التبويبات الأساسية

ليس جديداً على بعض الإعلام المغرض أن يتحول إلى أداة جريمة بحق الإنسانية فكيف إذا توجه بالاتهام نحو مؤسسة إنسانية يلطخ اسمها مستخدما أرخص الأساليب الوضيعة؟ نحن في زمن اللاأخلاق واللاضمير واللاإيمان زمن المتاجرة بالقيم واستبدالها بالرياء والكذب والجري السريع نحو الشهرة بالتشهير واللمعان بتلميع ما هو بالٍ وعارٍ عن الاستخدام وعن الصحة.
تتقدم سيارة الإسعاف ببطء يترجّل منها المسعفون يطلقون الإيحاءات المفرطة اهتماماً لإنقاذ مريض الكوفيد الذي كان قد فارق الحياة للأسف قبل وصولهم مدخل طوارئ المستشفى..
لما كل هذه المسرحيّات الرخيصة والسخيفة التي ان دلّت على شيئ تدل على ضرب احتيال في امور مجهولة الغاية وهناك علامات استفهام حول مصلحة من تكمن قضيّة رمي الاتهامات جذافاً وذر الرماد في العيون لتضليل الرأي العام ووضع طاقم طبيّ في مستشفى خاص تعامل بكل وعي وبادراك وتفان لتفادي مجزرة كورونا التي أوشكت ان تحصل داخل المبنى!!؟؟ في دائرة الاتهام العشوائي.

في الواقع، يرد اتصال من غرفة العمليات التابعة للصليب الأحمر للبناني يسأل عن امكانية استقبال مريض “كوفيد” فكان جواب المستشفى بعدم قدرتها على ذلك لأسباب موجبة وبالأحرى اشغال 4 أسرّة مخصصة للكوفيد على علم وزارة الصحّة ووجود حالات سلبية لكنها حرجة في غرف الطوارئ..

إلّا أنه بعد حوالي الربع ساعة تصل سيارة الإسعاف دون اي اشعار او انذار ليترجل منها المسعفين وعلى وجوههم تفهم أن ما حصل قد حصل للأسف بأن المريض قد لفظ انفاسه الأخيرة.. رغم ذلك همّ اثنان منهم لمحاولة إنقاذ بائسة (AR) لدقائق معدودة وبعدها تركوه محاولين إقناع احد افراد الطاقم الطبي الخاص بالمستشفى لإدخاله من باب الطوارئ والرجل ميت أصلا. يأتي بدوره المسؤول في المؤسسة ويشرح لهم من جديد عدم قدرة المستشفى على ذلك للأسباب التي ذكرت، فما كان من أحد افراد الصليب الاحمر إلا التهجم ولكم الممرضين والصراخ بشكل مخيف ومحاولة اقتحام المدخل عنوةً وكان صراخه مصحوباً بعبارات نابية تقشعر لها الابدان مما اضطر بعض المصطحبين مرضاهم التدخل لتهدئته.. بعد كل محاولات الاقناع من الفريق الطبي وحتى بعض الموجودين الذي كان لهم حصة من الاعتداء، ورغم محاولات متكررة لإقناع افراد الصليب الاحمر باستحالة استقبال المريض “المتوفي”، اشتد التهجم على فريق المستشفى فتقدم حكيم ومسعف الى باحة المستشفى في الخارج محاولين انقاذ المريض لكنه كان مفارقا للحياة فعلا.

هنا تستوقفنا عدة أسئلة مشروعة:
- هل يحق للصليب الأحمر “المؤسسة التي نكنّ لها كامل الاحترام والتقدير” ادخال مريض عنوة على مستشفى تم التواصل معها وابدت مسبقا عدم قدرتها على استقباله؟
- هل يحق للصليب الأحمر إرغام المستشفى على إدخال متوفٍ مصاب بكورونا وزجّه بين السليمين من الكوفيد والحرجين بحالات أخرى؟
- هل يمثل ذلك الفرد المتطوع في الصليب الأحمر المؤسسة الإنسانية التي يحمل اسمها ككل؟
طبعا لا هو حالة استثنائية طبعاً، في تصرفاته الهمجية واستخدام الألفاظ البزيئة وفرض القوّة...
- اذ كان فعلا المريض مازال على قيد الحياة قبل وصوله المستشفى؟ لماذا تعمّد الصليب الاحمر ألّا يمر على مستشفى تقربه جغرافيا أكثر (على طريقه) من هذه المستشفى؟؟
الجواب هو : هون بيقدر (يعمل ابو علي) هونيك لا ( بياكل اتله )
- عند وصول سيارة الإسعاف لم يكن المسعفين يقومون بأي حركة تدل على اهتمامهم بالمريض... ما الشيء الذي أثار حفيظتهم لتصوير فيديو محاولة الـ AR؟ على الطريقة الهوليودية؟ عندما عجزت المستشفى من استقباله؟
- ما هو الدافع الذي يهدف إلى نسف مؤسسات انسانية لها باع وتاريخ طويل بتقديم أفضل الخدمات الاستشفائية؟ أم لم يعد يهم الجهات المسؤولة مراكز الاهتمام بالسلامة الانسانية حيث أصبحت عرضة لكل مغرض وسهلة المنال؟ منذ متى أصبحت مراكز العناية الصحية مرتعاً للنفوس الضعيفة وصيد سهل للإعلام المدفوع ...؟ ان لم يعد هناك احتراماً للقيم اتركوا لنا مكان ننام فيه عندما تنهكنا الأمراض نلجأ إليه ساعة لا يعلم بوجعنا إلا الله وطبيب صاحب ضمير وممرض يحملنا ويساعدنا لحظة تكون كل العيون نائمة هو يسهر على راحتنا، اذا كان لا بد من محاكمة فحاكموا الإعلام الموجه المرتشي عديم الانسانية حاكموا هؤلاء تجار الضمير والقيم.. تجار الإنسانية..

صورة editor3

editor3