استهل الأمين العام ل "تيار المستقبل" أحمد الحريري، جولته في طرابلس، أمس السبت، بتقديم واجب العزاء للرئيس نجيب ميقاتي وعائلته بوفاة شقيقته نهلا ميقاتي سوبرة، في دارة العائلة بمحلة الميناء، على رأس وفد من التيار.
ثم زار أحمد الحريري، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في مكتبه، برفقة مرشحة التيار للانتخابات الفرعية ديما جمالي، حيث عقد مؤتمر صحافي دعا في خلاله ريفي اهل طرابلس الى "المشاركة الكثيفة في الانتخابات".
من جهتها، قالت جمالي: "إن زيارة اللواء ريفي هي زيارة ودية، بحثنا فيها في الانتخابات المقبلة والتعاون لمصلحة طرابلس، واليوم لدينا فرصة ذهبية حتى نشبك أيدينا بأيدي بعض ونتعاون لمصلحة المدينة واهلها".
الحريري
أما أحمد الحريري فقال: "لم نشعر ولو لمرة أننا بعيدون من بعضنا، وهناك مثل يقول الدم لا يصير ماء"، شاكرا اللواء ريفي على "دعمه لجمالي في هذه الانتخابات".
واعتبر أن "هناك زعلا من عودة الوفاق مع اللواء ريفي، من قبل الطرف الذي استفاد من عملية الفراق، ونحن ننظر الى الامام، ونتعلم من اخطاء الماضي لعدم العودة اليها، وان تكون هناك مرحلة تقسيم ادوار حقيقية لاعادة وهج القوى التي تتكلم فعليا عن مشكلات البلد ومشاريعه"، مشيرا إلى أن "معركتنا طويلة وتحتاج الى صبر".
آل العقاد
كما لبى أحمد الحريري دعوة رجل الأعمال وسيم العقاد، إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه، في حضور عدد من رجال الاعمال والفعاليات في طرابلس.
وكانت كلمة للحريري أكد فيها على اعتدال "تيار المستقبل"، ودعا الى "المشاركة في انتخابات 14 نيسان المقبل انطلاقا من هذه الثوابت للحفاظ عليها".
زيارة ميدانية للمنطقة الاقتصادية
ثم تفقد أحمد الحريري وجمالي ارض المنطقة الاقتصادية في مدينة الميناء، في حضور مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر والمستشار في المنطقة الاقتصادية حسان ضناوي ومجموعة من رجال الاعمال وممثلين عن الجمارك اللبنانية.
وأدلى أحمد الحريري بتصريح قال فيه: "اليوم نحن نقف على ارض المنطقة الاقتصادية، حيث هناك 550 الف متر مربع تم ردمها، وهذه المنطقة أصبحت حقيقة للجميع، ونحن لم نعتد بيع الاوهام، وكل الاعمال التي تقوم عليها فيها صعوبات وتحتاج وقتا لأن وضع البلد لم يكن مستقرا سياسيا، ومنذ بدأت التسوية في 2016، راينا عودة الحركة الى المؤسسات وعاد الامل بالبلد، والمنطقة الاقتصادية كما رايناها اليوم، هناك مناقصة الشهر المقبل للبنى التحتية للمرحلة الاولى، ومن ثم سيتم رفع الارضية لتصبح بمستوى أرض المرفأ، والخطط الموضوعة ما بين المرفأ والمنطقة أصبحت شبه موحدة كي لا يتعارض العمل مع بعضه، وهذا لم يكن لولا الجهود التي بذلتها الوزيرة ريا الحسن منذ تشكيل مجلس الادارة ومع مسؤولي المرفأ ووزارة الاشغال بتوجيهات من الوزير، ونحن اصبحنا قادرين في النصف الثاني من العام 2020، أن تكون هناك اول رخصة استثمارية، واذا جاءت شركة كبيرة للاستثمار ستجري معها الكثير من الشركات للاستثمار هنا، لتكون هذه المنطقة مصدرا لفرص العمل والنهوض والنمو بالمدينة، وكل الشائعات التي تحدثت أن المنطقة الاقتصادية في طرابلس قد طارت كلها كذب، وغير حقيقية".
أما جمالي، فقالت: "إن طرابلس تعول على المنطقة الاقتصادية، وتيار المستقبل التزم بها، وهذه المنطقة باتت جاهزة، فالحلم أصبح حقيقة، ونحن لن نتراجع، حتى تتحقق آمال الطرابلسيين".
زيارة نشابة
ثم زار أحمد الحريري وجمالي، منزل المرشح السابق للانتخابات النيابية شادي نشابة، في حضور مرشحي لائحة "المستقبل" في الانتخابات الماضية، نعمة محفوض، وليد صوالحي، جورج بكاسيني، ليلى تيشوري، وتم البحث في التطورات الانتخابية.
شبطيني
واختتم أحمد الحريري محطات جولته بزيارة جورج شبطيني، في منزله، في حضور راعي ابرشية طرابلس للموارنة المطران جورج أبو جودة، وعدد من الفعاليات الطرابلسية.
وألقى شبطيني كلمة قال فيها مخاطبا الحريري: "إن حقوق الطائفة المارونية الطرابلسية امانة في توجهاتكم وقراراتكم، ونحن نعيش في مدينة محرومة وطائفة مغيبة من أولويات التمثيل النيابي الماروني الطرابلسي، مرورا بوظائف الفئة الاولى الى سلسلة المواقع الادارية والبلدية، وكلنا امل أن تأخذ كل جهة حقها أسوة بالاخرين".
ودعا الى "المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة، والتأكيد على صناعة الفرح للمدينة".
الحريري
من جهته، نوه أحمد الحريري بدور شبطيني في تعزيز العيش المشترك في طرابلس. وقال: "إن همنا وهمه هو تطوير المرافق الحيوية في المدينة"، منوها "بمطران العيش المشترك جورج أبو جودة، الذي وقف بشكل دائم الى جانب الاعتدال ومع الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وأشار إلى أن "اغتيال الحريري جاء في لحظة كان يقوم فيها بالمصالحة الحقيقية بعد الحرب الاهلية، ولقائه مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير آنذاك ولقاء قرنة شهوان، التي مثلت الضمير المسيحي واللبناني في المطالبة بلبنان أولا".
وتابع: "نحن من ضمن الايمان الذي آمن به الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ضمن الاستقلال الذي تحقق في العام 1943، ما بين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، وهدفنا، هو هدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بأن يبقى لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي بشكل فاعل".
وأضاف: "من هنا رأى الرئيس سعد الحريري أنه يجب تجميع الارادات من جديد، وأن تكون هناك تسوية تقتضي ايصال من يتفق عليه المسيحيون، حيث كان هناك اربعة أسماء تم الاتفاق عليهم في بكركي، ووصلنا بعدها الى اتفاق معراب، ومن ثم قبول الرئيس الحريري بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، بكل قناعة بان الرئيس القوي اذا وصل فانه يحقق انجازات ومشاريع، وبدأنا هذه المسيرة وحافظنا على مؤسسات الدولة التي كانت تنهار وحمينا الجيش والقوى الامنية".
وقال أحمد الحريري: "في تيارنا السياسي دورنا صناعة الامل، وألا نيأس ونصنع الامل بسلام، وما يقوم به الرئيس سعد الحريري هو محاولة نادرة وشبه أخيرة للحفاظ على ما تبقى من البلد والاقتصاد والنقد لنتمكن من البناء بعد انتهاء الحرب الاقليمية".
واعتبر أنه "ليس غريبا أن تكون هناك حرب كبيرة على الرئيس الحريري لأنه قوي بطرحه، خصوصا وانه يسير بخلاف التيار الذي يريدونه في المنطقة، ونحن كتيار المستقبل الزهرة الوحيدة المعتدلة في هذا الشرق، وطرابلس تاريخيا هي مدينة معتدلة، واليوم نريد تثمير كل المشاريع في طرابلس المخصصة لها، نحو 9 مشاريع من مؤتمر "سيدر"، غير مشاريع الدولة التي اقرتها، وحتى يتحقق ذلك يجب ان يبقى الفريق الذي لديه امل ونية للعمل، لذلك علينا ان نتابع بكل امل وانفتاح من ضمن قيمنا دون تقليد الغير، لانتاج واقع جديد في المدينة ولبنان انطلاقا من مسيرة النهوض الثانية التي يقودها الرئيس سعد الحريري".
وفي الختام، كانت كلمة للمطران أبو جودة، دعا فيها الى "اعطاء مدينة طرابلس الطابع الانساني، ليستطيع كل انسان ان يعيش فيها بكرامته، كائنا من كان، مسيحيا أو مسلما، ولذلك يجب تنمية طرابلس انسانيا واجتماعيا".