التبويبات الأساسية

اجرى المقابلة فريق عمل دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط : اوغيت سلامة - ايليا نصرالله- ميرا قصارجي
- لا أحد يريد أن ينسلخ من جذوره، لكنّ الناس مجبرون للأسف. أمّا نحن فباقون باقون حتى النهاية.
- كان لبنان مثالًا للتعايش والإحترام والأمان... أين اصبح لبنان؟!.
- البابا يزور أرض ابراهيم المشتركة بيننا وبين المسلمين واليهود في الإيمان بإله واحد
- عودة المسيحيّين الّذين هاجروا من العراق ليست من مهام البابا فرنسيس
- على الدولة أن تؤمن الظروف المناسبة لعودة المسيحيين وأن تضمن الأمان والإستقرار وحقّ المواطن كمواطن وليس مواطنًا درجة ثانية أو ثالثة...
- مثلما التقى البابا فرنسيس بالشيخ الأزهر أحمد الطيّب في أبو ظبي يلتقي أيضًا في العراق السيّد علي السيستاني، ليتجلّى التكامل المسيحيّ الإسلاميّ
- اللّقاء مع آية الله الشيعي يرسّخ الأخوّة، حتّى لو لم يحصل أيّ توقيع على وثيقة أو مستند

قداسة البابا فرنسيس الصوت النبويّ الصارخ في العالم "أعِدّوا طريق الربّ.." (أشعيا 40/3)، وكونوا إخوة في الإنسانيّة.. يحمل مشاريع الحبّ والتسامح والحوار في حقائب السفر من جديد، متوجّهًا الى العراق بين 5 و8 آذار/ مارس المقبل، وبثقة الراعي الصالح يقول للمشكّكين "أريد أن أكون مع المعذّبين..".
زيارة البابا الى بلاد الرافدين وأرض إبراهيم تحمِل رجاء كبيرًا لشرق مثقل بالأحزان، مشلّع بالصراعات والحروب، وتعِدُ بأنّ العراق ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها. هذا ما أكده غبطة بطريرك بابل على الكلدان الكاردينال مار لويس رافائيل ساكو، رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكيّة، في مقابلة خاصة مع فريق دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط.
كاردينال المحبة والتسامح والحوار أضاء على أبعاد زيارة البابا التاريخيّة وأثرها على المسيحييّن كما المسلمين في كل الشرق، خاتمًا حديثه بوعد للأجيال "... أمّا نحن فباقون باقون حتى النهاية".

***********************************************************************************

غبطة البطريرك، برأيكم كيف تؤثّر زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق على واقع الكنيسة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط خصوصًا وسائر الكنائس فيه عمومًا؟
زيارة البابا فرنسيس للشّعب العراقي استثنائيّة لكنّها تخصّ أيضًا كلّ شعوب المنطقة الّتي كانت وما زالت تعاني من نزاعات وصراعات وتحدّيات كبيرة على الأصعدة كافّة. الرسائل الّتي يحملها البابا لا تعني فقط الكنيسة والمسيحيّين، وإنّما جميع النّاس خصوصًا أنّه قد تحدّث مرّات عدّة عن أنّنا "جميعنا أخوة" سواء في الرسالة العامّة الّتي أطلقها عن الأخوّة، أو في وثيقة الأخوّة الإنسانيّة الّتي وقّعها مع سماحة شيخ الأزهر أحمد الطيّب في أبو ظبي.
إنّ همّ البابا الأول أن تفتح الإنسانيّة عيونها على التحدّيات والصّراعات الكبرى، وزيارته محوريّة للعراق الّذي عانى طيلة 20 عامًا ويلات الصّراعات والثقافة المتجدّدة والأزمات اللّأمتناهية والخلافات الّتي تتعلّق بتنظيم داعش والقاعدة وأيضًا العقليّة الطائفيّة والمحاصصة والفساد واللّادولة... إذًا، كراعٍ ومسؤول قيادي للإنسانيّة يريد البابا زيارة العراق في الظّروف الصّعبة كي يقف مع الموجوعين، لا سيّما أنّه قال "أريد أن أكون حاضرًا مع المعذّبين وأرفع معنويّاتهم".
في الواقع، الزيارة هي للعراق، لكن أبعادها تصل الى سورية الّتي شهدت دمارًا كبيرًا، ولبنان الّذي يعيش أزمة وجود أو لا وجود واليمن وبلدان أخرى. إذْا، هي رسالة سلام لأنّه من دون السّلام والاستقرار لا حياة، لذا علينا محبّة بعضنا بعضًا كأخوة. وتجدر الإشارة أنّ البابا يزور أرض ابراهيم المشتركة بيننا وبين المسلمين واليهود في الإيمان بإله واحد. من هنا علينا المثابرة على المحبّة من دون تجاوز بعضنا بعضًا أو الإعتداء على الآخر، وبالتّالي تفكيك كلّ عوامل الكراهيّة والحقد والعنف.
أيضًا يريد البابا فرنسيس دعوتنا إلى احترام الحياة والبيئة، فالحياة هِبة من الله، وبالتّالي من المعيب أن يقوم أي متطرّف أو إنسان بأذيّة الآخر باعتباره خصم له، خصوصًا أنّ الآخر ليس عدوًّا.
هل تعتقد أنّ هذه الزيارة ورسالة السّلام الّتي تحملها بإمكانها أن تشكّل حافزًا للمسيحيّين كي يتمسّكوا بحضورهم في هذا الشرق رغم كلّ الأثمان الّتي كانوا وما زالوا يدفعونها كلّ يوم؟ وهل تشجّع الزيارة المسيحيّين الّذين اقتلعوا من أرض أجدادهم في العراق للعودة إلى بلادهم؟
سيزور البابا فرنسيس أماكن مسيحيّة تألّمت وعانت من التهجير، كالموصل الّذي ما زال حتّى اليوم مدينة منكوبة شبيهة بهيروشيما. علمًا أنّ البابا يزور في هذه الأماكن 4 كنائس قد تعرّضت للتفجير والعديد من المساجد والجوامع... التطرّف والإرهاب هما طريق الخراب والموت، أمّا إذا أردنا العيش بأمان وكرامة فعلينا مساعدة بعضنا بعضًا والتضامن لبناء مستقبل أفضل.
كما يتوجّه البابا إلى سهل نينوى حيث هُجّر أهله من مدينة قرقوش الّتي تضمّ بين سكّانها غالبيّة من السريان الكاثوليك؛ نحو 20 ألف شخص، وفق ما أشار المطران بطرس موسي. أمّا الكلدان والسريان الأرثوذكس فيبلغ عددهم 2000 شخص.
إذْا، لا يستطيع البابا فرنسيس زيارة كلّ المناطق في سهل نينوى لكنه يريد دعوة المسيحيّين للتمسّك بأرضهم وتاريخهم كي يعيشوا بأمان مع الآخر كي يتعاونوا في سبيل مستقبل أفضل أكثر سلامًا واستقرارًا. كما يتوجّه، بحسب اعتقادي، إلى السياسيّين أيضًا لحثّهم على العمل من أجل السّلام والاستقرار، وتحقيق الإصلاحات والتخلّص من العقليّة الفئويّة، والتفكير بالشّعوب وتغليب المصلحة الوطنيّة العامّة على المصلحة الذاتيّة أو الفئويّة.
أمّا تشجيع المسيحيّين الّذين هاجروا منذ أعوام عدّة للعودة فهذا ليس من مهام البابا فرنسيس، بل هي مهمّة الحكومة أن تؤمن الظروف المناسبة وتضمن الأمان والإستقرار وأيضًا حقّ المواطن كمواطن وليس مواطنًا درجة ثانية أو ثالثة... يجب أن يشعر كلّ مسيحي ومسلم وأي إنسان أنّ العراق بيته. حينها يمكن للعراقيّين العودة إلى بلادهم والاستثمار فيها أيضًا... لا يستطيع البابا أن يعيد المسيحيّين، لكن الأهمّ هي الرسالة الّتي يحملها. وأتمنّى أن يستجيب العراقيّون وبلدان الجوار لنداء البابا الذي يطلقه خلال هذه الزيارة الشبيهة بتلك الّتي كان يقوم بها الأنبياء، فأشعيا النبيّ قال "اذهب وقلْ لهذا الشّعب..." (أع 28: 26). اليوم البابا يأتي ويتوجّه لنا وللّبنانيّين والسّوريّين واليمنيّين وللعالم أجمع بنداء لوقف الحروب واستعمال السّلاح والعمل من أجل السلام وعالم أفضل.
هناك انتقاد للزيارة في هذا الوقت الحرج الّذي يمرّ به العراق مع تفشّي وباء كورونا وتدهور الوضع الإقتصادي والإضطراب الأمني، فلماذا تصرّون عليها في هذه الظّروف الصّعبة؟
نحن شجّعنا البابا على هذه الزيارة، لكن القرار والتصميم كانا بيده. فهو متحمّس جدًّا لها لأنّ الظّروف تتطلّب حضوره بين النّاس، إخوته. إذْ، يشعر أنّه مرسل للجميع وليس لفئة معيّنة، وأيضًا للمسيحيّين الّذين قد عانوا كثيرًا ليقول لهم أنّهم غير متروكين ومنسيّين والكنيسة بجانبهم، وهو حاضر في وسطهم، فتشجّعوا وتمسّكوا بالرّجاء.
أعتقد أنّ الفرصة مناسبة، فالزيارة رعويّة وروحيّة. وأتمنّى من المسيحيّين، خصوصًا من ينتقدون الزيارة، الّا يتخذوا مواقف سلبية استباقية، لأنّ البابا لا يستطيع تلبية كلّ مطالبهم وتأمين كلّ ما يريدون، فهذا خيال ووهم. لكن البابا أب وراع وقيادي وكاريزماتي، وعلينا أن نصغي إلى نداءاته. الكلمة بإمكانها أن تحرّض لكن باستطاعتها أيضًا أن تُحيي وتخلق بين الشرقيّين إرادة طيّبة مشتركة، تدعونا إلى التكاتف وبذل الجهود من أجل التغيير، وهنا يكمن الهدف من هذه الزيارة. البابا فرنسيس، إذًا، لا يحلّ المشاكل الّتي تتعلّق بالكنيسة والمسلمين والبلاد. إنّما يلقي ومضات نور علّنا نفتح أعيننا ونراها، والّا فنحن نسير للأسف نحو الهاوية.
هل أنتم متفائلون بتجاوب القيادات غير المسيحيّة مع هذه الزيارة؟ وهل تعتبرون أنّ بإمكانها التأسيس لحوار عميق وتعزّز النوايا الحقيقيّة لبناء السّلام في العراق؟
البابا ليس شخصًا عاديًّا، بل شخصيّة مسكونيّة قياديّة عالميّة، وكلمته مؤثّرة. لذا ومن خلال اللّقاءات الّتي قمت بها من رئيس الجمهوريّة إلى رئيس الوزراء والمرجعيّات الدينيّة الشيعيّة والسنيّة وباقي الأقليّات، لمست حماسة غير معتادة لاستقبال البابا. كما شعرت بأنّ العراق سيكون له طابع آخر بعد هذه الزيارة، ولاحظت أيضًا إرادة صالحة عند الجميع، أقلّه هذا ما عبّروا عنه.
هل يمكن أن تطلعنا على التحضيرات للزيارة التاريخية؟ وهل من تخوّف على أمن البابا؟
لا أعتقد أنّ هناك تخوفًا على أمن البابا، خصوصًا أنّ الجميع يعمل على تأمين سلامته. لم أسمع بعد أي إنتقاد للزيارة بل هناك ترحيبًا كبيرًا به، وهو مصمّم على المجيء، وإن شاء اللّه نتفادى أي مفاجأة تعيق الطريق أمامه. علمًا أنّ بعض المسلمين قاموا أيضًا بتحضير أناشيد مرحّبة به كصوت نبويّ. ونحن منذ أسابيع عدّة، نرفع الصّلاة كلّ يوم أحد على نيّة سلامة البابا ونجاح الزيارة.
الاستعدادات والتحضيرات مستمرّة والحكومة قدّمت كلّ ما تتطلّبه الزيارة كالإجراءات الأمنيّة والحماية والتنقّل والطائرة... علمًا أنّ البابا فرنسيس أصرّ على السفر بطائرة عراقيّة وهذا يعني لنا الكثير. كما أنّ المرجعيّات الدينيّة كالنجف الشريف... تشارك أيضًا في التحضيرات.
أمّا عقب وصوله إلى المطار واستقباله من قبل رئيس الحكومة فينتقل البابا إلى القصر الجمهوري ليستقبله فخامة رئيس الجمهوريّة، حيث تنتظره 150 شخصيّة دينيّة واجتماعيّة وسياسيّة. وبعد ترحيب رئيس الجمهوريّة يلقي البابا كلمة يتوجّه فيها إلى كلّ الّذين يمثّلون الفسيفساء العراقي. بعدها يلتقي بالإكليروس الكاثوليكي في بغداد ويوجّه لهم كلمة أيضًا.
في اليوم الثاني يتوجّه إلى النجف الشريف ويلتقي بسماحة السيّد علي السيستاني الّذي يشكّل مرجعيّة شيعيّة بارزة، لا سيّما وأنّ النجف مدينة مقدّسة لإخوتنا الشيعة. إذًا، مثلما التقى البابا فرنسيس بالشيخ الأزهر أحمد الطيّب في أبو ظبي يلتقي أيضًا في العراق بهذه القيادة الكبيرة، آية الله الشيعي، ليتجلّى التكامل المسيحيّ الإسلاميّ. اللّقاء يرسّخ الأخوّة، حتّى لو لم يحصل أيّ توقيع على وثيقة أو مستند.
من النجف الشريف يتوجّه إلى أرض ابراهيم حيث يشارك مع كلّ المرجعيّات الدينيّة ومسؤولي الأقليّات وشخصيّات عدّة في صلاة مشتركة مسيحيّة إسلاميّة. كما سيستمع البابا إلى شهادات متنوّعة من مسلمين ومسيحيّين... ويلقي كلمة، ليعود بعدها إلى بغداد. أمّا مساءً فيترأّس القدّاس الإلهي في الكاتدرائيّة الكلدانيّة، وللمرّة الأولى في التّاريخ يصلّي البابا بالطقس الكلداني. أيضًا، قمنا بترجمة نصّ القدّاس إلى اللّغة الإيطاليّة الّتي يتكلّم بها، أمّا نحن فنجاوب باللّغة الكلدانيّة والسريانيّة والعربيّة.
في اليوم التالي، الأحد، يتوجّه إلى أربيل ويلتقي بحكومة الإقليم المدنيّة، ومن ثمّ إلى مدينة الموصل القديمة الّتي ما زالت حتّى اليوم منكوبة والّتي تضمّ مجمّع كنائس وجوامع تعرّضت للتفجير والهدم، حيث يلقي كلمة ويستمع إلى شهادات عدّة. بعدها ينتقل إلى قرقوش بغديدا ليصلّي سلام الملائكة حيث يتمّ إلقاء كلمات عدّة منها لغبطة البطريرك اغناطيوس يوسف يونان، ويعود إلى أربيل، إلى المعهد الكهنوتي البطريركي الكلداني. مساءً يحتفل بالقدّاس الإلهي في ملعب قريب من المطار بحضور أكثر من 10 آلاف شخص؛ علمًا أنّ إقليم كردستان يتمتّع بأمان ويضمّ غالبيّة مسيحيّة كمنطقة عنكاوا... ليتوجّه بعدها إلى بغداد ويعود إلى روما يوم الاثنين صباحًا.
غبطة البطريرك هل هناك استعدادات خاصة للحركات الشبابيّة؟
لن يكون هناك لقاءات خاصة للشباب، بل ستكون اللقاءات عامة، وذلك لضيق الوقت أولًأ وبسبب جائحة كورونا ثانيًا. لذا لا يمكننا تخصيص الشبيبة بأمسية تراتيل مثلًا أو ريسيتال. الأمر صعب بصراحة بسبب كورونا ووحظر التجوّل في بغداد ممّا يصعّب عليهم مسألة التنقّل. لكن بالتأكيد هذا لن يوثرعلى مشاركة الأشخاص المسجلين للقاء البابا، فقد قدمنا قوائم باسماء المشاركين وسيتّم التحقّق من الأسماء من خلال البطاقة الخاصة.
بالطبع سيكون هناك خروج للناس الى المطار وقد حضّرنا لهم اعلامًا خاصة وقبّعات مع شعار البابا "كلّنا إخوة" وخارطة العراق والنهرين وأيضًا عراق النخيل. النخلة مثل أرز لبنان، هذا النخيل قوي وتاريخي وحمامة مع غصن زيتون يشير الى البابا مع صورة البابا، وقمصان ومداليات توزّع على الناس في استقبال البابا.
هلّ ستكون مشاركة للقيادات المسيحيّية في الشرق الأوسط؟
وجّهنا دعوات لكل البطاركة الكاثوليك لكن من الصعب أن ندعو باقي القيادات لأن المفروض أن يوجّه الفاتيكان الدعوة. أنا وجّهت رسالة لكل البطاركة لكن بسبب سرعة الزيارة وتنقّل قداسته إلى مناطق متعدّدة ستتعذّر مشاركتهم. فالزيارة لن تقتصر على بغداد فقط كما حصل في لبنان أو القاهرة أو عمان فهو عندنا سيتنقل بسرعة مع حاشية تراوح بين 60 و 70 شخصًا ينتقلون بطائرة عسكريّة خاصة. وحده البطريرك مار اغناطيوس يوسف يونان سيحضر لأنّ لديه رعيّة هنا.
لكن البابا سيلتقي كلّ الكنائس في العراق الأرثوذكسيّة والانجيليّة في القداس الاحتفالي. وهم سيشاركون أيضًا كما أعتقد في لقاء القصر الجمهوري وفي أور حيث وجّهنا نحن الدعوة لهم.
وماذا عن التدابير في مواجهة خطر جائحة كورونا؟ هل من إجراءات خاصة؟
نحن نشرنا تعليمات خاصة بالنسبة للقداديس أولًا ووزّعنا الكراسي تبعًا للأرقام مع احترام معايير التباعد الاجتماعي. بالإضافة الى الالتزام بالكمّامات والتعقيم. كما وضعنا حواجز خشبيّة تحمي البابا بحيث لا يتمكّن أحد من دفع الحاجز والاقتراب منه لأنّ الناس عاطفيين. أيضًا في باحة الكنيسة ستتبّع الاجراءات ذاتها وسيكون هناك محطّات للتعقيم.
في زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان قال "لبنان أكثر من بلد هو رسالة" وانطلق هذا الشعار الى العالم، مع زيارة البابا فرنسيس ماذا تتوقّع أن يقول عن العراق؟
لن يقول العراق رسالة بالتأكيد، واللبنانيون لم يكونوا بمستوى الرسالة وهي خيبة أمل لكل الشرق الأوسط! مع الأسف، فقد كان لبنان مثالًا للتعايش والاحترام والأمان...، أين أصبح لبنان؟ من كل قلبي أتمنى أن يتعافى لبنان. فنحن كشرقيين نقوى بلبنان وانفتاح لبنان وثقافة اللبنانيين والعيش المشترك والحرية التي يتمتّع بها اللبنانيون.
أعتقد أنّ البابا سيتكلّم عن العناوين الكبرى التي تحتاجها المنطقة كالسلام والاستقرار والأخوّة البشريّة وحوار الديانات... لا يجوز ان تتقاتل الشعوب تحت عباءة الدين أو المذهب، إنما الدين هو محبّة ورحمة وتسامح ... الدين رسالة والإنسان هو المحور. كلّ ذلك من أجل الإنسان كي يعيش إنسانيّته بحريّة وكرامة الحياة، بالبيئة والاقتصاد ايضًا، البشريّة عائلة واحدة وأبناء الوطن عائلة واحدة.
أنا عراقي، معنى ذلك أنّ عليّ أنّ أشعر أن العراق بيتي، أو أنا لبناني أو سوري... لكن يكفي الناس تعبوا، “طلعت روحهم" من كل هذه المشاكل. وإلا لماذا يهاجرون؟ لأن الدنيا ضاقت بهم! هم يتركون تاريخهم ويبنون تاريخًا جديدًا وثقافة جديدة ومجتمعًا جديدًا... هذا نوع من الانسلاخ، ولا أحد يريد أن ينسلخ من جذوره، لكنّ الناس مجبرون يا للأسف. أمّا نحن فباقون باقون حتى النهاية.

صورة editor3

editor3