وداعا يا أطيب الأطباء
المحب دكتور كميل طويل.
بالأمس عيون اغرورقت بالدموع،
ودموع هطلت، وقلوب تمزقت،
عند زف خبر رحيلك إلى عالم
الاخيار والابرار، بجوار ربك
الذي احبك،واحببته وعملت بوزناته العشرة، مؤمنا بأن الطريق
إلى الله تكمن في خدمة الإنسان ،عطاء ومحبة وتضحية.
عرفناك كتلة من الفكر العميق
الغور والعمل، نشاط لا يتوقف ولا يهدأ. أثبت وجودك في كل
مشروع تجدد واصلاح وانماء
وطني، سياسي واغترابي.
كنت دفاق الفضول إلى المعرفة
والثقافة ،ملتهب الحماسة،طبيب
نطاسي،وصفاتك الطبية أمل وعزاء وشفاء.
مغترب ناجح سطع نجمه في
الجامعة اللبنانية الثقافية في
العالم،إذ أثبت وجودك في كل ندوة ونشاط، وتراست مجلسها
الوطني في فرنسا، وحصنته من
عواصف السياسة اللبنانية
والطائفية العمياء، وأكدت رسالة
الجامعة حضورا، وحوارا ومراسلة، وبذلت كل الجهود البناءة لنهضتها رغم كل العقبات، التي كانت آنذاك، قائمة
بين وزارة المغتربين المنحلة
واستقلالية الجامعة والانتشار عن إدارات الدولة في لبنان.
لم ننسى مواقفك الوطنية ومساعيك الحميدة لوحدة الجامعة، ولم الشمل، والحفاظ على لبنان موحدا بجناحيه المقيم والمغترب. كنت السباق
بغيرتك على الجامعة كمؤسسة
اغترابية أم، ذات جذور لبنانية
حاضنة للمتحدرين، وحصنا منيعا
للدفاع عن قضايا لبنان،
ها هي اليوم تبحث عن امثالك،
وقد فقدت وحدتها ووأدت رسالتها، وانت القائل بصدق وحكمة وإخلاص: لكي تعود الجامعة إلى اصالتها يجب أن تعودوا بها اربعين سنة إلى الوراء.
مؤلم رحيلك، وانت ابتسامة الصباح لكل إنسان، الود في
حروفك ،والحب والوفاء في
كلماتك .
الوطن عاشق لامثالك اذ يقدر
فيهم عاليا الثقافة والتفاني في سبيل الإنسان والله والوطن.
ستبقى في قلوب محبيك والأصدقاء عبرة للوفاء،
رحمك الله وتغمدك في رحاب
جنته.
الجامعة اللبنانية الثقافية في
العالم. عودة إلى الجذور
أنطوان بو عبود حرب