الأزمة الدبلوماسية الخطيرة التي يعيشها لبنان مع دول الخليج تتفاعل يوما بعد يوم، فبعد ايقاف وزارة الداخلية الكويتية الأسبوع الماضي إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين حتى إشعار آخر، أوقفت السلطات الكويتية جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، بسبب عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي”، مؤكدة أن “هناك تخوفاً كويتياً من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات.”
كما أضافت وزارة الخارجية الكويتية لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها بعد أيام من وقف الكويت تحويل أموال التبرعات الخيرية إلى إثيوبيا، لافتة إلى أن وزارة الشؤون تلقت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع.
وأفيد أمس عن اتخاذ السلطات الكويتية إجراءات بحق لبنانيين، شملت منع تجديد إقامة عشرات العائلات اللبنانية. وعلى خط هذه الانتكاسة الخطيرة في علاقات لبنان مع الخليج ، شككّت أوساط واسعة الاطلاع عبر “الراي” الكويتية في مناخاتٍ سادت أمس عن إمكان تقديم وزير الاعلام جورج قرداحي استقالته وذلك ربْطاً بالزيارة التي قام بها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، معتبرة أن من الصعوبة بمكان تَصَوُّر تسليم “حزب الله هذه “الورقة” التي رفع منسوب التشدّد حيالها في الأيام الماضية إلى مستويات بدت غير قابلة للعودة عنها، لافتة إلى أن أي “تحريك” لهذا “الخط الأحمر” لا يمكن أن يحصل بأي حال قبل استئناف مفاوضات النووي الإيراني في 29 الجاري وتبيان آفاقها.
وإذ تستبعد هذه الأوساط أيضاً أن يكون فرنجية في وارد التفرُّد بمثل هكذا قرار بمعزل عن حسابات “حزب الله”، فهي ترى أن عدم اتضاح مصير معركة إقصاء القاضي طارق البيطار التي تبقى “الأساس” بالنسبة للحزب، يحتّم حُكْماً عدم استعجال أي خطوات تتصل بمصير قرداحي.
من جهتها، لاحظت مصادر متابعة عبر “الأنباء” الكويتية ان الاتصالات مازالت داخلية ولا تواصل مباشرا مع السعودية، التي تنتظر موقفا لبنانيا رسميا ليُبنى على الأمر مقتضاه، وأكدت المصادر على تفاؤلها بقرب حلحلة الأمور.
وتأتي خطوات الكويت في خضم أزمة دبلوماسية يعيشها لبنان مع دول الخليج، منذ ظهور تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي في حوار تلفزيوني قبل توليه منصبه، انتقد فيها التدخل السعودي في اليمن ووصفه بـ”الاعتداء”، واعتبر أن الحوثيين هناك “يدافعون عن أنفسهم”.
وعلى إثر تصريحات قرداحي، استدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامناً مع الرياض، قامت البحرين والكويت بالخطوة ذاتها، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان.