برعاية قائد الجيش العماد المغوار جوزف عون وحضور العقيد جورج موسى ممثلاً عنه ، ونواب المتن الشمالي إيدي أبي اللمع وإيدي معلوف وعدد كبير من كبار الضباط في المؤسسة العسكرية وفعاليات سياسية ، دينية ، إجتماعية ، فنية وإعلامية وحشدٌ من أهالي الدكوانة والجوار أحيت بلدية الدكوانة عيد الجيش الثالث والسبعين تحت عنوان " فجر الجرود " بأمسيةٍ فنية مميزة أحياها الفرسان الأربعة الذين ألهبوا الأجواء بالأغاني الوطنية وأغاني الجيش اللبناني وتفاعل معهم الجمهور رافعاً الأعلام اللبنانية ورايات الجيش اللبناني وصور القائد جوزف عون حتى ساعاتٍ متقدمة من ليل الأول من آب . الشاعر نزار فرنسيس حلَّ أيضاً ضيفاً مميزاً في المهرجان حيث ألقى عدد من القصائد الشعرية الخاصة بالمناسبة حيّا فيها الجيش وبطولاته والقائد وشجاعته ورئيس بلدية الدكوانة انطوان سختورة ووطنيته وإنتمائه الدائم للمؤسسة العسكرية . الحفل الذي قدمته الإعلامية كاتيا مندلق أكد خلاله رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة في كلمته أن عيد الجيش له قدسيته الخاصة الممزوجة بعرق الأبطال ودماء الشهداء الأبرار ودموع الأمهات وفخر لبنان ، كل لبنان ، مجدداً التهاني للجيش والقيادة الشجاعة على الإنجاز العسكري النوعي في معركة فجر الجرود التي أدت الى سحق إرهاب داعش وجبهة النصرة في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك . شختورة الذي حيّا أرواح شهداء الجيش اللبناني لفت الى العلاقة المميزة التي تربط الدكوانة وآل شختورة بالمؤسسة العسكرية والتي بدأت في الستينات وإستمرت بوتيرةٍ تصاعدية ووصلت الى ذروتها مع الصديق والأخ القائد المغوار جوزف عون .
شختورة ختم قائلاً بكل موضوعية : الجيش والشعب والأرز والقديسين يشكلون وحدة لبنان وسيادته .
المهرجان إختُتِم بعد منتصف الليل بالمفرقعات النارية وقطع قالب الحلوى وشرب الجميع نخب هذه المناسبة .
كلمة رئيس بلدية الدكوانة المحامي أنطوان شختورة في عيد الجيش
في زمنِ أعيادِ قديسي لبنان ما بينَ تموز وآب ، يتوسطُهمْ في الأولِ مِنهُ عيدٌ لهُ قُدسيتُه الخاصة الممزوجةِ بعرقِ الأبطالِ ودماءِ الشهداءِ الأبرارِ ودموعِ الأُمهاتِ وفخرِ لبنانْ، كلُ لبنان ، بجيشِنا البطل . فللأولِ من آب معنى واحد ، عيدُ الجيشِ ، عيدُ الكل ، عيدُ الشرفِ والتضحيةِ والوفاء ، نحتفلُ به اليومَ ككُلِ عامٍ ، بلديةُ الدكوانة رئيساً وأعضاءً ، لجاناً ومخاتيراً وفعاليات على مُختلفِ إنتماءاتهم ومشارِبهم. ولطالما كانَ هذا العيدُ يوحِدُنا ولا يزال ، فمنْ موقعي ومنْ هُنا من الدكوانة أؤكدُ أننا وراءَ الجيشِ اللبناني دائماً أبداً في حِفظِ الأمنِ في الداخلِ وفي معاركِه ضدْ الفساد وفي وجهِ العدوِ الإسرائيلي على الحدودِ الجنوبيةِ ، وفي إجتساسِ ومكافحةِ الإرهابِ والتكفيرِ أينما وُجِد مثلما فعلَ الصيفَ الماضي في ملحمتِه البطوليةِ معركة فجرِ الجرود . فألفُ تحيةٍ لشهدائهِ الأبرار وألفُ تحيةٍ للقيادةِ الشجاعةِ الحكيمة مُجدداً على إنتصارِها المجيد حيثُ أظهرتِ الأفواجُ الخاصةُ في الجيشِ اللبناني وخاصةً فوج المجوقل شَجاعةً وتقنيةً عالية في القتالِ بتغطيةٍ ناريةٍ جويةٍ من سلاحِنا الجوي ومدفعيةٍ مُركزةٍ وعاليةِ الفعالية من أفواجِ المُدرعاتِ والمِدفعية. فيا جيشَنا الأبي ، نفتخرُ ونعتزُ بكَ ، أنتَ عِزتُنا وكرامتُنا ، عُنفواننا وفخرُنا ، بكَ ننتصرْ .
ولِلعلاقةِ بين الدكوانة ومؤسستِنا العسكرية تاريخٌ طويلٌ من الروابطِ المُتجذِرةِ في شتى المجالاتِ والميادين ، فمنذُ الخمسينات بدأتْ مع الراحلِ أنطوان نقولا شختورة وتعززَتْ في الستينات ، وفي السبعيناتِ تعمَدت بالعرقِ والدمْ عندما هبَ أبناءُ الدكوانة الى جانبِ الضابطِ رعدْ الى فخامةِ الرئيس العماد ميشال عون وكلُ رفاقِه الشرفاء لتحريرِ تلِ الزعتر من الإرهابِ آنذاك ، وإفشالِ المُخططِ الذي كان مرسوماً للبنان إنطلاقاً من الدكوانة .
ومن ذاكرتي في طفولتي وشبابي بأنَ بيتَنا ومُحيطنا لم يكنْ يخلو يوماً من ألوانِ البذةِ العسكرية ، فترعرعنا على رؤيةِ أشكالِها ورُتبِها وإنطبعتْ في وُجداننا وتكونتْ علاقةً ما لبِستْ أن تجسدتْ في أواخر الثمانينات عندما كانَ ليَ الشرفُ أن أكونَ متطوِعاً ضِمنَ صفوفِ الجيشِ اللبناني في أخطرِ الظروفِ وأحلكِها أيامَ قيادةِ العماد ميشال عون ، وبعدها أصبحتِ العَلاقةُ مدنية ، أخوية صلبة مع القيادة والجنرال إميل لحود وميشال سليمان وإستمرتْ ممتازة طوال سنواتٍ مع المؤسسةِ العسكريةِ وصولاً الى ذُروة علاقتِنا وقِمتِها مع القائدِ المُغوار البطل جوزف عون ، فهوَ القائدُ والأخُ والصديقُ والقريبُ والشفافُ والنزيهُ والشجاعُ والمِقدامُ والمِثالُ الأعلى للضُباطِ والرُتباءِ والأفراد ، وهو مِثالُنا في لبنان أطالَ اللهُ بعمرهِ وسدَدَ خُطاهُ في جميعِ مشاريعِه الإصلاحيةِ والتطويرية في المؤسسةِ العسكرية .
فيا أيُها الحضورُ الكريم كانَ ليَ الشرفُ في الآونةِ الأخيرة وخاصةً إبانَ معركةِ فجرِ الجرودِ أن أكونَ جندياً صغيراً الى جانبِ جيشِ القائد جوزف عون ، معنوياً ولوجستياً بكل ما أُتيتُ من قدرةٍ وعزمٍ وروحٍ وطنية، وخاصةً في الأيامِ التي سبقتْ المعركة وأثنائها من خلالِ الزياراتِ المتكررةِ الى بلديتي القاع ورأس بعلبك ولتفقُدِ الوحداتِ العسكريةِ المُنتشرة على خطوطِ المُواجهةِ مع الإرهاب فشعرنا ولو للحظاتٍ وساعات أننا كمواطنينَ لبنانيينَ وأهل الدكوانة شُركاءَ في النصرِ الساحقِ والسريعِ على الإرهابِ الذي إندحرَ وتقهقرَ وإنسحقَ وهزمَ وأسرَ تحتَ ضرباتِ جيشِنا البطل على الأرضِ ومِنَ الجو .
فشُكراً لكَ يا جيشَنا على هذا الإحساسِ الذي شعرْنا به ، فمُجدداً ألفُ مبروك على الإنتصارِ وألفُ تحيةٍ ورحمةٍ لشهدائك الأبرارْ ، والمجدُ والخلودُ لأرواحِهم الطاهرة .
وفي عيدِك اليوم كلُ شيءٍ قليلٌ أمامَ تضحياتكم ، فمهما فعلنا قليلْ ومهما قُلنا قليل ، كل شيءٍ قليلٌ عليكم ايها الكِبار، يا حُماةَ الدِيار ، يا من متنَ الحُرية والسيادة والإستقلال وصانَ الوحدةِ الوطنية .
وأخيراً بكلِ موضوعيةٍ نقول أنتمْ والأرزُ والقديسين تشكلون لبنان .
عُشتم ، عاشتِ المؤسسةِ العسكرية ، عاشتْ بلدية الدكوانة ، ليحيا لبنان .