احتفلت المدرسة الأنطونية الدولية- عجلتون بتخريج كوكبة من تلاميذها برعاية سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي.
وبكلمات مؤثرة ولوحات راقصة ودع المدرسة 113 طالبا من الصفوف النهائية للمناهج اللبنانية والفرنسية والاميركية والبكالوريا الدولية التي تؤمنها هذه المدرسة والتي تتحضر لعيدها العشرين.
ضاهر
وقبل عرض فيلم وثائقي عن أنطونية عجلتون، توجه الاب المدير اندريه ضاهر بكلمة قال فيها: "نرحب بكم سعادة السفير في هذه المدرسة التي تستقطب عددا كبيرا من تلاميذ توافدوا من الإمارات أرض الازدهار والسلام ودار التعايش واللقاء كما وصفها البابا فرنسيس. أهلا وسهلا بكم في مدرسة تؤمن إلى جانب الجودة في التعليم والاستعمال المسؤول والمفيد للتكنولوجيا إدارة تنوع تربوي وثقافي وديني شبيهة بخياراتكم التربوية في دولتكم".
أضاف: "اخترنا رعايتكم لهذا الإحتفال نظرا لاستقبال دولة الإمارات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تبرز دور الإمارات الرائد في ترسيخ قيم السلام في المنطقة والعالم، وخصوصا أنها جمعت رمزين لهما ثقلهما على المستويين الديني والسياسي".
كلمة الشامسي
ثم القى السكريتير الاول لسفارة الامارات فهد الكعبي كلمة الشامسي، فقال: "إن رعاية هذا الحفل يتوافق مع رؤية الإمارات القائمة على دعم الأجيال الناشئة لتكون عناصر فاعلة في مجتمعاتها، خاصة أن للقائمين على هذه المدرسة دور متميز في قيادة مسيرة التعليم، ويعتبر هذا الدور من أهم المؤشرات الأساسية الذي تعتمده المنظمات الدولية والجهات المختصة في تحديد مدى تقدم الدول وتطور مجتمعاتها، وما تقومون به يدخل ضمن إطار بناء مجتمع قوي البنيان يراهن على العنصر البشري في تطوره".
أضاف: "لقد انتهجت دولتنا هذه السياسة منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان الحاضن الأول للمؤسسات التعليمية والتربوية وأسهم بحنكته المعهودة ونظرته الثاقبة في وضع أسس التطور والتقدم والتسامح التي باتت تشكل السمة الطاغية. وقامت قيادتنا الرشيدة اليوم برعاية وتنظيم مبادرات إنسانية شاملة ومتواصلة شكلت مفردات المحبة والسلام والانفتاح والتعايش مع الآخرين مكونات رئيسية فيها".
وتابع: "وتعد دولة الإمارات حاضنة لقيم التآخي والأمان وصون الحريات واحترام الآخر، إذ تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة، وترسخ قيم الاحترام والمساواة، وتجرم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف لتصبح عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وهذا ما جعلها مقصدا للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم. وبما أن التسامح يشكل ضمانة أساسية للتعايش بين الأفراد وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية، إلى جانب تعميق قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته، عملت القيادة الحكيمة على جعل هذا الفكر ثقافة يومية ينتهجها المجتمع الإماراتي بكل أطيافه ويحملها معه أينما حل".
وأردف: "إننا في عام التسامح الذي توج باللقاء التاريخي الذي جمع قطبين ورمزين كبيرين على أرض أبوظبي، هما بابا الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، نشدد على السير بنفس الخطى، حيث تشكل الدبلوماسية الإنسانية أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية، وإن دولتنا ستستمر في الإضطلاع بدورها المحوري عبر تطبيق عملي وواقعي لوثيقة الاخوة الانسانية التي باتت اليوم اشبه بشرعة تؤسس لمستقبل يعيش فيه الجميع في كنف من التنوع. إن إحترام الإختلاف الذي كرسته هذه الوثيقة يؤكد أننا شعوب خلقت لتتحد ولتعيش سوية بمحبة وتعاضد بعيدا عن التطرف واللغو والكراهية، وهي صفات تحاربها الامارات في كافة ممارساتها ونشاطاتها ولحظتها في مشاريعها التي طافت مختلف أنحاء العالم حيث باتت لدولتنا بصمة خير زرعتها لتبلسم الجراح وتزرع لدى شعوب هذه الدول الأمل وتعرفهم إلى معنى التسامح الذي حولته الامارات إلى ثقافة مجتمعية مستدامة".
وختم: "كل التوفيق لأبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات الخريجين الذين نتمنى لهم مستقبل باهر في خدمة لبنان الشقيق، كما نهنئ أولياء أمورهم بهذا التخرج. ونوجه تحية تقدير للأب أندريه ضاهر مدير المدرسة الأنطونية الدولية في عجلتون على دعوته وجهوده المعطاءة وتكريمه لنا بهذه الرعاية التي نعتز ونفتخر بها. كما تحية إكبار وإجلال لكل القائمين والمعنيين من أساتذة وأكاديميين ومشرفين".
تسليم الشهادات
بعد بركة رئيس عام الرهبانية الانطونية الاباتي مارون بو جودة للفوج وللحضور، تسلم الطلاب الشهادات، كما قلد الرئيس العام درعا لممثل السفير الإماراتي "تحية لرعاية الاحتفال وتخليدا لهذا الحدث الذي يندرج في سياق وثيقة الأخوة الانسانية".