أكد مصدر عسكري رفيع لصحيفة "الجمهورية" أنّ "الجيش وعلى رغم إنتشاره على جبهات عرسال ورأس بعلبك والقاع والسلسلة الشرقية والحدود الشمالية والجنوبية، إلا أنّه جاهز لتأمين أمن الإنتخابات متى طلبت الحكومة منه ذلك"، مشيراً الى انه "حتى لو جرت الإنتخابات في يوم واحد في كلّ لبنان، فإنّ الجيش يمكنه أيضاً تغطية كلّ المراكز نتيجة جهوزيته الدائمة"، موضحاً أنّ "عديده يتجاوز الـ70 ألف عنصر، وهو يُصنَّف حالياً من أهمّ جيوش المنطقة تماسكاً، ويستطيع التوفيق بين مهامه الداخلية وعلى الحدود، لكنه ينتظر إشارة الحكومة، علماً أنّ خططه جاهزة لكلّ الإحتمالات، وبالتالي لا يقف أمن الإنتخابات عائقاً أمام إجرائها".
وشدد المصدر العسكري على أنّ "هذه المسألة تتطلّب قانوناً من مجلس النوّاب، والمشكلة ليست عند قيادة الجيش"، لافتاً في المقابل الى أنّ "الجيش لا يعطي هذا الأمر أهميّة كبيرة حالياً أو إنّه يطالب بذلك، لأنّ هناك أموراً كثيرة تشغله وهو لن يحيد عن مهمّته الأساسية القاضية بالدفاع عن لبنان وسط أعاصير المنطقة".
وأشار المصدر العسكري الى أنّ "الجيش بعيد كلّ البعد من اللعبة السياسيّة والإنتخابية، وهو لا يريد الدخول في الزواريب، بل إنّه متماسك بفضل إبعاده من أجواء التشنّج التي يعيشها البلد"، لافتا الى ان "تجربة المكتب الثاني لن تتكرّر، فحتّى القوى السياسيّة لا تحاول إستعمالَ الجيش في اللعبة الداخلية، كما أنّ الجيش يحكمه التوازن، وهو صمَد طوال السنتين ونصف السنة الماضيتين على رغم عدم وجود رئيس للجمهورية وشلل المؤسسات، وبالتالي فإنّه لن يفرّط بالرصيد الذي جناه ويدخل مع فريق ضدّ آخر"، مشيراً الى أنّ "جميع اللبنانيين هم أبناؤنا سواءٌ إختلفوا في السياسة أوّ إتفقوا، فالقيادة مصمّمة على تحييد الجيش، وأيّ عنصر أو مسؤول أمني يتدخّل في غير مهامه فإنّه سيواجه العقوبة القاسية