هذا الأسبوع سيكون حاسماً في ما يخصّ إقرار مشروع تقليص الدروس والمحاور في المناهج التعليمية، وبتّ مصير الكتاب الرسمي الرقمي والتدريب. هذا ما أكّده لـ«الأخبار» رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتكليف جورج نهرا، مشيراً الى أنه رفع، نهاية الأسبوع الماضي، مشروع التقليص في كل المواد إلى وزير التربية طارق المجذوب للمصادقة عليه قبل نشره على الموقع الإلكتروني.
وبحسب نهرا، يقضي التقليص بخفض عدد أسابيع التعليم من الصف الأول أساسي حتى الثانوية العامة، من 26 أسبوعاً إلى 13 – 15 أسبوعاً، أي النصف تقريباً، عبر حذف المسائل غير المتصلة بشكل وثيق بالحياة اليومية للتلميذ وتلك التي ليس لها صفة التسلسل مع الصف الأعلى، نافياً أن يكون هناك توجه لإلغاء مواد دراسية بكاملها.
«تقصير» المناهج كان شبه منجز عندما تسلّم نهرا مهمات رئاسة المركز، «لكن جرى تأخير تسليمه إلى الوزير، وقد أصررت على تسليمه خلال 3 أيام من عملي في الرئاسة بعد وضع اللمسات الأخيرة عليه»، مشيراً إلى أنّه سيجري تدريب الأساتذة على تقليص المناهج، علماً بأن الرئيسة السابقة للمركز ندى عويجان أكدت سابقاً أنّ «المركز هو صاحب التوجّه بالتقليص، والتأخير سببه الوزير».
أما في ما يتعلق بالكتاب الرقمي، فقد بات في مراحله الأخيرة، إذ بدأ مكتب التجهيزات التربوية الذي يرأسه نهرا بإنجازه منذ كانت عويجان في رئاسة المركز، وسيكون على شكل e-book يتسنّى للجميع تنزيله مجاناً. وأوضح نهرا أنه سيجري استخدام Microsoft teams كأداة جرى تدريب الأساتذة عليها في التعلم عن بعد. ولفت إلى أن هناك عدة منصات يمكن أن يستخدمها المركز للموارد الرقمية مثل moodle وd-space، ويمكن تفعيلها بدلاً من شراء منصة بملايين الدولارات، علماً بأن منصات المركز كلّفت أموالاً ولم تستخدم، وسيكون هناك دور للأساتذة والمدربين لإنتاج موارد ملائمة للمنهج وللطلاب. ويتابع مكتب الإعداد والتدريب دورات تدريبية للأساتذة على الموارد الرقمية والتعليم عن بعد والدعم النفسي والاجتماعي للأهل والطلاب والإداريين.
وبالنسبة إلى الكتاب المدرسي الورقي، قال نهرا «إننا نحتاج إلى إذن من الوزير لعقد تلزيم بالتراضي بعد فشل المناقصة مرتين بسبب تدني سعر الليرة مقابل الدولار. وسنعقد هذا الأسبوع جلسات طارئة لمناقشة كيفية متابعة الموضوع فيما لو تألفت حكومة جديدة، وبالتالي العمل للحصول على دعم مصرف لبنان للورق والحبر والكرتون. الأمر ليس بهذه السهولة ومطلوب قرار من الحكومة».
ولكن، كيف سيتأمن التعليم الحضوري فيما لو لم يحصل ذلك؟ بدا نهرا مراهناً على تأمين جهاز كومبيوتر لكل تلميذ لاستخدام e-book في الصف! وهو أمر لا يبدو واقعياً حتى الآن، فالأجهزة لم تؤمّن بعد رغم طلبات الاستغاثة المتكررة من الوزير للجهات المانحة. كما أن العودة إلى الصفوف لا تصطدم بالكتاب المدرسي فحسب، بل إن صناديق المدارس الرسمية فارغة وغير قادرة على شراء المستلزمات الضرورية لتسيير العام الدراسي.
على خط آخر، علمت «الأخبار» أن عويجان أرفقت الدعوى التي رفعتها أمام مجلس شورى الدولة ضد إقالتها من رئاسة المركز بطلب طعن برئاسة نهرا، وينتظر أن يصدر قرار المجلس في الملف نهاية أيلول الجاري.