عاد وجه الشؤم لزرع الفتن وتجديد الحروب الكلاميّة داخل ما تبقى من أشلاء هياكل الجامعة الثقافية في العالم المتشرذمة والمنقسمة إلى ثلاث جامعات تفصل بينها الخطوط الحمر وجبال الحقد والكبرياء.. للاسف جاءت اليوم المفاجأة وسقطت كل الخطوط يا معالي الوزير، بتعميم غريب بفحواه
صادر عن معاليكم بترقية السيد عباس فواز من رتبة رئيس لجامعة بيروت التابعة ضمنا لحركة أمل إلى رتبة ممثل وحيد للجامعة الثقافية وإبلاغ الهيئات الرسمية بذلك، مما ساعد في صب الزيت على النار.
والمضحك المبكي هو مبادرة السيد عباس فواز بالشكر الفريد من نوعه كالذي تملّك مفاتيح القلعة بضربة حظ سعيد ومن خلال مباركتكم، معتبراً ان هذا التعميم هو انتصار تاريخيّ كاستعادة قصر الحمراء، وبمثابة رصاصة رحمة لزملاءه في الجامعات الاخرى، يحقق اماله بروحية الأنا والإستقواء والـ “عنترة”، معتمداً اسلوب المكابرة لإلغاء الجميع في التفرد والهيمنة، كأننا بتنا نعيش في زمن الاستعباد والعبودية.
انه حلم السفر على بساط الريح.
لا نشك بنواياكم الطيبة يا معالي الوزير، وسعادتكم من أسياد المواقف الدبلوماسية الدولية والوطنية، لكن كنا على أمل المفاجأة الكبرى من سعادتكم بعد فشل تجربتنا لتوحيد الجامعة مع السيد عباس، إن تجمع كل مسؤولي الجامعة تحت سقف وزارتكم، ترشدهم الى الوحدة، المحبة والتعاون لانقاذ الجامعة ومساعدة لبنان وجمع صفوف الانتشار.
للاسف يستعملون دعمكم وحسن جواركم في الوزارة لمزيد من الهيمنة والتشرذم ونسج المراجل الريفية.
كم نتمنى يا معالي الوزير ان يكون قصركم الوزاري لجمع الإنتشار اللبناني الذي شرذمته المصالح الشخصية والمكاسب السياسية والأنان المُدمّرة والزرواريب الضيقة.
كم نتمنى يا معالي الوزير ان تعيد الجامعة الى أصالتها ومحورها الطبيعي كما أرادها مؤسسينها ،حضنا للوطن، ومرجعية وطنية للمتحدرين.
وكم سيكون الحدث كبيراً وعادلاً ان تعيد النظر بهذا التعميم المُجحف نحق الإنتشار.
وتظل وزارة الخارجية والمغتربين تحت رعايتكم بيتا أبويا لكل أبناء الوطن والإنتشار، لا لفريق ضد فريق، كما نشعر اليوم ونلمس من القابعين في ظلال قصركم الوطني كشجر الزيزفون زهر بلا ثمر.
مع فائق احترامي
انطوان بو عبود حرب
مستشار لعدة رؤساء في الجامعة