عادت أكبر مهمة علمية تنفذ في القطب الشمالي، بعد عام من البحوث في شأن التغير المناخي في هذه المنطقة، إلى مدينة بريمرهافن في شمال غرب ألمانيا، وفق ما أعلن معهد ألفريد-فيغينر الألماني اليوم.
وقالت مديرة المعهد أنتيي بويتيوس إن كاسحة الجليد بولارشتيرن "عادت. قلبي ينبض بقوة، لطالما انتظرت هذه اللحظة"، لدى رسو المركبة في الميناء مع أسطول من السفن وجمهور احتشد منذ الصباح الباكر على الأرصفة.
وقد جمعت المهمة بيانات وافية خلال الأشهر التي أمضتها السفينة في المياه المتجمدة في القطب الشمالي، ما يعد بإفشاء معلومات قيمة عن التغيّر المناخي.
وتسنى لعلماء خلال الصيف أن يعاينوا بأنفسهم مدى انحسار الكتلة الجليدية في المنطقة القطبية الشمالية التي يعتبرها الخبراء "بؤرة الاحترار العالمي"، حسبما قال رئيس المهمة ماركوس ريكس.
وفي خلال 389 يوما، عكفت هذه المهمة التي أطلق عليها اسم "موزاييك" على درس كل من الغلاف الجوي والمحيط والكتلة الجليدية والنظام البيئي لجمع معطيات من شأنها تقويم انعكاسات التغير المناخي على المنطقة والعالم أجمع.
ومن المرتقب أن يستغرق التحليل الكامل لهذه المعطيات الثمينة سنة أو سنتين. ويقضي الهدف باستنباط نماذج لاستشراف المناخ بغية تحديد كيف ستكون موجات الحرّ والأمطار الغزيرة والعواصف مثلا في خلال 20 أو 50 أو 100 سنة.
ومنذ انطلاق البعثة من ترومسو النروجية في العشرين من أيلو 2019، واجه العلماء أشهرا طويلة من الظلام المطبق ودرجات حرارة تتدنى إلى 39,5 درجة تحت الصفر وتلقوا زيارات من نحو عشرين دبا قطبيا.
وفي الربيع أتى وباء كوفيد-19 ليزعزع سير المهمة واضطرت الفرق الى البقاء شهرين إضافيين في القطب الشمالي.
وفي الحصيلة، شارك في هذه المهمة مئات الخبراء والعلماء من 20 بلدا أقاموا على متن السفينة التي سارت مع التيار المحيطي الممتد من الشرق إلى الغرب في المحيط المتجمد الشمالي.