وقع "إتحاد بلديات الضنية" و"جهاز الطوارىء والإغاثة" التابع ل "الجمعية الطبية الإسلامية"، بروتوكول تعاون بينهما، في حفل أقيم في "مجمع الضنية للرعاية والتنمية" في بلدة سير، في حضور النائبين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، النائب السابق أسعد هرموش، النائب السابق جهاد الصمد ممثلا برئيس بلدية بخعون زياد جمال، النائب السابق مصباح الأحدب ممثلا بوسيم عبيد، منسق "تيار المستقبل" في الضنية نظيم الحايك، رئيس "الجمعية الطبية الإسلامية" محمود السيد ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
دبوسي
وأكد رئيس جهاز الطوارىء والإغاثة عبد الله دبوسي في امناسبة أن "للنجاح الحقيقي المستدام شركاء وبناة عديدين، وغاية مشتركة واحدة، فمن أراد الشراكة المثمرة والنجاح الدائم، عليه إتباع أركان الشراكة المتمثلة في وجود شركاء تجمعهم قواسم مشتركة، من أفكار وقيم وأهداف ورؤى واضحة، وعلاقات متينة وثقة متبادلة بين الشركاء، وإرادة حقيقية وإصرار على النجاح".
ورأى أن "كل هذه الأركان لمسناها وخبرناها في اتحاد بلديات الضنية..." معتبرا أن "توقيع البروتوكول هو نتيجة طبيعية للسلسلة من الأنشطة الميدانية المشتركة بغية إقامة تعاون مشترك في شتى الصعد، بهدف تفعيل الأعمال والأنشطة، في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والدفاع المدني، وحالات الطوارىء والإغاثة وإدارة الكوارث والزلازل والأنشطة البيئية والتوعية الصحية، والإستفادة من الإمكانات اللوجستية والخبرات والمعطيات البيانية المتوافرة لدى الإتحاد، والجهوزية الميدانية لدى الجهاز".
وأشار إلى أن "12 عاما مرت على تأسيس جهاز الطوارىء والإغاثة، نفذت خلالها آلاف المهام الإسعافية والإنسانية، في الحرب كما في السلم، لم يبخل فيها أهلنا في طرابلس والضنية والقلمون وعكار في تقديم فلذات أكبادهم، شبانا متطوعين في الأعمال الإسعافية والإنقاذية، على رغم المخاطر التي تحدق بها، والظروف الصعبة التي مرت بها منطقتنا، ويبقى التحدي الآخر ألا وهو تغطية التكاليف المالية الكبيرة ليقوم الجهاز بواجبه الإنساني تجاه أبناء الشمال والوطن".
سعدية
ومن ثم ألقى رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية كلمة نوه فيها بجهاز الطوارىء والإغاثة إدارة ومسعفين، معتبرا أن "توقيع إتفاق البروتوكول مع الجهاز هو أحد أهم مشاريع الإتحاد، في بلد تكاد تنتهي فيه كل الأمور المتعلقة بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان والمواطنة، ويعمه الفساد والمحسوبيات".
وأسف لأن "السلطة المركزية عزلت الضنية ووضعتها خارج إهتمامها، حتى باتت معاناتنا لا تعد ولا تحصى، وتوجب علينا دفع أثمانا غالية وكثيرة للإهمال وعدم المسؤولية".
وأشار إلى أنه "عندما قالوا لنا إن الحكومة ستعقد جلسة لها في طرابلس، قدمنا طلبا واحدا إليها لإدراجه والموافقة عليه، وهو تنفيذ شبكة صرف صحي في قرى الضنية، وهو طلب أعتقد أنه لن يمر، على رغم أننا منذ 1998 عندما كنا في تجمع بلديات الضنية، قبل تأسيس الإتحاد، قمنا بمراسلات كثيرة مع وزارة الطاقة والمياه لكن بلا جدوى، ولم نلق أي اهتمام؛ وفي حين أن منطقة الشوف دشنت عام 2004 آخر محطة للصرف الصحي فيها، فإن الضنية لم ينفذ فيها أي مشروع صرف صحي، ولا محطة تكرير".
ولفت إلى "معاناة الضنية في مجال الإستشفاء، والتسرب المدرسي، والتعليم المهني"، مشيرا إلى أن قرى الضنية "لم تحصل إلا على 272 لمبة تعمل على الطاقة الشمسية، بينما وزعت في لبنان 28 ألف لمبة، أنارت بعضها الجبال والأودية والغابات، بينما الإنسان في منطقتنا لا ينال حقه في هذا المجال".
ورأى أن "جهاز الطوارىء هو من الجهات القليلة في الضنية التي تعمل إنسانيا في المنطقة، ونحن مسرورون بتوقيع إتفاق البروتوكول معه بعدما شاهدنا في وضوح نشاطاته الإيجابية، وهو جهاز نحن في حاجة لأجهزة أخرى مثله تعمل في الضنية، لجهاز يعمل ويوحد، لا يقسم ولا يفرق، لجهاز يلم الشمل وينبذ الفرقة"، مؤكدا أن "هذا مشروعنا في إتحاد بلديات الضنية، الذي يعتبر في طليعة إتحادات البلديات في لبنان والشرق الأوسط".
وأوضح أن "جهاز الطوارىء والإغاثة في حاجة لمساعدات كثيرة، ونحن في هذا المجال في صدد تأمين سيارتي إسعاف له مقدمتين من الحكومة التركية، ثمن كل واحدة منهما 280 ألف دولار، الأولى لإسعاف المرضى والثانية لنقل الموتى".
بعد ذلك أبرم سعدية ودبوسي بروتوكول التعاون في حضور رئيس "الجمعية الطبية الإسلامية" محمود السيد، قبل أن يتبادلا تقديم الدروع التذكارية، إضافة إلى تقديم درع تكريمي إلى عائلة رئيس فرع الجهاز في بلدة سير الراحل عبد الله يونس، ومن ثم أقيم حفل كوكتيل في المناسبة.