كتب ن: مع إنقضاء عطلة الأعياد، وبغضّ النظر عن إنحراف التركيز في الأيّام القليلة الماضية إلى موضوع مرسوم منح أقدمية سنة لضُبّاط دورة العام 1994، فإنّ الإهتمام خلال مطلع العام 2018 الجديد وطوال النصف الأوّل منه، سيكون على موضوع الإنتخابات النيابيّة، وحُكمًا على مسألة التحالفات الإنتخابيّة وتركيب اللوائح النهائية. فما هي المعلومات المُتوفرة حتى اليوم بهذا الشأن؟
بحسب أوساط سياسيّة مُطلعة، إنّ الأسابيع القليلة المُقبلة حاسمة لتحديد الأسماء النهائية للمُرشّحين والصيغ النهائيّة التي سترسو عليها التحالفات الإنتخابيّة في مُختلف الدوائر، حيث من المُتوقع أن تُواصل الأحزاب السياسيّة خلال كانون الثاني الحالي إختيار وإعلان أسماء مُرشّحيها في كل المناطق، لتتناول عندها المُفاوضات بين القوى السياسيّة المُختلفة خلال شهري شباط وآذار مسألة التحالفات وتفاصيل تركيب اللوائح وتوزيع المقاعد والحصص ضُمن كل لائحة وفي كل دائرة.
ولفتت الأوساط السياسيّة نفسها إلى أنّ التحالفات الثابتة على إمتداد الخريطة اللبنانية ستكون أقلّ بكثير عمّا كانت عليه في آخر دورة إنتخابات نيابيّة في العام 2009، وهي حتى هذه اللحظة محصورة بقوى مُحدّدة، يأتي في طليعتها "الثنائي الشيعي" حيث أنّ مسألة خوض كل من "حزب الله" و"حركة أمل" المعركة الإنتخابيّة ضُمن لوائح موحّدة في كل المناطق التي يُوجد فيها ثقل شعبي شيعي حُسمت والأمور تسير بثبات على خط إنتقاء المرشّحين بعيدًا عن الإعلام.
ومن الأمور المحسومة سلفًا أيضًا، قرار "حزب الله" بدعم مجموعة من الشخصيّات الحليفة، خاصة ضُمن البيئة السنّية، حيث يجري العمل حاليًا على تأمين أفضل الفرص لنجاح هؤلاء في دوائر ستشهد معارك إنتخابيّة قاسية، من خلال حسن إختيار تركيب اللوائح والتحالفات.
وأضاف الأوساط نفسها إلى أنّه في المُقابل، فإنّ الكثير من القوى السياسيّة لم تحسم تحالفاتها الإنتخابيّة حتى اليوم، في إنتظار ما ستحمله الأيام المُقبلة من تطوّرات على مُستوى العلاقات السياسيّة الشخصيّة من جهة، ومن تفاوض على الحُصص والمقاعد من جهة أخرى، من دون إسقاط عامل التدخلات الإقليميّة على أكثر من صعيد والذي من شأنه أيضًا أن يترك تأثيراته الكبرى على تركيب بعض اللوائح. وأوضحت أنّ كلاً من "تيّار المُستقبل" و"التيار الوطني الحُرّ" مَعنيان أكثر من سواهما بمسألة حسم الخيارات الإنتخابيّة الكُبرى، لأنّ أي تحالف ثنائي بينهما، سيترك إنعكاسات بالغة الأهمّية على باقي تحالفاتهما وحتى على التوازن السياسي في لبنان.
ناجي سمير البستاني "الديار"