التبويبات الأساسية

كتبت ناتالي اقليموس في صحيفة "الجمهورية": لولا صور الكتب والحقائب المدرسية التي تغزو لوحات الإعلانات على الطرقات، لا شيء يوحي بأنّ السنة الدراسية ستبدأ، فقطاع التعليم الخاص يرزح تحت أزمات "بالجملة" من ارتفاع الاقساط إلى غياب مصادر تمويل الدرجات الست للأساتذة. أما التعليم الرسمي فجمر تحت الرماد، بعدما أعلن نحو 15 ألف أستاذ متعاقد في الاساسي والثانوي "انتفاضة تثبيتهم"، ويستعدون لنصب خيم اعتصام في أيلول أمام وزارة التربية والتعليم العالي للبت بمطلبهم.

طفح كيل الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي ولم يعودوا يكتفون بأن تُحدد لجنة التربية والتعليم العالي مواعيد لمواصلة بحثها في قضيتهم، مؤكدين: «إنتظرنا كثيراً وزمن الانتفاضة بدأ»، ملوّحين بأنّ العام الدراسي قد لا يبدأ ليُستكمل، ما لم يُرفع الظلم عنهم.
في التفاصيل
مواضيع ذات صلة
الاساتذة المتعاقدون قطعوا الطريق في رياض الصلح بالتزامن مع جلسة اللجان النيابية التي ارجأت البحث في بند الاساتذةالاسمر يدعو الى تثبيت المتعاقدين الثانويين
متعاقدو المهني اعتصموا مطالبين بمستحقّاتهممتعاقدو المهني بعد زيارتهم حمادة: وعدنا بالتثبيت وقبض رواتبنا سريعا

"أنا متعاقد لا أملك قوت يومي"، "لا للتعاقد الوظيفي نعم لتعزيز المدارس الرسمية"، "التثبيت حقنا"... تحت هذه الشعارات بدأ الاساتذة المتعاقدون في التعليم الرسمي الثانوي والاساسي والمُستعان بهم بالتجمّع في ساحة رياض الصلح، قرابة العاشرة صباحاً أمس بالتزامن مع انعقاد جلسة اللجان المشتركة. منهم من تفيّأ تمثال رياض الصلح، آخرون جلسوا على حافة الرصيف يتبادلون حجم الضرر الذي لحق بهم طوال فترة تعاقدهم، فيما انهمك المسؤولون عن الحراك بوضع اللمسات الاخيرة على الكتاب الرسمي الذي سيرفعونه إلى مجلس النواب.

حرمان من الطبابة، ومن بدل نقل وأجر شهري، "تشليحهم" ساعاتهم وعقودهم... تتعدد معاناة المتعاقدين، امّا الغاية من تحركهم أمس فكانت واحدة، وفق ما أعرب عنه رئيس حراك المتعاقدين في التعليم الثانوي حمزة منصور لـ"الجمهورية": «تحرّكنا محصور بمطلبنا الاول والأساس وهو التثبيت العادل المنصف خارج إطار المباراة المفتوحة". لذا، طالبَ بوضع "قضيتهم في العناية الفائقة على جدول اعمال لجنة التربية»، مناشداً "كل الرؤساء والوزراء، وخصوصاً دولة الرئيس نبيه بري بصفته المسؤول عن تشريع القانون، ان يُذهب عنّا المظالم ويعطينا حقوقنا في التثبيت العادل".

هذا ذنبنا...

واعتبر منصور أنّ ذنبهم كأساتذة متعاقدين أنهم "لبّوا نداء الدولة يوم افتقرت ثانوياتها إلى الكادرات التعليمية. نعم دخلنا التعليم ودرّسنا وبذلنا الغالي والرخيص، وبعد عقد من الزمن استفاقت السلطة لتجري مباراة مفتوحة مُنع المئات من التقدّم إليها، وظُلم من ظلم، ومات من مات، والى الآن لا نزال خارج كل حقوق المعلم والمواطنية والانسانية". وأسف "لتنَصّل الدولة من مسؤولياتها تجاه المتعاقدين كما سبق ان تنصّلت من مشاكل الكهرباء، والمياه، وزحمة السير، والفساد الإداري، وأمام هذا التنصّل لن ننسحب أو نيأس بل سنُناضل".

"الجمهورية"

صورة editor11

editor11