احتفلت قوات الامم المتحدة المؤقتة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» بالذكرى السنوية الاربعين لانطلاق عملها في لبنان، بناء لقراري مجلس الامن الدولي رقم 425 و426، الصادرين في 19 آذار 1978، على اثر العدوان الاسرائيلي على جنوب الليطاني، وذلك في مقرها العام في الناقورة في الجنوب.
اقيم الاحتفال في المقر العام لـ «اليونيفيل»، ورعاه القائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال مايكل بيري، بحضور وفد من قيادة الجيش اللبناني برئاسة قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن خليل الجميل ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وزير الدفاع الايرلندي بول كيهو ووزيرة الدولة للاصلاح الاداري عناية عزالدين، وسفراء عدد من الدول المشاركة في «اليونيفيل» وفاعليات ورؤساء بلديات وكبار الضباط فيها.
بعد عرض عسكري لوحدات رمزية من «اليونيفيل»، وضع اللواء بيري وممثل وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني العميد الجميل اكاليل الزهر على النصب التذكاري لضحايا «أليونيفيل» الذين قتلوا خلال تأدية مهامهم في جنوب لبنان، ثم تحدث قائد «اليونيفيل» اللواء بيري، فحيا عشرات الالاف من حفظة السلام التابعين للامم المتحدة الذين عملوا من اجل السلام في جنوب لبنان، على مدى اربعة عقود مضت، وما تزال «اليونيفيل» تتابع المسيرة.
وتوقف بيري عند بعض المحطات الاليمة التي سجلت في تاريخ «اليونيفيل»، و12 عاما من الاستقرار السامل في الجنوب اللبناني، وقال ان ليس بالامر السهل، وهو استقرار تحقق بالشراكة مع الجيش اللبناني والتزام الاطراف والمجتمعات المحلية، وقال.. لدينا مسؤولية مشتركة لنتعلم من ماضينا وبذل ما بوسعـنا للبقـاء على طريق السلام. ان اليونيـفيل ستـعمل دون كلل بشـكل استباقي من اجل عدم العودة الى النزاع والى دوامة خسارة الأرواح والى الأيام المظلمـة التي عـايشـناهـا في الماضي. في هذا الـيوم نـدرك أن عملـيات حفظ السلام التابعة لليـونيفيل أتـاحـت المجـال لجميع الأطراف للمضي نحو وقف دائم لإطلاق النار.
ثم تحدث العميد الركن الجميل، قال: «ان مهمتكم الحساسة في جنوب لبنان مثال ناصع في القيم الحضارية والانسانية التي تجمع بين لبنان والدول المنضوية تحت لواء قوات الامم المتحدة الموقتة في الجنوب. وان الجيش يثني على هذه المسيرة المشتركة ويؤكد التزامه الثابت قرارات الامم المتحدة ولا سيما منها القرار 1701 بكامل مندرجاته، مع استعداده الدائم لجبه العدو الاسرائيلي واطماعه في ارضنا ومياهنا وثرواتنا الطبعية».
وختم: «باسم قائد الجيش العماد جوزف عون، أجدد الشكر العميق لقوات الامم المتحدة، قيادة وضباطا وافرادا، على جهودها وتضحياتها في مهمتها الانسانية النبيلة التي اثمرت الهدوء على الحدود ونموا في العديد من القرى والبلدات في جنوب لبنان. ومن حقنا جميعا، ايها الرفاق، ان نفخر بما وفرناه لاهلنا في الجنوب من طمأنينة غالية اعقبت سنوات طوال من الحروب والخوف والقلق، وذلك يتجسد في عودة الحياة الطبيعية الى هذه المنطقة. وكلي امل في ان تكون هذه المناسبة حافزا لتجديد الانطلاقة بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق واعد».
ثم قلّد بيري ميدالية الامم المتحدة الى 69 ضابطاً اركان لمساهمتهم في تنفيذ مهام اليونيفيل.
معرض صُوَر... وانشطة
وللمناسبة، افتتح قائد «اليونيفيل» اللواء مايكل بيري الى جانب ممثل قائد الجيش اللبناني، معرضا للصور الفوتوغرافية عن الجنوب وقوات «اليونيفيل»، للزملاء علي حشيشو ومحمد الزعتري ومحمود الزيات مراسل «الديار»، اضافة الى معرض رسم لاطفـال من 25 مدرسة.
وقال بيري نحيي هذه الاحتفالية المميزة،التي تحاكي تفاصيل رحلة عايشناها معا على مدى اربعين عاما، ونحن نعمل من اجل مستقبل افضل ومستقر ومزهر لجنوب لبنان ولسكانه.