التبويبات الأساسية

شهدت بلدة الجية (ساحل الشوف) اضطراباتٍ تزامنت مع زيارة نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني يوم السبت الماضي. الزيارة غير الرسمية والشخصية رافقتها العديد من الشائعات التي تحدثت عن منع حاصباني من الدخول إلى مقام النبي يونس في الجية بأمرٍ من "حزب الله". وأمس، فقد زار مسؤول قطاع الجبل في الحزب بلال داغر البلدة. وفيما ربط البعض الزيارة بما حصل مؤخراً من إشكالات فإن مصادر "حزب الله" في الجية أكّدت لـ"لبنان24" أن "هذه الزيارة أتت في إطار طبيعي له علاقة بمراسم وداع شهر رمضان".

زيارة حاصباني شملت عدداً من أبناء البلدة ومجموعة المعارضة للبلدية. يقول أحد الناشطين أنّ "ممثل "حزب الله" في بلدية الجية الشيخ يونس بركات، أعطى الأمر بإقفال أبواب المقام أمام حاصباني عندما علم بأمر زيارته"، موضحاً أنّ "الأخير قرّر إلغاء هذه الزيارة إلى المقام تجنباً لأي احتكاك". ولفت إلى أنّ "قرار حاصباني بزيارة المقام جاء بناء لطلب عدد من عائلات الجية القاطنين في منطقة المقام، وكان ذلك بالتنسيق مع أحد مخاتير البلدة"، معتبراً أنّ "ما حصل لا يستهدف حاصباني، بل يستهدف معارضي البلدية لأنهم سيحضرون برفقته".

أمّا بركات وفي إتصالٍ مع "لبنان24" فأكّد أنّ "ما يشاع في الجية عن اقفال المقام عارٍ من الصحة"، موضحاً أنّ "حاصباني لم يطلب الإذن من البلدية أو من لجنة الوقف لزيارة المقام، علماً أن الأخير لم يأتِ إلى منطقة المقام أصلاً، والمقام مفتوح لأي شخص ولكن يجب إعلام اللجان المعنية بذلك مسبقاً". من جهته، نفى مسؤول "حزب الله" في الجية أبو علي الحاج حسن لـ"لبنان24" علاقة الحزب بما حصل.

ويوم الأحد، جال عضو كتلة "لبنان القوي" ماريو عون في الجيّة، وعقد لقاءات مع عددٍ من أبناء البلدة. وبحسب مصادر مشاركة في اللقاءات، فإنّ عون أكّد أمام الحاضرين أن "رئيس البلدية سيعود لممارسة مهامه كالمعتاد بعد تحسّن وضعه الصحي"، موضحاً أن "المعنيين أبلغوه أنّ لا شيء يدين البلدية ورئيسها، التي تواجه ملفات شبهات فساد في القضاء.
كلامُ عون استنكره عددٌ من الناشطين في البلدة، حيث اعتبروا أنّه "يتدخل مجدداً لتغطية شبهات الفساد في البلدية، علماً أن "التيار الوطني الحر" كلّف وزير المهجرين غسان عطالله بمتابعة الملف"، متسائلين عن حيثيات هذا الأمر الذي يفتح الباب أمام علامات استفهام عديدة. مصادر قيادية في "الوطني الحر" أكّدت لـ"لبنان24" أنّ "القضاء سيكشف كل الملفات المتعلقة بالجية، وأكبر دليل على صوابية هذه المعركة هو وجود جورج القزي خارج البلاد، ولا يمكن لأي أحد أن يغطي الفساد كائناً من كان".

إلى ذلك، فإنّ فاعليات في الجية رأت أن "حركة أمل" بالتعاون مع "حزب الله"، نجحت في حماية البلدية من "هجمة" الحزب التقدمي الإشتراكي عليها وذلك من خلال تفويض نائب القزي وسام الحاج مهام تسيير شؤون البلدية. الكلامُ هذا أثار ضجّة في الاوساط السياسية في البلدة، الأمر الذي استدعى خروج مسؤول الحركة في الجية علي بركات للتأكيد على "متانة الحلف بين حركة "أمل" والحزب التقدمي في إقليم الخروب، وتحديداً في الجية".
بركات وفي اتصال مع "لبنان24" أكّد أن "لا خلاف مع أحد في الأمور التي تخصّ البلدة، كما أن الاختلاف في وجهات النظر يبقى قائماً وهذا أمر طبيعي".
من جهتها، أكدت مصادر "الإشتراكي" لـ"لبنان24" أنّ "العلاقة مع حركة "أمل" متينة وهذا ما يحرص عليه دائماً جنبلاط"، موضحة أنّ "الحزب لن يتهاون مع أي ملف فساد، ولا يمكن لأي أحد أن يغطي فساداً في بلدية الجية، والقضاء سيوضح كل شيء".

“لبنان 24”

صورة editor14

editor14