الفضيل، شهر العودة الى الذات والى الأصول والجذور، شهر المشاركة وتقاسم لقمة العيش التفات الى الآخر، الى المعوز والمحتاج، في هذه الحقبة العصيبة التي تمر بها المنطقة ولبنان، فالتحديات كثيرة وتهددنا، المخاطر تتربص بنا، خوف على المصير، وعلى المستقبل، وخوف من الإنهيار، مزايدات مهاترات ومناكفات. في هذا الجو الملبد والغليان، ما أحوجنا الى لقاءات كمثل هذا اللقاء، نتشارك ونتصارح، ونتآلف ونستلهم معاني هذا الشهر الفضيل، ولا نكتفي فقط بالمظاهر، بل نتعمق بالمعاني التي يجسدها شهر رمضان، نهدأ ونستعيد أنفسنا، نتهيأ للإنطلاق من جديد".

أضاف: "نلتقي اليوم في الدبية، بلدة اللقاء والإلتقاء والمتشبثة بإنتمائها الى اقليم الخروب مع القرى المجاورة من جيرانها، هذه البلدة التي يلتقي فيها طلاب الاقليم وطلاب لبنان في جامعاته، الجامعة اللبنانية والجامعة العربية، وقريبا جامعات أخرى، فالدبية تشكل بفعل موقعها الجغرافي صلة الوصل بين الاقليم والشوف الأعلى، وهي بلدة المعلم بطرس البستاني، الذي احتفلنا منذ شهر بذكرى يوبيله المئوي، عسى ان يكرموه الرؤساء الثلاثة الذين اجتمعوا في تكريمه، يكرموه في أفعالهم وإنجازاتهم، نظرا الى ما كان ينادي به من قضايا وطنية تخدم الوطن ومنطقتنا".

مشموشي
ثم تحدث رئيس اللقاء الدكتور عامر مشموشي، فأكد أننا "في اللقاء الوطني درجنا على إقامة إفطار سنويا في هذا الشهر المبارك، لنعيش معا نوابا ووزراء ومسؤولين وعاملين بالشأن العام معاني شهر رمضان المبارك، بالتواضع والتواصل والتسامح والمحبة والتعاون، والتباحث في الأمور التي تهم مجتمعنا"، ورأى انه من سوء المصادفة أن يأتي هذا اللقاء بالتزامن مع إحالة مشروع الموازنة العامة الى المجلس النيابي."

وقال: "الجميع يعلم ما كان يعلنه أصحاب السلطة قبل البدء بدرس الموازنة، من أن الهدف من هذه الموازنة هو وضع خطة اصلاحية تبنى عليها الدولة، التي شارفت على الإنهيار نتيجة سوء الإدارة السياسية لها منذ عشرات السنين، فنتمنى على نوابنا الكرام، دون الدخول في تفاصيل هذه الموازنة، أكانت موازنة إصلاحية، ونحن كإعلاميين لا نرى كذلك، ولن تكون كذلك، لأنها لم تبن على أساس خطة إصلاحية، الموازنة الصحيحة هي ترشيد الإنفاق، ولكن برأي انه ترشيد من جيوب المواطنينن وبالتالي مازلنا في قلب العاصفة، ولا نعتقد ان هذا الإسلوب المتبع سيؤدي الى الإنقاذ، لذلك ونحن كجزأ من هذا المجتمع في اللقاء الوطنين نناشدكم ان تكونوا أصحاب مواقف صلبة دفاعا عن حقوق المجتمع اللبناني وحرصا على إستمرار هذه الدولة التي تتلاشى أمام أعيننا".

الحجار
ثم ألقى النائب محمد الحجار كلمة فشكر اللقاء الوطني على هذه الجمعة السنوية، وحيا أعضائه على دورهم المميز في منطقة اقليم الخروب الذي نذروا انفسهم للعمل من اجل تحقيق المصلحة الكبرى لأبناء الاقليم، الذي هو جزأ لا يتجزأ من هذا الشوف".

واكد "ان البلاد تمر في أوضاع صعبة ومقلقة الى ما يمكن ان تؤول اليها الأمور إقليميا في حال اي خطوة ناقصة او خطأ ما في الحسابات من هذا الطرف او ذاك"، ورأى "انه في ما يعنينا كلبنانيين فإن تثبيت سياسة النأي بالنفس عما يحصل، وعدم السماح بإستخدام لبنان ساحة لتصفية الحسابات، او لتوجيه رسائل الى هذا الطرف او ذاك من أطراف الصراع والمواجهة التي نراها، تصب في مصلحة لبنان. نحن لا نريد ان يكون لبنان ساحة لتبادل الرسائل او توجيهها".

أضاف:"لا شك ان الوضع الإقتصادي صعب جدا، لكن ما قامت به الحكومة في انجاز الموازنة، خطوة أولى ومتقدمة بإتجاه تأمين الظروف الملائمة للنهوض بالبلد. اليوم وبحسب الأرقام المعلنة تحقق حوالي 4% تخفيضا للعجز، وهذا التخفيض بالنسبة الى الناتج القومي العام، يعني نتحدث بحدود 2،3 الى 2،4 مليار دولار، وهذا رقم لا اعتقد ان دولة في العالم استطاعت تحقيقه في سنة واحدة".

وتابع:"ان ما تحقق جاء بعد عشرين جلسة متتالية من النقاش،والذي أسس بشكل جيد ومتين للمرحلة القادمة، فلا اتصور ان اي موازنة من الموازنات القادمة على مدى الخمس سنوات المقبلة ستكون مختلفة عما حصل اليوم لجهة الذهاب قدما في مسار تخفيض العجز والنهوض بالبلد".

ولفت الحجار الى "ان هناك لغط غير مفهوم في حديث البعض عن ان الموازنة لا تتضمن رؤية الاقتصادية". وتابع "السياسة الاقتصادية لحكومة الرئيس سعد الحريري عرضت في البيان الوزاري، والذي على أساسه نالت حكومة "إلى العمل" الثقة، مشيرا الى" ان هذه السياسة تستند على اربع ركائز،اولا:التصحيح المالي الذي أقدمت عليه الحكومة في الموازنة، وثانيا:تنفيذ مشاريع استثمارية اقرها مؤتمر "سيدر" في بنى تحتية وقطاعات إنتاجية، وثالثا: دراسة ماكينزي، ورابعا تنفيذ اصلاحات قطاعية وهيكلية للدولة".

وأكد الحجار "انه يجب الذهاب قدما للاسراع في تنفيذ الإصلاحات على صعيد القطاع العام وحجمه وتنشيطه وتحديثه"، وشدد على "ضرورة إصدار قوانين للحد من التهرب الضريبي، والعمل على اقفال المعابر غير الشرعية على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، حيث تفوق قيمة مبالغ التهريب الألف مليار سنويآ".

وأعرب الحجارعن تفاؤله بما تحقق"، ورأى "ان المعادلة التي تعمل عليها حكومة الرئيس سعد الحريري هي تخفيض كل إنفاق غير مجدي، وتعزيز كل ما هو مجدي"، لافتا الى "ان تخفيض هذا العجز سيقابله ضخ اموال لتنفيذ مشاريع استثمارية عبر مؤتمر "سيدر"، ففي مقابل تخفيض عجز الموازنة سيتم ضخ ملياري دولار سنويا وعلى مدى 8 سنوات في الإقتصاد الوطني في مشاريع للبنى التحتية، وهي ستؤمن آلاف فرص العمل للشباب"، مؤكدا "ان الأمل كبير بالمستقبل القادم"، مشددا على التمسك بالوحدة الوطنية الجامعة بين اللبنانيين جميعا".

الخطيب
وكانت كلمة للوزير الخطيب فأشاد باللقاء الوطني، وأشار الى" انه اسم على مسمى بالشكل والمضمون".

ثم تناول موضوع الموازنة، فقال:"ان مواقف كل القوى السياسية في صراع، والكل مدرك لخطورة الوضع المالي في البلاد، وضرورة اجراء الإصلاحات. اضاف:"في دولة مسارها سليم يجب ان لا تستغرق جلسات الموازنة 20 جلسة في مجلس الوزراء، والجميع مواقفهم على طاولة مجلس الوزراء شيء، وعندما تخرج الى الإعلام تتكلم شيئ آخر، فالوضع الذي نحن فيه اليوم هو نتيجة تراكم خطأ في ادارة البلدة، وهذا الخطأ مسؤولة عنه الطبقة السياسية التي أدارت البلد منذ عشرات السنين وحتى اليوم".

أضاف:"من المهم كثيرا ان نتحدث عن الموازنة، ولكن قد يكون الكلام عن الموازنة تفصيلا عند إرتدادات ما سيأتي الينا من كارثة القرن، فأتمنى ان ندرك هذا الموضوع الوطني، حول ما يطرح اليوم عن توطين للفلسطينيين، وموضوع النزوح السوري وإرتدادته السلبية على حياتنا الإقتصادية والبيئية وعلى اليد العاملة اللبنانية، فأتمنى في اللقاء الوطني، فنحن مهما اختلفنا بالسياسة، بالنهاية محكومين تحت سقف الوطن، ومحكومين في ان نوظف خلافنا بشكل يكون بعيدا عن وسائل الدمار الإجتماعي. هناك الكثير من الأساليب والوسائل التي تفرض علينا الحديث مع بعضنا البعض بدون شتائم وتحد وإستفزاز، ومعالجة قضايا يمكن ان نساهم بها. فأتمنى من اللقاء الوطني ان يأخذ على عاتقه موضوع تفشي المخدرات الخطير جدا في الاقليم عبر استعداء الجمعيات واجراء حوارات ومحاضرات وحملات توعية، والنظر الى من يتعاطى المخدرات على انه مريض وليس مجرما".

وثانيا "هناك موضوع النزوح السوري، فكلنا يعلم ان عدد النازحين السوريين في الاقليم قد يفوق عدد ابناء المنطقة، وانا لا ادعو للوقوف ضد النازحين السوريين، ولكن عندما يكون السوري يزاحم ابن المنطقة في عمله وفي اقتصاده، فعلى المجتمع الدولي الراعي لهذا النزوح توزيع النازحين على دول العالم، والعمل على اعادة من توفرت الظروف الأمنية لهم في بلادهم".

وختم:"اتمنى من اللقاء الوطني في الاقليم تنظيم مؤتمر في المنطقة بالتعاون مع بلديات الاقليم لتنظيم النزوح السوري، فليس مسموحا ان يتحمل لبنان مليون وثمانمئة الف نازح"، محذرا "من خطورة هذه القضايا التي تواجه لبنان، والتي قد تكون اهم من الحديث في الموازنة وغيرها فيما لو نفذت صفقة القرن"، مؤكدا "ان لبنان له خصوصية معينة"، ولفت الى "ان اللعب بديموغرافية البلد لن تمر بهذا الشكل".

صورة editor14

editor14