نظمت المكتبة الوطنية في بعقلين، لقاء ثقافيا، حول أعمال الشاعرة والكاتبة جمانة حداد، برعاية رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وحضور عقيلته نورا، مفوض العمل في الحزب والأمين العام ل"جبهة التحرر العمالي" عصمت عبد الصمد، وكيل داخلية الشوف في الحزب الدكتور عمر غنام، مستشار وزير التربية أنور ضو، الشاعر جورج شكور، الممثلة رندة كعدي، الفنان بديع أبو شقرا وحشد من المهتمين.
إستهل اللقاء بالنشيد الوطني وترحيب وتقديم من لمى حماد زيدان، ثم كلمة للناقد سلمان زين الدين، بدأها باتهام الكاتبة ب"سرقة النار المقدسة منذ حوالي ربع قرن، وبقتل شهرزاد منذ ست سنوات، وذلك بعد اعتراف منها بذلك، وعن سابق إصرار وترصد، وصولا إلى محاولة كسر مزراب العين"، واصفا إياها أنها "غابة من النساء في إمرأة واحدة، واتحاد كتاب في كاتبة واحدة".
وقال: "واحدة هي جمانة حداد في تنوعها على المستويين الأفقي والعمودي. فعلى المستوى الأول هي كاتبة، شاعرة، صحافية، مترجمة، أستاذة جامعية وناشطة إجتماعية، أما على المستوى العمودي، عميقة هي في كتاباتها، حرة في تفكيرها والتعبير، جريئة في آرائها ومتقدمة في مواقفها".
وفي حديثه عن أعمال جمانة حداد، رأى أنها "في كتاب "عودة ليليت"، اتخذت من صفات المرأة القوية، المكتفية بذاتها والمتمردة، قناعا أسقطت عليه وجهها الحقيقي، الرافض قيم المجتمع البطريركي، فيتماهى الوجه مع قناعه. جمانة هي ليليت، وليليت هي جمانة".
أضاف: "وتستحضر حداد في كتاب "هكذا قتلت شهرزاد" رمزا سرديا شعبيا، ولا تتورع عن قتله، لأنه يرمز من وجهة نظرها إلى المرأة المساومة والمهادنة، وهي بهذا المعنى تكسر الصورة النمطية لشهرزاد في المخيلة العربية، بما هي رمز المرأة الشجاعة، الذكية، المغامرة، المبادرة التي تتطوع لإنقاذ بنات جنسها، رغم إدراكها ما يحدق بها من أخطار".
وتابع: "أما في "الجنس الثالث"، كتابها النثري التوأم ل"هكذا قتلت شهرزاد"، تبشر فيه الكاتبة بالإنسان الإنسانوي، لأنه، أي الكتاب، تخطى كل الخطابات الانقسامية بين الإنسان - المرأة والإنسان - الرجل".