التبويبات الأساسية

كتب حسين سعد في جريدة المدن: جذبت مدينة النبطية لليوم الثاني على التوالي، وهي ثاني أكبر مدن الجنوب اللبناني، أضواء التحركات الشعبية التي ارتفع زخمها بعد الاعتداء يوم الأربعاء على المتظاهرين من قبل شرطة بلدية النبطية، وتسببت بتصدع البلدية من داخلها، بعد إقدام ثلاثة من أعضائها استقالتهم احتجاجاً على ما أقدمت عليه عناصر الشرطة، ونتج عنه إصابة وجرح عدد من الأشخاص، من بينهم الفتى هادي نور الدين الذي لا يزال يرقد في العناية المركزة.
البلدية والتجار وكفررمان
وإلى جانب موقف الأعضاء البلديين المعروفين، الدكتور عباس وهبي والدكتور أحمد ضاهر محمد صباح المستقيلين، الذين كانوا من عداد لائحة حزب الله في انتخابات العام2016، برز تضامن من نوع آخر مع المتظاهرين، عبرت عنه جمعية تجار النبطية، التي كانت أعلنت البلدية أن هدف فضّ التحرك من الشارع يعود إلى تأفف التجار من الإغلاق، فأعلنت الجمعية في بيان لها تحذيراً البلدية المحسوبة على حزب الله "من استغلال اسمها واستعماله في مواجهة أهلنا في النبطية ومطالبهم المحقة والوقوف إلى جانبهم مهما كانت الظروف".

ولم تتوقف مؤازرة المحتجين في النبطية الذين عادوا إلى اعتصامهم في المكان ذاته، مع الإبقاء على الطريق مفتوحاً (بالتنسيق مع الجيش اللبناني) عند هذا الحد. فقد انطلقت ظهراً من دوار كفرمان مسيرة حاشدة إلى نقطة الاعتصام في النبطية، أطلق خلالها المشاركون الهتافات المنددة بـ"قمع المتظاهرين في مدينة المقاومة" معلنة دعمها الكامل للمتظاهرين، الذين تلقوا أيضاً دعماً مماثلاً من مجموعة من المحامين انتقلوا من بيروت إلى النبطية، إضافة إلى بعض المتظاهرين من صور وغيرها من المناطق. هذا ما أضاف إرباكاً إلى بلدية النبطية بعد خطوتها غير مدروسة وغير مبررة، وفق رأي الكثير من أهل المدينة.

استفزاز وإصرار واستقالات
وبعدما كانت الأمور تميل إلى التهدئة، بعد حسم استمرار الاعتصام وبقاء الطريق مفتوحاً، نغّص أحد الأفراد ذلك الهدوء عندما شهر مسدسه على المحتجين من داخل سيارته، قبل أن يغادر بسرعة. الأمر الذي دفع المحتجين إلى إقفال الطريق لوقت قليل على خلفية هذا الاستفزاز.

ويشدد أحد قادة الحراك في النبطية عبد شكر على تمسك المتظاهرين بحقهم في الاعتصام السلمي، الموجّه ضد كل أقطاب السلطة الحاكمة والفاسدة. يضيف ان الاعتصام عاد بزخم أكبر بعد اعتداء شرطة البلدية على المتظاهرين السلميين، الذين لم يكونوا يوماً ضد خيار المقاومة التي ولدوا من رحمها.

وحول ما إذا كان خطاب رئيس الجمهورية سيغير من إصرار المحتجين، أوضح شكر إن كلمة الرئيس عون لن تغير شيئاً في مسار التحركات والاحتجاجات، التي سترتفع وتيرها وزخمها لأنها احتجاجات عادلة ومحقة.

وقال الدكتور وهبي المنتخب عضواً في المجلس البلدي منذ العام 1998 في بيان استقالته: "أنا الحليف العنيد لمقاومتكم المشرفة، وقد تفاجأتُ بالتصدي لأهلنا المعتصمين بشكل غير انساني. فالواجهة هي البلدية. ونحن نحمي من هم في الحكم، الذين سرحوا ومرحوا. والساكت عن الحق شيطان أخرس. للأسف هناك من ضرب الناس وقمعها باسمي واسم غيري ونحن لا نعلم".

أما زميله الدكتور أحمد ضاهر، فقد استقال أيضاً احتجاجاً على العمل القمعي الذي قام به عناصر شرطة البلدية، مؤكداً أنه لم يكن في اي جلسة للمجلس البلدي، اتخذت مثل هكذا قرار لا يتماشى مع طبيعة البلدية.

ولم يقتصر الأمر على أعضاء من بلدية النبطية، فتعداها إلى بلدة النبطية الفوقا، التي تتمتع بمجلس بلدي مستقل. وهي أيضاً محسوبة على حزب الله. فقد أعلن أحد أعضائها وليد غندور تقديم استقالته من المجلس، على خلفية الاعتداء على متظاهري النبطية.

صورة editor14

editor14