نعى أمين عام اللقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل في بيان، متروبوليت المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الشدراوي، وقال: "كان المطران الشدراوي حقا صوت حق في كنيستنا، فبخشوع كبير تلقينا خبر رقاد الراعي الكبير والصادق في محبته ومشرقيته، والعنيد في وطنيته والمخلص لأسقفيته، المثلث الرحمات المتروبوليت أنطونيوس الشدراوي".
أضاف: "لم ينفك الراحل الكبير عن تأييد رؤية ونضال اللقاء الأرثوذكسي منذ تأسيسه. أكرمنا راحلنا الكبير بأن كرمناه الصيف الفائت في ضهور الشوير خلال اليوم الثقافي التقليدي للقاء، وذلك بمناسبة يوبيله الذهبي، وقد كان الاغتراب عنوانه. وفي كلمته التي ألقاها، كانت بمثابة وصية ذكرنا بأنه تسلم أبرشية فاقدة لمقومات الوجود، وبدأ ببنائها من الصفر، حتى بلغت أعلى القمم في الانتشار الأرثوذكسي مع تشيد كاتدرائيات وكنائس وأديرة ومؤسسات، من أهمها مؤسسة بناها أخيرا لتعنى بالمسنين من ابناء رعيته".
وتابع: "لقد أمسى المطران الشدراوي، وبفعل علاقاته الكبرى في المكسيك بدءا من رئيس الجمهورية إلى معظم المسؤولين، مرجعا كبيرا بالنسبة إلى هذه الدولة. لقد أضحى راحلنا مرجعا للمسيحيين والمسلمين، الذين رأوا فيه الأب الطيب والمدبر لشؤونهم وجسرا وطيدا بينهم وبين الدولة، فأكبروا فيه عطاءاته ومساعداته ومحبته، ووقفوا إلى جانبه وظلوا معه حتى الرمق الأخير من حياته. وعندما زار البطريرك الماروني المكسيك كان المطران أنطونيوس المسهل والمواكب لهذه الزيارة، وقد أدخله إلى كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في المكسيك بحفاوة وألبسه الثياب الحبرية كتكريم لرأس كنيسة شقيقة لكنيسة إنطاكيا الأرثوذكسية".
وأردف: "مع انتقاله الى جوار الرب، نفتقد ها هنا هذه الهالة الكبرى، فقد كان سيادته رسولا لقضايا المشرق بدءا من فلسطين ولبنان وإنتهاء بسوريا التي آلمته الحرب الدائرة فيها، فدافع عن الإنسان فيها، وأرسل الأموال في سبيل بناء ما تهدم من كنائس وأديرة ومساعدة من تهجر من الشعب، وأكثر ما آلمه خطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي شقيق بطريركنا الإنطاكي يوحنا العاشر، فبذل جهودا حثيثة في سبيل معرفة مصيرهما. واهتم في الوقت عينه بقضية لبنان بكل تفاصيلها وجوانبها، وكان مساندا لمنطق الشراكة والميثاقية شرط عدم التفريط بالحقوق الأرثوذكسية، وكم كان يثور على المراجع الأرثوذكسية حينما وجد منها أي تقصير على هذا هذا المستوى".
وختم: "كان المطران أنطونيوس حقا صوت حق في كنيستنا، مع رقاده تفقد الكنيسة واحدا من كبارها. رحمه الله وليس لنا سوى هذه الكلمة التي تعزينا جميعا: المسيح قام حقا قام".