تلعب الكلية دوراً مهماً في تنظيف الدم من المخلفات والسموم وإخراجها عبر البول. وتتمتع الكلى بنظام تنقية فريد ودقيق يصفي نحو 180 لتراً يومياً من البول الابتدائي، الذي يصبح أكثر تركيزاً لاحقاً، إذ يفرز الجسم لتراً ونصف اللتر يومياً من البول.
تحدث عمليات “الفلترة” هذه في ملايين وحدات التصفية الصغيرة في الكليتين، التي غالباً ما تصاب بالخلل وتسبب أمراض الكلى المزمنة، بحسب ما يذكر البروفيسور توماس بينتسينغ، أخصائي أمراض الكلى في المستشفى الجامعي بكولونيا.
ويشكل مرض السكري أحد أكبر المسببات لأمراض الكلى، خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وقال أخصائي أمراض الكلى الألماني الدكتور أندرياس كال من مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين إن مرض السكري وأمراض القلب تسبب نحو 50 إلى 60 في المائة من أمراض الكلى، الذي يعتبر أكثرها شيوعاً الفشل الكلوي، ويكون غالباً نتيجة الإصابة بمرض السكري.
تقسم مراحل المرض إلى قسمين، وهي المراحل المبكرة والمراحل المتأخرة، حسب أطباء المستشفى الجامعي في مدينة مونستر الألمانية. وذكر الأطباء أن المراحل المبكرة للمرض تدوم في الغالب سنوات طويلة ولا تتضمن أية أعراض. أما المراحل المتأخرة فلها بعض الأعراض، مثل التعب وقلة النشاط.
لكن غالباً ما لا يشعر الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى بآلام تشير إلى وجود أمراض، ما يزيد من خطورتها، طبقاً للدكتور أندرياس كال.
انعدام وجود آلام مع أمراض الكلى له عدة أسباب بحسب الأخصائي الألماني، ذلك أن “ألياف الألم توجد في الطبقة المحيطة بالكلية والتي تسمى الكبسولة وليس في داخلها، فيما تحدث أغلب أمراض الكلى داخل الكلية. لذلك لا يشعر المرء بالألم”.
ارتفاع ضغط الدم مؤشر على المرض
ارتفاع ضغط الدم هو أول مؤشر على وجود خلل ما في وظيفة الكلى، ذلك أن الضغط المرتفع المستمر يلحق الضرر بالأوعية الدموية ويسبب ضرراً في وظيفة الكلية في تصفية السموم من الدم، وهو ما يسبب الفشل الكلوي. كما أن تجمع الماء في الساقين يعتبر أيضاً دليلاً على مرض ما، وغالباً ما يكون إشارة إلى أن الكلى قد تضررت بشكل كبير.
هذا ويوضح البروفيسور توماس بينتسينغ أن المشكلة في أمراض الكلى هي “أن المريض لا يشعر بآلام وهذا ما يؤدي إلى أن أمراض الكلى غالباً لا تشخص كما يجب ويتم اكتشافها في مرحلة متأخرة جداً، بعد أن تكون وظيفة الكلى قد توقفت وليس بالإمكان إعادتها للعمل مجدداً”.
من جانبه، نصح الطبيب الأخصائي كال بإجراء فحص للكلى لمعرفة مدى إمكانية الإصابة بالفشل الكلوي، وذلك بعد تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم. يضاف إلى ذلك وجود “حالات نادرة من المراحل المبكرة وغالباً في المراحل المتأخرة احتباس السوائل في الذراعين أو الساقين أو في الجفن العلوي أيضاً، فيما يعاني بعض المرضى من الخمول الشديد والإرهاق والغثيان في المراحل المتقدمة من المرض وتكون رائحة البول عندهم كريهة”.
ما في الحالات المتأخرة من المرض فتظهر أعراض مثل فقدان الشهية وفقدان الوزن والدوخة والتقيؤ، بالإضافة إلى ظهور نوبات صعوبة التنفس بصورة مستمرة دون القيام بجهد عضلي وحتى في حالات الاسترخاء الاعتيادية، نقلاً عن أطباء المستشفى الجامعي لمونستر.