أمل وزير الصناعة وائل أبو فاعو وزير الصناعة وائل أبو فاعور أن "تنكفئ كل القوى السياسية عن صراعاتها وسجالاتها وحساباتها وانقساماتها السياسية، كي تنصرف إلى معالجة الوضع الاقتصادي والمالي الداهم"، مشيرا إلى أن "الأشهر القليلة المتبقية، هي اشهر حساسة ودقيقة ومصيرية ومفصلية في حياة لبنان، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي"، لافتا إلى أن "الحركة التي يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي، عبر وزير التربية أكرم شهيب، هي لإعادة الاعتبار إلى التعليم الرسمي في لبنان".
كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته حفل تخريج طلاب شهادة الثانوية العامة في ثانوية راشيا الرسمية، بدعوة من إدارتها، الذي أقيم في مبنى الثانوية، في حضور منسقة ثانويات البقاع الدكتورة ندى حسن ممثلة مديرة التعليم الثانوي الدكتورة جمال بغدادي، المدير الإقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، الإكسيرخوس إدوار شحاذي، رئيس مجلس أمناء جامعة MUBS الدكتور حاتم علامة، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس بلدية راشيا المهندس بسام دلال، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، رئيس فرع البقاع في تعاونية موظفي الدولة نزيه حمود، مسؤول تيار "المردة" في راشيا موسى زغيب، مدراء جامعات وثانويات ومدارس ومعاهد رسمية وخاصة، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وهيئات تربوية وثقافية واجتماعية وأهالي الطلاب.
وقال: "أشعر بفخر كبير أن أقف بينكم في هذه المؤسسة الرسمية، التي تعرف كيف تزدان وتحتفل بنفسها، والتي تؤكد أهمية هذه المسيرة، التي نسير فيها في هذه المنطقة، وفي هذه الثانوية، وفي ثانويات حرمون وكوكبا والرفيد، وفي كل ثانويات هذه المناطق ومدارسها الرسمية والخاصة".
أضاف: "أدعي أننا في هذه المنطقة، نحاول أن نقوم بمشروع تربوي متقدم، وأدعي أننا نحاول بدل أن نذهب إلى المدينة، أن نجلبها إلينا، وكل الشكر لمدراء وأساتذة المدارس والجامعات، التي نشأت وتنشأ في هذه المنطقة".
وتابع: "منذ أسبوعين كان وزير التربية أكرم شهيب في هذه المنطقة، من منطلق العلاقة الخاصة بجماهير، وأبناء هذه المنطقة، وأيضا من ضمن حركة يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي، عبر وزير التربية، بإعادة الاعتبار للتعليم الرسمي في لبنان، نحلم ونطمح ونعمل في وزراة التربية مع الوزير شهيب، على إعادة التعليم الرسمي والتعليم بشكل عام، إلى المكانة التي يستحق، سمعتم وسمعنا كل الانتقادات التي طاولت قرار وزير التربية بالتشدد في الامتحانات الرسمية، وقامت القيامة ولم تقعد، إلا حينما اكتشف القاصي والداني، أن الإجراء الذي قامت به وزارة التربية، في التشدد في الامتحانات الرسمية، كان قرارا محقا وصائبا وفي محله الصحيح، أدى إلى إعادة الاعتبار إلى الشهادة الرسمية".
وأردف: "ما يجري اليوم في التعليم الخاص، في كل مراحله، بدأ في بعض المدارس الدكاكين التي تعودت أن تفرض نفسها على وزراء التربية، وعلى التربية في لبنان، دونما أي احترام لأي معايير، وقف أكرم شهيب وتصدى لهذا الأمر بمنطق الدولة العادل والحازم، وأعتقد أنه بذلك، قدم خدمة كبيرة لأبناء الأهالي، الذين كانوا يأتمنون هذه المدارس غير المستوفية للشروط العلمية والأكاديمية والإدارية والقانونية، يأتمنونهم على أبنائهم".
وأشار إلى أنه "الورشة القادمة، ستكون ورشة التعليم الخاص الجامعي، التي تستحق أن يكون هناك جهد خاص فيها، لا سيما أن هناك غابة من الجامعات الخاصة، التي فيها الغث وفيها السمين، فيها الجيد وغير الجيد، وبالتالي واجب وزارة التربية، أن تضع يدها على هذا الملف، وتضع معايير علمية واضحة لهذه الجامعات، لأن التعليم أمانة ومسؤولية، وهو الذي يصنع مستقبل لبنان، هؤلاء الطالبات والطلاب هم مستقبل لبنان الاقتصادي والسياسي والعلمي والعمراني والإنمائي ومستقبل لبنان مع الأجيال الجديدة، وإذا كانت الأجيال الجديدة، ستتعرض إلى تخريب ممنهج في مستوى تعليمها، فماذا يبقى من هذا المستقبل؟ وكما قلت في هذه الغابة من الجامعات الخاصة، التي فيها الجامعات، التي تستحق والتي لا تستحق، وفيها الجامعات التي يجب أن تبذل جهودا مضاعفة، لأجل أن تصبح في موقع الاستحقاق، لذلك الورشة القادمة التي ينوي الوزير أكرم شهيب تدشينها، هي ورشة تطوير وإصلاح وتدعيم وتأهيل التعليم الجامعي الخاص في لبنان".
وقال: "قرأت خبرا في صحيفة النهار، أن ثلاثة طلاب من الجامعة اللبنانية، تمكنوا من إصلاح ثغرات في الأمان وأخطاء في الفايسبوك، التي هي من كبريات الشركات العالمية، هذا هو التعليم الذي نريد، وهذا هو الاستثمار، وهذا هو مستقل لبنان الحقيقي، لأن مستقبل لبنان ليس في ثرواته الطبيعية والاقتصادية، بل في ثرواته البشرية في هذه العقول، التي يجب أن تحصل على المستوى العلمي الراقي الهادف المتطور المتقدم، لكي يتقدم لبنان".
ورأى أن "لبنان لم يعد باستطاعته أن ينافس في محيطه على المستوى العربي"، مذكرا أن "كمال جنبلاط كان يقول: على لبنان أن يتولى القيادة الفكرية للوطن العربي، نعم على لبنان أن يكون في موقع القيادة الفكرية على المستوى العربي، فالعرب تأخروا لأنهم أغرقوا في الخرافة وابتعدوا عن التعليم، والعرب لم يهزموا بالحروب، بل بالفكرة والعلم، وعدم التمكن من تطوير أنفسهم، لذلك هذا الأمر حساس، وإذا ما شعر أحد بأن هناك مغالاة من قبل الحزب الاشتراكي في وزارة التربية، فلا مغالاة على الإطلاق، هناك مغالاة في الأمانة في الحرص على هذه الأجيال القادمة".
وقال: "أصبح لدينا في المنطقة، كلية إدارة الأعمال وطلابها، من أرقى وأفضل طلاب الجامعات في لبنان ويحققون نتائج قياسية، ولدينا شعبة تمريض ستتحول قريبا إلى كلية صحة، وهناك قبالة قانونية، وفي العام القادم سنسعى لإنشاء اختصاص علاج النطق، وأصبح لدينا هذا العام معهد العلوم التطبيقة "كنام" الذي سيبدأ العمل في المنطقة، وهذا المعهد الجامعي، الذي يعطي شهادته من فرنسا، أتى به كمال جنبلاط، وحافظ عليه وليد جنبلاط، وسيستمر به تيمور جنبلاط، باختصاصات هندسية متنوعة، وعلى مستوى الجامعات الخاصة، فقد فتحت جامعة mubs فرعا لها في المنطقة، مشكورة، وقريبا فرع aust في البقاع الغربي، كل ما نسعى أن نقوم به، أن ننشئ ما يمكن تسميته بمدينة جامعية في هذه المنطقة".
وكشف عن "إقرار محمية جبل حرمون الطبيعية في جبل الشيخ"، شاكرا بلدية راشيا واتحاد بلديات جبل الشيخ "وهو مشروع انطلق من بلدية راشيا، وأقر الأمر بالأمس في مجلس الوزراء".
وعن الوضع الاقتصادي والسياسي أمل أن "يقتنع الجميع بأن تنكفئ كل القوى السياسية عن صراعاتها وسجالاتها وحساباتها وانقساماتها السياسية، في الأشهر القادمة، لكي تنصرف إلى معالجة الوضع الاقتصادي والمالي الداهم"، معتبرا أن "الأوضاع صعبة، ولكن الخيارات والفرص كبيرة، وبإمكان السياسيين والمسؤولين اللبنانيين والحكومة اللبنانية، ومختلف أطياف السياسة اللبنانية علاج الوضع الاقتصادي والمالي، إذا توفرت النية الصافية لذلك، وإذا ما غلبنا المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، وبالحد الأدنى في الأشهر القليلة المتبقية، هذه أشهر حساسة ودقيقة ومصيرية ومفصلية في حياة لبنان على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فلننصرف جميعا إلى معالجة هذه القضايا، لأنه إذا لا سمح الله، انهار الوضع الاقتصادي، فلا سياسة ولا من يسوس، وعلينا أن نعالج الوضع الاقتصادي أولا".
وختم "التحدي الأهم، هو تحدي العلم، لذلك نعمل ليلا نهارا، على تدعيم مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية، لكي تقوم بواجباتها مع كل الطلاب، على امتداد الوطن، لأنه الاستثمار الأساسي هو في التعليم".