نظم التجمع "الأرمني لخريجي الجامعات" ندوة بعنوان "المجازر الارمنية والمفكرين اللبنانيين"، لمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية الاولى بعد المئة، في صالة متحف "كيليكيا" في كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس - أنطلياس، برعاية الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، وحضور مطران الأرمن الارثوذوكس الارشمندريت شاهه بانوسيان، مطران بيروت للأرمن الكاثوليك الاسقف كيفورك جورج اسادوريان، قنصل زامبيا في لبنان بهاء دلال، العميد نظارت كابريليان، العميد هاروت كوغكوزيان، النائب السابق حسين يتيم، عضو "الحوار الاسلامي المسيحي" جان سالمانيان، ممثل حزب "الهنشاك" الدكتور مارديك جامكوتشيان، ممثلي اتحاد "الشباب الارمني" ومركز "دمرجيان" فاتشه ملكونيان وهاكوب تلفيزيان، باتريك فاراجيان وحشد من الشخصيات الروحية والرسمية والحزبية والأكاديمية والرسمية والحزبية والاكاديمية والثقافية.
بعد النشيد الأرمني، والوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، عزفت ريتا اسديغيان على الكمان، رحب رئيس اللجنة المنظمة سركيس سفريان بالحضور، مقدما محاور الندوة، معرفا بالمنتدين، متمنيا الشفاء العاجل للمحاضر الثالث وليد حدرج، الذي تغيب لاسباب صحية قاهرة، ثم قدم نبذة عن ظروف وأهداف تأسيس التجمع "الأرمني لخريجي الجامعات"، مذكرا ب"جهود الكاثوليكوس آرام الاول، الذي تأسس التجمع بمبادرة مشكورة منه".
رحباني
بعد ترحيب عريفة الحفل المديرة التنفيذية "للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط" فيرا يعقوبيان بالحضور والمنتدين، أعطت الكلام الى استاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا الرحباني، التي تناولت "الوضع العام في المنطقة والمشاريع الهادفة لتقسيمها في ضوء التطورات الامنية والسياسية المستجدة على الساحة المشرقية، خصوصا بعد الاحداث التي واكبت ظهور الربيع العربي عام 2011. ومن اهم تلك المشاريع، المقال الذي ورد بالعبرية عام 1982 بعنوان: استراتيجية اسرائيل في الثمانينات، تصور المؤرخ برنار لويس عن تقسيم المنطقة، وهو الذي في عمر 98 وما زال ينظر وينبئ بتقسيم المنطقة، مقال الجنرال الامركي رالف بيتر الذي ورد في مجلة للجيش الامركي عام 2006 وهو يتحدث عن تقسيم المنطقة الى دويلات عدة".
وتطرقت الى "سيناريوهات تنفيذ المخططات التقسيمية مثل الفوضى العارمة والفوضى الخلاقة"، مشيرة إلى "المفكرين المنظرين عن توجيه وتنفيذ تلك السيناريوهات مثل مفكر القاعدة عبد الله محمد وغيره".
وذكرت ب"نشاط الاكراد لتحقيق حلمهم في إقامة دولة كردستان الكبرى، المستلهمة والمشجعة والمتأثرة بمعاهدة سيفر الموقعة في 10 آب 1920".
وأسفت ل"تسلسل الاحداث والكوارث في المنطقة كما ورد في مخططات ومشاريع التقسيم" منوهة ب"حضور الأقليات في المنطقة للحفاظ على هويتها وكيانها"، مستشهدة ب"النموذج اللبناني حيث تمكن لبنان الحفاظ على هويته ورسالته رغم كل العراقيل والتحديات".
نور الدين
بدوره، تطرق أستاذ التاريخ واللغة التركية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الباحث المتخصص في الشؤون التركية محمد نور الدين الى "الوضع داخل تركيا في ضوء التطورات السياسية المناهضة لنهج الرئيس رجب طيب اردوغان"، مشيرا الى أن "المنحى السياسي داخل تركيا يتجه اكثر الى النزعة القومية"، مقدما امثلة لمحاولات "احياء الخلافة العثمانية كالتهديد بتفجير ضريح مؤسس تركيا العلمانية اتاتورك والخلافات الحادة بين القادة الاتراك، التي خلصت الى استقالة رئيس الوزراء احمد داوود اوغلو ونيته للانسحاب من الحكم".
وتوقف عند وضع الاقليات في تركيا خصوصا الارمن واليونانيين واليهود، مستشهدا ب"أحداث 1955 ايلول حين تعرض السكان والمراكز التجارية الارمنية واليونانية واليهودية لهجوم منظم خلف ضحايا وخسائر كبيرة وموجة هجرة عارمة، وصولا الى اغتيال الاعلامي والناشط السياسي هرانت دينك عام 2007".
وفي الختام طرح الحضور اسئلة تولى الإجابة عنها، الدكتوران المحاضران، ثم قدم كل من الأب الروحي للتجمع الاسقف سيبان كتشدجيان ورئيس التجمع هاكوب هنديان والكاثوليكوس آرام الاول هدايا تذكارية للمحاضرين وعريفة الحفل.