كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
أنهى الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل لقاءاته في بيروت، وغادر خالي الوفاض، حيث كل طرف ما زال عند موقفه، دون تلبية دعوته للاسراع في تأليف الحكومة، واساس المشكلة ان كل فريق معني بالتأليف يقرأ مفهوم “الاختصاصيين” من قاموس مختلف، الى ان تحول الاختصاصي هو الذي يأتمر بقرار قيادة هذا الحزب او ذاك… وهنا علق مسار تأليف الحكومة، وعجز دوريل عن تقريب وجهات النظر على الرغم مما نقله الى المعنيين من تحذيرات ومخاطر.
جواب واضح
وقد أشار مصدر مطلع على أجواء بيت الوسط ان جواب الرئيس المكلف سعد الحريري كان واضحاً. حيث انطلاقاً من المبادرة الفرنسية نفسها، الامر الوحيد الذي يقبل به هو حكومة من الاختصاصصين، مهما كانت الظروف.
ووصف المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الاتصال الذي أجراه رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل بالحريري، بوساطة من دوريل وبهاتف الاخير، بـ” لزوم ما لا يلزم”، حيث رد باسيل بالقول: “اقبل بما يقبل به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
اللعبة معروفة
وما معنى هذا الكلام؟ أجاب المصدر: حين يزور الحريري القصر الجمهوري يسطدم بجواب: “كل ما يقبل به جبران اقبل به”، وأضاف المصدر: لقد أصبحت اللعبة معروفة، بعد كل تفاهم مع رئيس الجمهورية يحصل تراجع بدفع من باسيل، فيعود مسار التأليف مجددا الى مربع العقد. واضاف: لو كان القرار الفعلي بيد عون لكان اتخذ موقفاً آخراً”. لكن هاجس توريث باسيل او محافظة على دور فاعل له ضمن التركيبة اللبنانية، هو اهم من البلد، حتى ولو ادى ذلك الى انهيار البلد.
عندها كلام آخر…
وردا على سؤال حول الحل، أكّد المصدر ان الحريري لن يعتذر، كما لا يجوز ان يعتذر. وبالتالي فإن المخرج الوحيد هو أن يضع رئيس الجمهورية تحت الأمر الواقع فيسلمه لائحة باسماء الوزراء، واذا رفضها عون فيتحمل مسؤولية عدم القبول بها، وعندها كلام آخر.
وحذّر المصدر من ان تفكك البلد اصبح امرا حتميا وقد يحصل قريبا، وختم: لكن حين ينهار البلد، او حين يصل الى مرحلة العنف قد يأتي من يضع وصاية عليه، وعندها يصبح اللبنانيون مجبرون على القيام بالاصلاحات.