تحت عنوان قلق لبناني من المواجهة الدوليّة المحتملة لتسهيل عودة النازحين، كتب جورج شاهين في "الجمهورية": مقابل تراجع الحديث عن إمكان تشكيل الحكومة، قفزت أزمة النازحين السوريين إلى الواجهة من جديد، وسُجِّلت حركة مشاورات بين لبنان والأمم المتّحدة على وقع تجدّد الاشتباك مع وزارة الخارجيّة عشيّة سفر الوزير جبران باسيل إلى موسكو الأحد المقبل، تزامناً مع تراجع حديث الروس عن مبادرتهم، وحماس سوري مفاجىء لاستقبال النازحين. فإلامَ يقود هذا الخليط من المواقف؟
تزامناً مع انشغال العواصم الكبرى بالحرب الاقتصادية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل متدرّج، على أكثر من دولة وكيان اقتصاديّ بدءاً بالعقوبات على إيران، ومن بعدها على موسكو وتركيا، ومن قبلها كلّها على كلٍّ من الصين وكندا وألمانيا، بدأت الانعكاسات السلبيّة تظهر تدريجاً على ساحات المواجهة المفتوحة بين مختلف هذه القوى التي تسعى الى التكتّل في مواجهة واشنطن.
ليس صعباً على العديد من المراقبين الاقتصاديين والخبراء، استشراف ما رماه الرئيس ترامب من مسلسل العقوبات الاقتصادية والجمركية التي فرضها على هذه الحكومات. فقد عبّرت أرقام مراكز الدراسات الأميركية عن حال الاقتصاد ومستوى قوّة الدولار الأميركي عن العديد منها. فالعقوبات لم تشمل حكومات الدول المستهدفة فحسب، بل شملت الشركات الدوليّة العابرة لكلّ هذه الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية مخيّراً إيّاها بين ضمان مصالحها ربطاً بالاقتصاد الأميركي أو الاحتفاظ بعلاقتها مع الدول التي تعرّضت للعقوبات، وهو ما يوحي بإمكان زيادة حال التوتر بين واشنطن وهذه الدول التي ستضطرّ الى استخدام ما تمتلكه من قوة، اقتصادية كانت أم عسكريّة أم دبلوماسيّة في مواجهتها.
ويبدو للكثير من الخبراء الاستراتيجيين والاقتصاديين انّ الساحة السورية ستكون الأكثر تأثّراً بين الساحات العالمية عموماً والشرق أوسطية خصوصاً. فعليها تتقاطع وتلتقي مصالح واشنطن والدول التي تستهدفها جميعها. وهو ما يمكن رصده بسهولة من خلال تعثّر كلّ المساعي الهادفة الى الحلول السياسية ولاسيّما المبادرة الروسية لإعادة 7 ملايين ومئة ألف سوريّ من النازحين السوريين المنتشرين في 46 دولة في العالم، عدا دول الجوار السوري، الى بلادهم.
(جورج شاهين - الجمهورية)