صعدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على مدينة القدس المحتلة اليوم ونفذت جملة من الممارسات الوحشية والقمعية ضد اهالي المدينة، واستولت على أحد المنازل وسلمته للمستوطنين بعد طرد أصحابه بالقوة منه.
وذكرت وكالة "وفا" إن طواقم تابعة لسلطات الاحتلال، تحرسها قوة عسكرية، شرعت بتفريغ محتويات منزل في حي بطن الهوى - الحارة الوسطى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك قبل أن تسلمه لجمعية استيطانية.
وأفاد مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، بأن المنزل تعيش فيه عائلة المواطن جواد أبو سنينة، والتي تعرضت في الآونة الأخيرة للاعتقال والتهديد والإبعاد عن القدس لرفضها الخروج من المنزل والإصرار على الصمود فيه.
يذكر أن جمعيات استيطانية تمكنت في الآونة الأخيرة من وضع يدها على العديد من عقارات المواطنين في حي بطن الهوى وحولتها الى بؤر استيطانية في مسعى لتهويد الحي بالكامل.
في غضون ذلك، حاصرت قوات الاحتلال، مقر محافظة ووزارة شؤون القدس في حي ضاحية البريد، شمال المدينة المحتلة.
وقالت "وفا" إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ومخابراتها، تحاصر مقر المحافظة ووزارة القدس، وتمنع الموظفين من الدخول إليه او الخروج منه، مضيفة أن قوات الاحتلال فرضت حصارا في محيط المقر، واعتلت أسطح بنايات مجاورة وسط اغلاقٍ كامل للشارع الرئيس والشوارع الفرعية في ضاحية البريد، وشرعت بالتقاط صور من خارج المقر ومعاينته قبل أن تنسحب من المنطقة.
وكانت قوة احتلالية خاصة، اختطفت محافظ القدس عدنان غيث، ومدير مخابرات ضواحي القدس العقيد جهاد الفقيه، يوم الأحد المنصرم، وأفرجت عنهما أول أمس الإثنين.
الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال راهبا من المشاركين في وقفة احتجاجية نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس القديمة صباح اليوم.
وتابعت "الوكالة" نقلا عن مراسلها إن قوات الاحتلال قمعت الوقفة الاحتجاجية واعتدت على عدد من الرهبان والمشاركين والمشاركات فيها قبل أن تعتقل أحد الرهبان، في حين وقف بطريرك الطائفة القبطية على مدخل الدير في محاولة لمنع دخول العمال اليه الا أنهم تمكنوا من الدخول وسط هتافات الاحتجاج.
وكانت البطريركية أعلنت عن تنظيم هذه الوقفة احتجاجا على رفض حكومة الاحتلال قيام الكنيسة القبطية بأعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي، وتتولى حكومة الاحتلال بنفسها هذه الأعمال داخل الدير لصالح الأحباش دون موافقة الكنيسة القبطية.
وذكرت الوكالة أن التوتر ما زال سيد الموقف في محيط دير السلطان المجاور لكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال.
إدانات
ودانت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات قيام سلطات الاحتلال بالاعتداء على الرهبان الاقباط في مدينة القدس المحتلة واعتقال العديد منهم.
وشجب الأمين العام للهيئة حنا عيسى تدخل سلطات الاحتلال بأعمال الترميم، لأن ذلك ليس من اختصاصها في مدينة القدس المحتلة على اعتبار ان الجزء الشرقي للمدينة المقدسة منطقة تخضع لقواعد القانون الدولي الانساني.
واعتبرت الهيئة بان تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الأخيرة بما يتعلق بالمسيحيين واعتبارهم اقلية هي لإثارة الفتن في الأراضي المقدسة، وتحويل الصراع من صراع سياسي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الى صراع ديني.
وناشدت الهيئة الحكومة المصرية والعالم المسيحي للتدخل فورا لدى سلطات الاحتلال لإيقاف هذه الاعتداءات على دير السلطان المجاور لكنيسة القيامة وعدم دخول الدير بحجة الترميم ، لان ذلك من صلاحيات الكنيسة القبطية الارثوذكسية فقط.
كما ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس بالاعتداء الآثم الذي تعرض له مجموعة من رهبان كنيسة القيامة حين حاولوا حماية الكنيسة، ومحيطها من انتهاكات، ما يسمى بسلطة الآثار الإسرائيلية التي تحاول يومياً وبدعم سافر من حكومة الاحتلال اليمينية السيطرة على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
وقال ادعيس، في بيان صحافي، إن الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته يحاولون وبشكل حثيث منذ فترة طويلة، السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى بمحيطه الكامل، وكنيسة القيامة، ومحيطها رغبة منهم في طمس تراث مدينة القدس التعددي والحضاري، في محاولة لجعل المدينة يهودية الصبغة والطابع، الأمر الذي ازدادت وتيرته بعد إصدار قانون القومية العنصري، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأشار ادعيس إلى ضرورة الاهتمام بالتصريحات التي أطلقها المدعو "يهودا غليك"، حول الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، وضرورة التنصل من الاتفاقية وحلها، والتعامل معها بخطورة وحساسية تتناسب وأهمية موضوعها.
وطالب ادعيس المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" التي أصدرت العديد من القرارات الهامة حول حماية التراث الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس، والمسجد الأقصى، والبلدة القديمة.