نفت السلطات الإيرانية أي صلة لها برجل ألماني من أصل أفغاني مشتبه بتجسسه لصالح طهران، مشيرة إلى أن احتجازه في ألمانيا يأتي - بحسب زعمها - ضمن محاولات لإفساد علاقات إيران مع الاتحاد الأوروبي.
وكان مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا ذكر أن الجاسوس الإيراني، باسم عبد الحميد، يحمل الجنسيتين الأفغانية والألمانية (50 عاما) كان يعمل مع الجيش الألماني جرى اعتقاله للاشتباه في أنه نقل بيانات لوكالة المخابرات الإيرانية.
وكان المشتبه به عضوًا في كتيبة "الحرب الإلكترونية" بالجيش الألماني، وكان يعمل فی وحدة تصنت على "المحادثات المعادية"، والتشويش على أجهزة اتصالات العدو.
وقال مدير مؤتمر ميونيخ للأمن، فولفغانغ إيشينغر، ردًا على هذا الخبر، إن "إيران بسلوكياتها هذه ستجعل من الصعب علينا البقاء في الاتفاق النووي".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "بينما ننفي أي صلة بهذا الشخص المزعوم... لسنا مندهشين لسماع مثل هذه الأنباء وسط اتهامات أمنية لا أساس لها من الصحة".
ولم يقدم قاسمي مزيدا من التوضيح لكن الوكالة أشارت إلى تقرير نشرته صحيفة ألمانية وأفاد بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ربما كانت وراء إبلاغ مسؤولي المخابرات العسكرية الألمانية عن المشتبه به.
وتخشى أجهزة أمن داخلية في ألمانيا من أنشطة أجهزة الاستخبارات الإيرانية على برلين، والتي تنحصر في التجسس ضد معارضين إيرانيين بدول المهجر، فضلا عن الحصول على معلومات حساسة تتعلق بالأمن والسياسة والخارجية.
واستدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الإيراني لدى برلين، في ديسمبر 2017، احتجاجاً على أنشطة تجسس تضطلع بها أجهزة استخبارات إيرانية، عقب تحذيرات من مسؤولين ألمان في هذا الصدد، لا سيما بعد سجن باكستاني 4 أعوام بعد إدانته قضائيا بالجاسوسية ضد برلين لصالح ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
يذكر أن الشرطة الألمانية شنت حملة مداهمات، في يناير الماضي، لتفتيش شقق ومكاتب إيرانيين في عدة ولايات اتحادية مشتبه في تورطهم في أعمال تجسس لصالح طهران.
واشتبه الادعاء العام الألماني حينها أن المتهمين تجسسوا على مؤسسات وأشخاص في ألمانيا بتكليف من وحدة استخباراتية تابعة لمليشيا عسكرية خاصة تدعى "فيلق القدس" يقودها الجنرال قاسم سليماني المدرج على قوائم الإرهاب الأوروبية منذ عام 2011.