التبويبات الأساسية

افتتحت مدرسة الأباء المخيتاريين في الروضة برعاية الرئيس العام لرهبنة الأباء المخيتاريين المطران ليفون زكيان في احتفال حاشد ترأسه رئيس مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية عماد الأشقر، في حضور سفير أرمينيا في لبنان صاموئيل مكرديشيان، النائب البطريركي للأرمن الكاثوليك المونسنيور غبريال موراديان، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، رئيس رهبنة المخيتاريين في الشرق الأوسط ولبنان المونسنيور مسروب سولاحيان، قنصل أرمينيا ليونارد أباجيان، رئيس بلدية الجديدة -البوشرية -السد أنطوان جبارة، ممثلي الأحزاب الأرمنية، الجهازين التعليمي والإدارة والأهل والأصدقاء.

بوياجيان

استهل الإحتفال بقص الشريط أمام مدخل المدرسة وبمباركة المونسنيور سولاحيان، وبعد دخول الحضور، النشيد الوطني والأرمني ونشيد الرهبنة، ألقت مديرة المدرسة ريتا بوياجيان كلمة بإسم إدارة مدرسة الأباء المخيتاريين رحبت فيها بالحضور، وقالت: "العلم نور يضيء العقول ويضيء النفوس. العلم هو منارة الحياة ونورها الساطع الذي لا ينطفئ أبدا، وهو اليد التي تمسك بالعالم لتقوده إلى حيث التطور والعزة والرفعة، وهو الحياة بأسمى معانيها، والشمس التي تشرق دوما ومن كل الجهات".

أضافت: "العلم سلاح تعطيه المدرسة التي هي مؤسسة اجتماعية تقوم بالتعليم ونقل الثقافة والتربية، وإيجاد البيئة المناسبة للنمو العقلي والجسدي والانفعالي والاجتماعي في مجال تربية الطفل وتنشئته، واستنادا على هذه المبادئ، قامت رهبنة الأباء المخيتاريين بقرار فتح أبواب مدرستها المجددة والمستحدثة في الروضة على الرغم من المشاكل التي تواجهها المؤسسات التربوية في لبنان بسبب الأوضاع الإقتصادية السيئة وعبء قانون سلسلة الرتب والرواتب وإلى ما هنالك من صعوبات تجعل فتح مدرسة المخيتاريست عملا جنونيا وبطوليا في الوقت نفسه".

وأردفت: "يعود الفضل إلى الإرادة الصلبة لدى الرئيس العام والرئيس المحلي لرهبنة الأباء المخيتاريين المطران ليفون زكيان والمونسنيور مسروب سولاحيان"، شاكرة الأشقر "الذي بفضله وبفضل جهوده ودعمه الدائم وتعليماته المفيدة تمكننا من جعل حلمنا هذا حقيقة وواقع جميل". كما شكرت الأب عازار على "دعمه ودعائه"، وجبارة على "ما قدمه من مساعدة ومساهمة".

سولاحيان

وبعد عرض وثائقي عن تجديد المدرسة قال المونسنيور سولاحيان: "كرهبان مخيتاريين لطالما كنا أوفياء لروحانية الأب المؤسس، لا لسنين طويلة وعقود فحسب، بل لمئات السنين، محافظين بذلك على الهوية الأرمنية، واليوم، من خلال هذه المؤسسة التربوية، سنتابع بذل قصارى جهدنا في بستان المسيح، من أجل خلق أفضل صورة للأجيال الجديدة في لبنان، الذي يشكل قلب الإنتشار الأرمني، بروح جديدة وحماس وخبرة عمرها مئات السنين وبإرادة متجددة، مستعينين بوسائل التكنولوجيا العصرية، ولا سيما بالتزامنا تكوين أشخاص مسيحيين".

وتابع: "إن الرهبنة المخيتارية هي المؤسسة التي نشرت النهضة الثقافية والروحية للشعب الأرمني من خلال دعوة فريدة يعيشها الآباء المخيتاريين بتكرس متفان. واليوم، بنية تسجيل تاريخ تربوي، تعد الرهبنة بتقديم أفضل خدمة للجيل الأرمني المستقبلي، رافعة شعار: "العمل لا القول"، acta non verba.

وقال: "أتمنى أن تنمو المدرسة المخيتارية المحدثة يوما فيوم وأن تزهر في هذه الأرض، أرض لبنان المباركة والمضيافة، في خدمة الجماعات اللبنانية والأرمنية".

وتوجه الى المطران زكيان (الذي تغيب عن الإحتفال لأسباب صحية) بالقول: "أود أن أعلن أن هذه المؤسسة التربوية الجديدة التي تحمل بصمة مؤسسها مخيتار سيباستيا، تدين لعنايتكم الأبوية ولرعايتكم الكبيرة، التي من دونها، لما تمكنا من جعل هذه المدرسة تبصر النور في غضون هذه المدة القصيرة"، موجها اليه مشاعر الشكر والإمتنان.

كما شكر في الختام الأشقر على الرعاية والحضور، وكل من ساهم في إحياء المدرسة ولا سيما الجهازين الإداري والتربوي.

الأشقر

وبعد تكريم الأشقر بتقديم هدية تذكارية عبارة عن الأبجدية الأرمنية وصليب على سجادة صغيرة، ألقى كلمة فقال: "من قال إن في كوكبنا شمسا واحدة، لم يكتشف بعد سر الكون، فشمس الكون هي العلم والمعرفة، وكان الآباء المخيتاريون سرا من أسرار هذا النور".

أضاف: "منذ العام 1701 في القسطنطينية مع الراهب مخيتار، كرست الرهبنة نفسها لتنوير الأمة الأرمنية، لتكبر وتصبح مركزا روحيا وتعليميا وأدبيا وثقافيا، ورهبنة المخيتاريين لعبت دورا لا يقدر بثمن، في الحفاظ على الهوية الأرمنية. وقد أحاطت هذه الرهبنة الجاليات الأرمنية في عدة مدارس، لاقتناعها بما للعلم من أهمية، ولها الفضل الأكبر في الحفاظ على الانتماء الوطني. وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي نمر بها في لبنان، وأزمة إقفال المدارس وأزمة القانون 46، كما أشارت السيدة ريتا، نرى الرهبنة كمؤسسها، تمشي الى الأمام، حيث الناس راجعون، تفتتح أبواب هذه المدرسة في الروضة، في فترة زمنية قصيرة جدا، من آذار الى أيلول، إنجاز كبير، وما شاهدناه في العرض إنجاز كبير، وما رأيناه على الأرض، شكرا مونسنيور، شكرا ريتا، شكرا لكل إنسان ساهم في هذا البناء لنصل الى حيث نحن الآن، ويكون لدينا مؤسسة على تلة، حيث لا تزال هناك فسحة خضراء، وشكرا لمن ساهم في هذا النجاح".

وتابع: "هذه المدرسة معترف بها من وزارة التربية وملفها على قدم وساق في وزارة التربية، وتضم من صف الروضة الى النهائي، نقول لمن يشكك بها: هذه مدرسة على منارة وان شاء الله تصبح منارة، وكما شاهدنا في العرض، إن شاء الله تكون منارة لكل المؤسسات المحيطة بها".

وقال: "أود أن أشير الى عامل أساسي في بناء المجتمعات ألا وهو، ليس البناء الحجري لمدرسة هو الأساس، إنما بناء النفوس والقيم والمبادئ، أو حب الوطن، فالوطن مدرسة والأم مدرسة والمعلم بحد ذاته مدرسة، فكيف لو كان راعي هذا الصرح هو الذي أنشأ وبنى، علم وربى وسعى لإنجاز بحجم الوطن.
لكم جل الإحترام يا بناؤو الأجيال. نعم سوف يذكر التاريخ من بنى مصنع سلاح، لكنه سيذكر أكثر من بنى صرح علم، سيذكر التاريخ من علم الإدمان وشرع الظلماء والبغضاء، لكنه سيذكر أكثر من علم الصرف والنحو والفيزياء والرياضيات".

وختم: "لكم التاريخ إشراقة مستقبل في لبنان الذي لن يموت".

عازار

بدوره قال الأب عازار: "أطلعني المونسنيور سولاحيان على مشروع تجديد هذه المدرسة لتنطلق إلى الأمام في خدمة وطننا لبنان والحفاظ على الأصالة الأرمنية التي نعرفها. وأفرحني كثيرا أنه انتقى السيدة ريتا بوياجيان لتكون مديرة هذه المدرسة، أنا سعيد بأن أكون معكم هذا المساء وقد شرفتني السيدة ريتا مرتين: مرة عندما دعتني الى هذا الإحتفال ومرة ثانية عندما طلبت مني كلمة في غياب من كان يجب أن يتكلم، صاحب السيادة، وبالتالي، فانا لست صاحب سيادة. أنا خادم للمدارس الكاثوليكية في لبنان، أنا الخادم لكل لبنان وللأسرة التربوية فيه".

أضاف: "صحيح أننا نعاني، نعاني هذه الأيام ونعاني كثيرا من اتهامات، من كلمات، من أقاويل، من إشاعات، ولكننا عندما نرى أن مؤسسة كما قال نزار قباني "تطلع من تحت الردم"، "قومي من تحت الردم"، تقوم لكي تؤدي خدمة تربوية، إنسانية، إجتماعية، وطنية، قيمية، هذا يفرحنا، ويعيد الينا بعض الأمل أن المدرسة هي الأساس في بناء الأوطان. أن المدرسة هي العامود الفقري لكل مؤسسات الدولة، ولكل مؤسسات المجتمع المدني، ولكل مقومات أي وطن أو أي مجتمع".

وتابع: "حرام ما يحدث اليوم لمدارسنا الخاصة في لبنان وتحديدا المدارس الكاثوليكية. المعركة ، أيها السادة، هي معركة حرية التعليم. ونحن عشاق الحرية. من الأرمن تعلمناها. من نضالنا، في هذا الوطن، تعلمنا الحرية، وسنبقى نناضل من أجل كل الحريات وتحديدا حرية التعليم. ولن نقبل أبدا بأن تقفل مدارسنا لاننا عندما نقفل مدرسة، نبني سجونا ونترك الأمور تسير الى حيث ما لا نرغب، وما لا نريد".

وختم: "نعم، سعيد أنا هذا المساء. فهنيئا لبلدية الجديدة البوشرية السد بمدرسة تنشأ من جديد في وقت، يا سعادة رئيس البلدية، تحارب الدولة المؤسسات الخاصة والمدارس الخاصة".

وتوجه الى الأشقر بالقول: "أناشدك أن تضرب بيد من حديد، لكي تقف بوجه القوانين الجائرة التي تسبب الفتنة ما بين الأهل والمعلمين والمدارس وبالتالي ستضرب الثلاثة معا، أي الأسرة التربوية معا. أضرب بيد من حديد في مصلحة التعليم الخاص، لكي تكون مدارس لبنان على شاكلة هذه المدرسة التي نحن الليلة في صدد إطلاقها وفي صدد تبريك عملها لتنطلق دوما الى الأمام".

أضاف: "من يجب أن يقوم بعملية إصلاح القطاع التربوي هي الدولة اللبنانية الواجب عليها أن تحترم المدارس التي تقوم بواجباتها خير قيام والتي تلتزم القوانين والتي لا تضع الوزنات بالعشوائية"، مطالبا "بإقفال كل المدارس التي لا تقوم بالرسالة التربوية وبتنشئة المواطن اللبناني"، لافتا الى "ان مدارسنا الكاثوليكية الفرحة اليوم بأن تنضم إليها مدرسة جديدة هي ملتزمة أمران: التنشئة على الحرية، وحماية العيش المشترك في لبنان".

وختم: "هنيئا للكنيسة الأرمنية وللشعب الأرمني في لبنان، بل هنيئا للبنان بهذه المدرسة".

وتخللت الحفل وصلات فنية غنائية للسوبرانو شوغيك طوروسيان، السوبرانو أولغا الكيك الكعدي، والتينور شربل الكعدي.

صورة editor12

editor12